منطقة عــتــمـــــة
بدهشة وانبهار يسمع خرير لمياه في شلالاتها وحفيف الأشجار الباسقة حين تتداعب حوافها كلما هبت نسمات الرياح في مفتتح يوم، ريفي يستأنف بواكيره شدو العصافير.. وتنداح نسمات عليلة محملة بأريج الأزهار العطرية لتغسل القلوب فتدب الحركة ويتبدد الصمت بأصوات الرجال والنساء وهم ينهضون بهمة ونشاط لاستقبال يومهم.
وقبل أن تسمح الجبال متدرجة العلو لقرص الشمس بامتطاء حافتها.. تستهل الفراشات رقصاتها الفريدة فرادة ألوانها الزاهية وتظهر المنازل المصبوغة بالجير الأبيض متناثرة كحبات اللؤلؤ على قمم الجبال وسفوح الأودية وأطراف المدرجات على بساط سندسيا أخضر.. وتطل الشمس بإشراقتها الأولى لتبدو كسبيكة ذهبية على صدر حسناء أماطت اللثام للتو.. أنها "عتمة" بلاد القلاع والحصون والجمال.. منجم الذهب.. والمحمية الطبيعية الأولى في اليمن تغنى بها العديد من الشعراء منهم الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى والذي قال فيها خلال أحد زياراته لها ما أورده في ديوانه "ديوان اليمن".
يطيب الشعر في عتمة
وأنت تصافح القمة
وتشرد نسمة عذراء
لتملأ صدرك النسمة
منازلها وكور النسر
تهوي فوقها النجمة
وتلثمها لتتركها
على أوتارنا نغمة
نعود إليك يا وطن
الجمال البكر ياعتمة
في الجزء الغربي من محافظة ذمار وسط اليمن تقع مديرية عتمة المحمية الطبيعية على بعد 60 كم جنوب غرب مدينة ذمار بين خطي طول 44.5 درجة و 43.50 درجة وخطي عرض 14.21 درجة و 14.35 درجة.
وتحتل عتمة موقع متوسط لثلاث محافظات يمنية ذمار وريمة وإب وتتسوط شرق اليمن وغربه.. تبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء بـ155 كم جنوب غرب يحدها من الشمال مديريتي جبل الشرق وضوران محافظة ذمار ومن الجنوب مديريتي وصاب العالي محافظة ذمار والقفر محافظة إب.. ومن الشرق مديريتي كسمة والسلفية محافظة ريمة وتقع عتمة ضمن الامتداد الطبيعي لسلسلة جبال السراة تتبع محافظة ذمار وتبلغ مساحته الإجمالية 460 كم2 يقطنها حوالي 145 ألف و 183 نسمة (حسب تعداد عام 2004م) يتوزعون في خمسة مخاليف كبيرة.. لا تزال تحتفظ بتسمياتها الحميرية ، مخلاف السمل، مخلاف رازح، مخلاف بني بحر، مخلاف حمير الوسط، مخلاف سماه" تضم هذه المخاليف 57 عزلة ترتبط عتمة بما حولها من المناطق والمدن بعدد من الطرق الإسفلتية والمعبدة والتي تسهل عملية الوصول إليها حيث تتقاطع طريق ذمار الحسينية بطريق مدينة الشرق الدليل في عتمة لتقسم المديرية إلى أربعة أقسام حيث يقسم الطريق الأول مديرية عتمة بشكل طولي بينما يقسمها الآخر إلى قسمين..
ويتمكن الزائر من الوصول إلى عتمة من مدينة ذمار عن طريق خط الحسينية ذمار الذي يجري سفلتته او عن طريق خط مدينة الشرق وكذلك يستطيع القادم من محافظة إب من زياة عتمة من طريق الدليل بإب وكذلك يستطيع القادم من محافظتي الحديدة وتعز وبقية المحافظات الجنوبية الوصول إلى عتمة عن طريق الحسينية ذمار الذي يمر بمديريتي وصابين العالي والسافل الذي يجري حاليا سفلتته إلى جانب العديد من الطرق الترابية والمعبدة الأخرى.
وتتكون عتمة من سلسلة جبلية يقل ارتفاعها كلما اتجهنا غربا حيث تمثل امتداداً للمرتفعات الغربية المتجهة نحو المناطق السهلية الساحلية والتي يتراوح ارتفاعها بين 920- 2800 متر عن مستوى سطح البحر.
وتغطي التضاريس الجبلية نسبة عالية من التربة الزراعية الخصبة التي ساعدت في تكوين المدرجات الزراعية والمراعي والغابات.. وبها الكثير من الوديان الداخلية "السوايل".. التي تعد مصبات، لمياه الأمطار من المنحدرات المرتفعة التي تشكل روافد أساسية لوادي رماع ووادي زبيد.. حيث يمر وادي رماع من شمالي عتمة وينفذ إلى ما بين ريمة ووصاب ثم إلى تهامة وأكثر مياه عتمة تسيل في رماع ومنها ما يسيل جنوبا إلى قفر حاشد ويتصل بوادي زبيد.
ومن أشهر جبال عتمة ارتفاعاً جبل الجرم عزلة بني سويد، وجبل المضدي وجبل الحمراء في الحوادث، جبل حويز، جبل عزان، جبل يفوز، جبل أبزار، جبل الأعمال جبل باحظ، جبل الشرق، جبل الجادي، جبل الطيار، جبل السلفة، جبل المتوسط، جبل صريح، جبل ذري، جبل يصوم، جبل مرغم، جبل الحقيبة، جبل حبوش، جبل سكران، جبل كحلة، جبل الظهره.. وهناك العديد من الجبال والمرتفعات الأخرى التي تنتشر في جميع عزل المديرية.
وأكسب عتمة انتمائها إلى الهضاب الجبلية تنوع مناخي وبيئي متميز يساعد على سقوط الأمطار والذي يرجع إلى تأثير الرياح الموسمية التي تتعرض لها عتمة من تيارات هوائية حاملة للسحب الماطرة الموسمية.. وهو ما جعل عتمة من المناطق عالية الأمطار والتي تشهد سقوط أغلب الأمطار فترات الربيع والصيف والخريف بمعدل يتراوح بين 750-800 ملم في السنة لذلك تكونت الغيول في أعماق الوديان وهو ما ساعد في نمو شجري وغطاء نباتي كثيف وأن التنوع المناخي البارد نسبيا في الشتاء المعتدل في الربيع والصيف إلى الاستوائي أدى إلى كثرة وتنوع المحاصيل الزراعية والبيئية الملائمة لحياة كثير من الحيوانات.. حيث تتكون السحب الدخانية الكثيفة أثناء فترات الشتاء "الضباب" خلال المساء وحتى الصباح الباكر وقد تصاحبها زخات من المطر الخفيف في فترات متقطعة حيث تبلغ مساحة الغطاء النباتي بنسبة 80-90% من إجمالي مساحة المديرية.. وتتمثل المدرجات الزراعية الجبلية بنسبة تتراوح بين 50%- 60% منها والباقي تغطية الأحراش والغابات والمراعي الطبيعية والتي تمثل حوالي 30% من المساحة.. وهو ما أكسبها ميزات أهلها لتكون من أفضل المحميات في المنطقة.
تسمية عتمة مأخوذة من العتم بضم العين والتاء وتعني اسم بنات شجرة الزيتون البري.. وعتمة تعني ظلمة الليل لذلك فاسم عتمة ارتبط بالظلمة وبالزيتون البري وهما صفتان من صفات منطقة عتمة.. فالسحب البركانية وأشجار الزيتون البري أكسبا عتمة صفة الظلمة.. ويذكر الحبيشي في كتابه تاريخ وصاب المسمى الاعتبار في التواريخ والآثار إنما سميت عتمة باسم شجرة كبيرة كانت فيها من شجرة العتم "الزيتون البري" وقطعت وكان موضع قطعها موجودا قدر عشرة اذرع إلى حدود سنة 740 هجرية فتسروا "قطموا" مقطعها بتراب البركة الخاصة بمدينة سبن وقت حفرها.. وسبن منطقة تقع حاليا بين وصاب العالي وعتمة إذ تعتبر عتمة أحد المسارح التاريخية التي دارت فيها أحداث منذ فترة ما قبل الإسلام حيث أشار الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب إلى أن عتمة مخلاف واسع خصب التراب عظيم المنتجات وقد الحقه بيحصب العلو.. وذكر ايضا فيه ورف، وقال أنه جبل فيه حروث ومزارع قرى مندثرة ويسمى اليوم المقرانة وهي من ضمن خلاف عتمة، وفي ورف آثار حميرية.. وفي العصر الإسلامي اشار عبدالرحمن بن الديبع في كتابه قرة العيون بأخبار اليمن الميمون إلى ملوك عتمة بنو العتمي الحميرييون الشراجون ملوك وصاب الذين آزال ملكهم الصليحيون في سنة 455 هجرية وفي عصر الدولة الرسولية تسلم المنصور حصن سماه سنة 641 هجرية".
ويعد تاريخ عتمة ووصاب تاريخ مترابط نظرا لتقارب المنطقة.. ويقول الحبيشي في كتابه تاريخ وصاب أن حصن عتمة من الحصون المملوكية المنيعة والقلاع الشامخة والعمارة الجاهلية يحيط بكل جوانبها حيود مائلة وكان لها درب "طريق" مرتفع جداً فوق شاهقها محيط بأقطارها.. وليس لها إلا باب واحد وهو الباب المسمى "طالب" ويقال أن عتبة الباب وبعض الأكليل المبني عليها من عمارة الصليحي وفي رأسها نحو مائة مدفن "مخزن للطعام وأعلاه سعة واسعة وأراضي حسنة تزرع البر والشعير والفول والعدس ورأس قلتها الماء دايم لا ينقطع.
كان حدها قديما جهة اليمن "الجنوب" السحول وشرقيا سيل خراشة وقبليا "شمالا" سيل رمع وكان خراج السحول يحمل إليها تحمله الجمال في كل سنة والسحول من الأودية الزراعية الهامة في اليمن بالقرب من مدينة إب ويضرب به المثال في المحصول الزراعي الوفير حيث يتداول القدماء مقولة "يا هارب من الموت ما من الموت ناجي.. يا هارب من الجوع عليك بسحول بن ناجي"- وكانت درجتها وسلمها مبنية من قفر حاشد إلى رأسها.. وكان في الطريق إليها مداين على كل واحدة منها داير "سور" وسوق قايم.. وكان موضع السوق من رزجان او ريزحان مدينة مسورة ملصقة إلى شاهق حصن عتمة مبوبة وموضع باب هذه المدينة عرف حتى زمن الحبشي صاحب تاريخ وصاب 734- 782 هجرية في موضع قريب من حصن ضورة مدينة كذلك تسمى القواطمة وفي الدارة مدينة ثالثة وفي سبن مدينة رابعة.
وغربي حصن عتمة حصن سلطاني يسمى بفتح الضاء المعجم وحصنان آخران تحته إلى جهة المغرب يسمى أحدهم "الرحضي" والآخر "الكرف" بضم الكاف والراء وحصن يسمى "شقرت" بني نوح.
ويضيف الحبيشي في ذكر ملك حصن عتمة أن أول من بناها واستولى عليها "الجلندي بن كركر بن المستعير بن مسعود من عقب بن الأزد" من قبل النبوة بزمان ثم استولى عليها ملوك وصاب المتقدمين ثم استولى عليها الصليحي سنة 455هـ وولي فيها الأمير سبأ بن يوسف المنبهي.. وعمر فيها الدار الكبير المعروف بدار الأمارة واسمه كان مكتوب على الباب حتى زمن الحبيشي 734-782 هجرية ثم استولى عليها من استولى على وصاب من بني الصليحي وغيرهم واستولى على نصفها حسين الشغدري وهو الذي عمر فيه الدار المشهور بدار حسين.
وبالرغم انه لا يوجد في المراجع التاريخية والحفريات الأثرية ما يشير ويؤكد على البدايات الأولى للاستيطان اليمني القديم في منطقة عتمة إلا أنه من الثابت والأكيد بأن الممالك اليمنية القديمة ابتداء بالدولة المعينية القديمة وحتى الدولة الحميرية والتي كانت الأساس في تشكيل الحضارة العربية مع بداية القرن السابع الميلادي.
وتمتاز عتمة بقلاعها وحصونها المشيدة على قمم الجبال العالية والشاهقة والتي تمثل حماية طبيعية للمنطقة وإطلالتها على عدد من القرى الجميلة.. ولكل معلم من المعالم تاريخ حافل بالأحداث المتعاقبة منذ مئات السنين إذ لا بد من إجراء الدراسات التاريخية والأثرية لاكتشاف الحضارات المتعاقبة التي استوطنت عتمة.. ومن أشهر الحصون في عتمة حصن حيدر بني سويد.. والنابعين بمطبابة حصن خطفة وحصن المصنعة ومطبابة وحصن نوبة الغريب وحصن يدهل وحصن الحمراء وحصن مخيمن وحصن اللكمة وحصن نوفان وحصن الكتف وحصن بني سويد وحصن المقرانة وحصن نجمين وحصن الحرادي وحصن البحري وحصن الشرم وحصن الكام وحصن باحظ وحصن المشر وحصن المنظوف وحصن رحب وحصن المقنزعة وحسن الحصين بالأتام وحصن البرمة بني بحر وقلعة أبزار وقلعة بني أسد "حصن حقيبة" وقلعة سماه عزلة الشرقي وقلعة السيد، وقلعة ضروة وقلعة دار النوري.. وحصن النوبتين وحصن يفاعة وحصن الذهب الناطق بحمير وحصن الحلبة بني الغربي.
ويعود تشيد تلك الحصون إلى فترات تاريخية متعاقبة إذ أن عدد من الحصون والقلاع بنيت على أنقاض حصون حميرية قديمة مثل حصن يفاعة الذي أنشئ على أنقاض حصن حميري قديم استعملت أحجار الحصن القديم في بناء الحصن الجديد.. وعدد آخر من الحصون والقلاع تعود مراحل بناؤها إلى فترات الحملات العثمانية المتعاقبة وعصر الدويلات الإسلامية في اليمن ومن أبرز الحصون حصن الشرم الذي صممت مبانيه تصميماً هندسياً فريداً ومن أبز القلاع قلعة الحقيبة التي تسمى بني أسد والذي يوجد فيها حوالي 360 مدفنا " مخزن" للحبوب وبرك المياه ولعلها الذي ذكرها الحبيشي والتي أطلق عليها حصن عتمة، كما ورد.
وتنتشر في عتمة العديد من المساجد والأضرحة والمزارات الإسلامية القديمة والتي شيدت خلال مراحل تاريخية قديمة منها جامع الحقيبة بني أسد مخلاف رازح وجامع الجوقة وجامع بني بحر وجامع الحجر وجامع يضاعة.
وأغلب المساجد تمتاز بمواصفات فنية وزخرفيه بديعة تحمل مقومات حضارية فريدة وكانت بعض تلك المساجد عبارة عن مدارس علمية قديمة يدرس فيها القرآن الكريم وعلومه المختلفة.
ولعل مسجد قرية الطقن واحد من تلك المساجد المنتشرة في مناطق مختلفة من عتمة والذي يحمل سمات الفن المعماري الأصيل، ويحتوى على الزخارف والنقوش الإسلامية التي تطرز أخشاب وسقفه والتي تشمل تلك الزخارف المحفورة بآيات قرآنية بالخط الكوفي وبألوان زاهية.
وتنتشر كذلك العديد من الأضرحة والقباب والمزارات في مناطق مختلفة من عقة تحتوي بعضها توابيت خشبية مصندقة.. إذ ترجح كتب التاريخ إلى أن اليمن عرفت الاضرحة الخشبية منذ مطلع القرن السابع الهجري.. ومن أهم الاضرحة ضريح المطهر محمد الجرموزي والذي يحتوى على تأريخ تشييده في عشرين من شهر ذي الحجة سنة 1076 هجرية.. وكذلك الحميضة الشرم السافل وهجرة المحروم وغيرها من الاضرحة والقباب.. والتي تحتوى على توابيت خشبية مزدانة بزخارف قوامها أشرطة نباتية وكتابية وأشكال هندسية على الخشب بطريقة الحفر الغائر إذ لا تزال عدد من الاضرحة قائمة وبحالة جيدة.
ولمديرية عتمة مقومات سياحية واستثمارية متعددة وواعدة إذ يوجد في عتمة الذهب بكميات استثمارية جيدة فضلا عن وجود الفضة والحديد وغير من المعادن.
وتمتاز عتمه بتنوع مناخها الطبيعي وتنوع محاصيلها الزراعية وكثافة غطائها النباتي جعلها متحف طبيعي لما تحتويه من تنوع بيئي نادر قلما يوجد في منطقة أخرى..
وتحتوى على العديد من الأدوية الزراعية الهامة منها وادي الساري وسائلة الجموم بني سويد وسائلة حملة وسائلة سهام تمر بعدد من العزل ووادي محمد في عزلة، الصفاء ووادي لكام في الشرخ العالي وسائلة وادي النار عزله القشب ووادي الماجل ووادي خبش ووادي كرش ووادي حبيش ووادي الورة ووادي الزيلة ووادي بربرة ووادي المعصرة ووادي الصافية ووادي هدر ووادي رماع ووادي الموعل ووادي السيلين ووادي نوفان ووادي جميلة ووادي المق.. إضافة إلى عدد من الأدوية الزراعية والغيول الصغيرة والتي أسهمت في تكون غطاء واسع من المراعي والأحراش والغابات الخضراء التي تحتضن أنواعا مختلفة من النباتات وتضم مجموعات كبيرة من الإعشاب والنباتات الطبية والأشجار المعمرة وهو ما أوجد توازنا بيئيا وبيولوجيا إذ تكشف الدراسات البيئية عن نباتات نادرة تحتضنها عتمة حيث شملت الدراسات أكثر من 267 نوعا من النباتات في أربع مناطق فقط من ذلك نبات الرمان البري النادر الذي يمكن استخدامه كلقاح للأمراض التي تتعرض لها ثمار الرمان وهو ينفرد عن النبات الموجود بسقطري اليمنية في البحر العربي من حيث الساق والأوراق إذ تؤكد الدراسات أن اليمن الموطن الأصلي لثمرة الرمان ولم يتم حتى الآن إجراء مسح شامل للغطاء النباتي في المنطقة إذ يقدر عدد أنواع الأعشاب والازاهير العطرية الموجودة ما يزيد عن 400 نوع وهناك أنواع كثيرة من الأشجار منها ما هو معمر كالطنب والتالوق والممطلح والعتم والسدر والقرض والخنس والورف والمسار والذرح والعسق والحمر " التمر الهندي) والفلفل والسيسبان والعلب وغيرها الكثير من الأعشاب الطبيعة الصعار" السعتر " والعثرب، والغمامة وحمة الحنش والحرمل والمرار والصبار والقرض والقطب والعرصم والنعناع والخروع والكركدية والحلف و الفقر والشمار وغيرها. ومن النباتات العطرية الورد بأنواعها والزهور والريحان والشذاب والحزام والنرجس والياسمين والكاذي.
وتعتبر عتمة مناخا رئيسيا لحاصلات الحبوب المختلفة إذ تزرع في المنطقة حوالي 12 نوعا من حبوب الذرة الرفيعة والتي تصدر إلى كثير من مناطق اليمن.. وتجود المنطقة كذلك بإنتاج محاصيل الذرة الشامية البيضاء والصفراء والدخن والقمح والشعير والبقوليات والسمن بالإضافة إلى إنتاج أنواع الخضار والفواكه مثل البرتقال والليمون والمانجو والباباي واليوسفي والفرسك والبرقوق والجوافة والبلس والتين والعنبروت والبن بأنواعها والذي يعد من المحاصيل الرئيسية .. إلى جانب المشمش والموز والرمان لكن هذه المحاصيل أو بعضها لا تسد احتياجات سكان المديرية حيث يقوم السكان بتربية الدواجن والحيوانات وتربية النحل وإنتاج العسل.. وتقام في المديرية أسواق متعددة في مناطق مختلفة خلال أيام الأسبوع كسوق الثلاثاء وسوق الأحد وسوق الربوع وسوق الخميس وسوق الجمعة حيث يتم خلالها عملية التبادل التجاري وتسويق المنتجات والسلع الحيوانات وهناك أسواق متخصصة في أصناف معينة كسوق .. الحيوانات أو سوق الحبوب أو غير ذلك.
والحيوانات في عتمة كثيرة ومتنوعة مابين حيوانات مألوفة وغير ذلك ومن الحيوانات المألوفة ما يمتهن السكان تربيتها كالأبقار والجمال والبغال والحمير والأغنام والماعز وهناك حيوانات أخرى نادرة تتواجد في عتمة وهي ما تضفي عنصر التميز على عتمة وهي من الحيوانات المهددة بالانقراض كالأسود والنمور والضباع والذئاب والثاعال والقرود والسناجب والموشق والارأنب غير الأليف.. بالإضافة إلى وجود عشرات الأنواع النادرة من الزواحف وأنواع أخرى من الطيور كالنسور والصقور والعقب والباز والبوم والطليق والهدهد والغراب والحمام والعصافير بألوانها وأحجامها الجميلة والجذابة والبلابل والعديد من الطيور البرية الأليفة والداجنة والجارحة وكذلك أنواع مختلف من الحشرات كل ذلك التنوع الحيوي الفريد الذي تكتسبه عتمة أهلها لان تكون أول محمية طبيعية في اليمن والذي أعلنت بموجب قرار مجلس الوزراء رقم(137) لسنة 1999م.
بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية التي بدأت تتعرض للاستنزاف وتشجيع المواطنين وحثهم على الحفاظ على البيئة الطبيعية وأحدث تنمية اقتصادية وتشجيع السياحة البيئة دون الإضرار بالتنوع الحيوي الفريد وتعد دعامة من دعائم الاقتصاد الرديف بشكل خاص والوطني بشكل عام وتمتلك المنطقة غطاء نباتي يختلف من موقع لآخر حيث بلغ عدد الطروز النباتية.
حوالي 17 طرز ودلت على انتهاء هذه الأنواع إلى 60 عائلة بموجب تحليل جمع النباتات ومن أهم الأنواع (11) نوعاً نادر مهددة بالانقراض حيث أن المناطق المراد حمايتها ليست منطقة واحدة بل انها كثيرة وقد تصل إلى أكثر من 8 نطاقات بيئية وهي التي تزخر بتنوعها الحيوي وقد تختلف بعضها عن بعض بحسب المناخ والتنوع كما أنها قد تتشابه في بعضها الا أنها تنفصل عن بعضها البعض بمسافات ليس قصيرة.. ومن أشهر المناطق التي تتصف بسمات التنوع الحيوي وادي جميلة وسيل الذرح وشلال جبل عتمة ووادي خبش ووادي هدر ووادي كريفة ووادي جيس ومنطقة حلمة والمصانع ولكنها تتصف بتنوع حيوي ونباتي وحيواني وينابيع وشلالات مياه إضافة إلى منطقة هجارة و صبرة التي تحتوى علي تنوع حيوي ويستمتع فيها بمشاهدة القردة.
إلى جانب ذلك يوجد في منطقة يفاعة بني بحر كهف متميز وعدد من الحمامات الطبيعية ذات الينابيع البركانية الحارة كحمام علي في بني رفيع وحمام مقفد وحمام السبلة من أهم مقاصد السياحة العلاجية.
وخلال السنوات الماضية بعد إعلان عتمة محمية طبيعية بدأت الزيارات السياحية تتالي إلى عتمة سواء من هواه السياحة الداخلية أو من البلدان العربية والأجنبية.
والذين يصلون للاستمتاع بمراقبة الإحياء البرية والطيور والتعرف على الموروث الثقافي والاجتماعي وجمال الطبيعة والقلاع والحصون والمزارات والمعالم والإسلامية والحواجز والسدود..
والتعرف على هذه المنطقة التي تعد آية من الجمال الأصيل بمدرجاتها الزراعية ومناظرها الخلابة وسحبها الدخانية وهي تغلف الجبال في منظر طبيعي ليس له مثيل.
ويتصف أبناء عتمة بحسن الأخلاق والكرم وحسن التعامل مع الضيف ويملكون قدر من الثقافة والعلم.. ويمتهنون كذلك العديد من الحرف كالزراعة والرعي وتربية النحل والتجارة والإنتاج الحيواني والذي يعد حرفة أساسية ومصدر الدخل الرئيس ونمط الحياة المميزة لقطاع كبير من سكان عتمة.
وبقدر تلك المقومات لا تزال عتمة تفتقر لأدنى المقومات السياحية البيئية مثل النزل السياحية والفنادق والاستراحات ووسائل النقل وبيوت الضيافة فضلاً عن الترويج السياحي والطرق الفرعية ومشاريع البني التحتية..إلى جانب ترميم الحصون والقلاع الآيلة للسقوط.
وها هي عتمة تحاول الخروج من شرنقة العتمة لتعرف بمفاتنها الجميلة والنادرة علها تتمكن من خطف الأنظار والولوج بقوة إلى دائرة الضوء.
المدن القريبة: الرياشيه, رداع ,, مدينة تعز