نبذة تعريفيه عن مدينة صنعاء
مدينة صنعاءالموقع : تقع وسط السلسلة الجبلية الغربية من أقصى شمال اليمن إلى جنوبه ، يحدها من الشمال محافظتي الجوف وعمران ، ومن الشرق محافظة مأرب ، ومن الجنوب محافظة ذمار ، ومن الغرب محافظتي المحويت و الحديدة .السكان: يبلغ عدد سكان محافظة صنعاء حسب نتائج التعداد السكاني لعام ) 1994 ميلادية ( حوالي ) 1.422.765 ( نسمة .المناخ: معتدل صيفاً وبارد شتاءً تتراوح درجة الحرارة في فصل الصيف ) 20ْ - 32ْ مئوية ( وتنخفض في فصل الشتاء ما بين ) )-1ْ( ـ 18ْ مئوية ( أثناء الليل والصباح الباكر.التضاريس : تتوزع تضاريس محافظة صنعاء بين جبال مرتفعة ووديان زراعية خصبة ، وفيها أعلى قمة جبلية في اليمن وشبه الجزيرة العربية ، وهي قمة جبل النبي شعيب والتي ترتفع حوالي ) 3760 متر ( عن مستوى سطح البحر ، ويعتبر أعلى قمة في اليمن وشبة الجزيرة العربية ، وتتصل منحدراته بسلسلة جبالالحيمتين وجبال حراز وإلى الشرق من المحافظةتوجد سلسلة جبال خولان الممتدة إلى جبل كنن بالإضافة إلى جبال مناطق بني حشيش ونهم وأرحب إلى جانب سلسلة جبال ريمه .الصناعات الحرفية: تنتشر العديد من الصناعات الحرفية في مديريات محافظة صنعاء أهمها صناعة الحلي والمقتنيات الفضية والمجوهرات التقليدية ، وصناعة الجبس وصناعة المعدات الزراعة بالإضافة إلى المشغولات اليدوية المتنوعة .الأسواق الشعبية : توجد العديد من الأسواق الشعبية الأسبوعية في مديريات محافظة صنعاء أهمها :- سوق مدينة الروضة الذي يقام يوم الأحد من كل أسبوع .- سوق بيت زاهر بقاع الرحبة يقام يوم الخميس من كل أسبوع.- سوق قرية القابل في وادي ظهر يقام يوم الجمعة من كل أسبوع .- سوق الحتارش في بني حشيش يقام يوم الثلاثاء من كل أسبوع .حضارة اليمن تنعكس في معمارها. وبصحة هذه المقولة فإن صنعاء تكون أروع دليل على عمارة المدن الإسلامية عامة؛ فقد تميزت منازلها بطابع معماري يرجع في أصوله إلى عصور ما قبل الإسلام، وبعد الإسلام اصطبغ بنمط العمارة العربية الإسلامية.والحديث عن صنعاء قد يكون عن سور عظيم، أو بوابة عملاقة قديمة، أو بيوت بالغة القدم، ونقوش فريدة، وأسواق تثير لدى زائرها الدهشة، وزحام من اللوحات الفنيةالتي تحوي قصورا شامخة، تحفّها الشوارع والأسواق؛ لتمثل في مجملها أكبر متحف تاريخي طبيعي مفتوح في العالم، يضم المنازل بشبابيكها المميزة، والمساجد، والوكالات، والقمريات.صنعاء حاضرة اليمن الخضراء وعاصمة البلاد السعيدة، كما أسماها مؤرخو اليونان، وعروس الجزيرة العربية.صنعاء عبر الأزمنةوقد عُرفت بأسماء عدة، أشهرها: "مدينة سام" نسبة إلى مؤسسها الأول سام ابن نبي الله نوح )عليه السلام(، والذي بناها بعد الطوفان، كما تعرف باسم "أزال" نسبة إلى "أزال بن يقطن" حفيد "سام بن نوح"، وما يزال اسم أزال معروفًا، وهذه التسمية وردت في التوراة.وأكثر الأسماء شيوعًا "صنعاء"، ويعني المدينةالحصينة، ويقال: إنه يرجع لجودة الصناعة ذاتها التي اشتهرت بها أسواقها ومحلاتها، كقولهم "حسناء".وقد ورد اسم صنعاء في عدد من النقوش اليمنية القديمة، وأقدم تلك النقوش يعود إلى القرن الأول الميلادي، كما ورد في النقوش أيضاً ذكر قصرها التاريخي المشهور"غمدان".وكان "ذو نواس" آخر ملوك الدولة الحميرية قد اتخذها عاصمة لملكه في مطلع القرن السادس الميلادي، وكذلك جعلها الأحباش الذين غزوا اليمن وحكموها من 525م حتى 575م. وخلالها بنى أبرهة الحبشي بنايته المشهورة بـ "القُلّيس"، والتي ما زالت موجودة حتى الآن؛ لتحل محل الكعبة في مكة. وكان أبرهة قد توجه إلى مكة، كما هو معروف؛ لهدم الكعبة عبر الطريق الذي عرف بـ "درب أصحاب الفيل".وبتعاقب العصور كانت صنعاء إما مدينة مهمةأو عاصمة، وكانت أحد أسواق العرب الموسميةقبل الإسلام، مثل: "سوق عكاظ"، و"دومة الجندل"، و"هجر"، و"عدن"، و"الجند". كما كانت محطة مهمة على طريق التجارة، عبر الهضبة اليمنية التي حلت محل طريق اللبّان القديم، وكانت تبدأ من عدن عبر صنعاء حتى مكة فيما عُرف بـ"درب أسعد".وتقع صنعاء وسط الهضبة اليمنية بين جبلي"عيبان" و"نقم" على ارتفاع يبلغ نحو 2200 متر فوق سطح البحر، ومناخها معتدل صيفًا بارد شتاء.صورة حية للمدينةأهم المعالم السياحية والأثرية في صنعاء القديمة: "قصر غمدان"، و"الجامع الكبير"، وهو أقدم وأكبر مساجد المدينة القديمة، ويعود بناؤه إلى أيام الرسول )صلى الله عليه وسلم(، ويعتبر عمومًا من أقدم المساجد في الإسلام، ويمتاز بوجود عدد من الأعمدة والأحجار المنقوشة ورؤوس الأعمدة التي نُقلتإليه من قصر غمدان أو من أحد المعابد القديمة، كما يوجد في صنعاء القديمة حوالي 50 مسجدًا بمآذن.والأسواق فيها عبارة عن حوانيت في الطابق الأرضي، مفتوحة على الشارع، تباع فيها المصنوعات الفضية والذهبية والحريرية والخشبية، إلى جانب المنتجات الزراعية، ولكل نوع من التجارة أو الصناعة سوق متخصصة.وتستخدم الوكالات )السماسرة( المنتشرة حول الأسواق في تخزين التجارة وسكن أصحاب البضائع، وبعضها تم استخدامه كمصارف لتبادل العملات الفضية والذهبية.ومنازل صنعاء تحتفظ إلى الآن بطابعها المعماري الأصيل بدرجة لا مثيل لها في أية مدينة عربية أو إسلامية.ويوجد في صنعاء القديمة حوالي )14.000( أربعة عشر ألف منزل في مكان واحد، ويقدر عمر بعضها بأكثر من خمسمائة سنة. ويمكن لمن يتجول في شوارع صنعاء أن يسير من منتصف المدينة في "سوق البقر" مسافة كيلومتر في أي اتجاه دون أن يقع نظره على بناء حديث أو على الطراز الغربي.وتمتاز منازل صنعاء القديمة بارتفاعها؛ حيث يصل ارتفاع معظمها إلى تسعة أو ثمانية أدوار، والمتوسط العام خمسة أدوار، ويستخدم الدور الأرضي عادة كمخازن، وقديما كان للماشية، والدور الأول فيه الديوان )غرفة أو صالة المناسبات(.أما الدور الثاني فخاص بالنساء والأطفال، والأدوار العليا ينفرد بها الرجال، ويقع المفرج)من الفرجة( في أعلى المنزل، وهو غرفة مستطيلة نوافذها واسعة تمكن الجالسين فيها من مشاهدة حقول صنعاء وبساتينها، ونوافذها عادة مصنوعة من الخشب تعلوها عقود من الجص )الجبس( المعشق بالزجاج الملون في أشكال ونقوش غاية في الجمال والإبداع.العمارة والهويةومن مزايا المنازل الصنعانية تشابه تخطيطاتها إلى حد كبير من حيث التقسيمات الداخلية ومساحات الوحدات ومسمياتها ووظائفها، كما تتميز باستخدام مادة الحجر في بناء الأساسيات والطابقين الأرضي والأول؛ لتحمل الضغط الواقع عليهما من الطوابق العلوية، وكذلك لمقاومة السيول والرطوبة؛ نظرًا لكثرة أمطار اليمن، وتصميم واجهات الدور بما يناسب حركة الشمس.وقسمت المدينة القديمة إلى حارات )أحياء( تضم كل واحدة مجموعة من المنازل، يتوسطها بستان كمتنفس للسكان ومصدر للخضراوات.وكان لصنعاء سور منيع وأبراج محصنة، وما تزال بعض أجزائه قائمة، وكان به أربع بوابات رئيسية يتم غلقها كل ليلة بعد صلاة العشاء إلى الصباح، وما يزال باب اليمن في أحسن حالاته.ولهذا أصبحت صنعاء القديمة ملكًا للإنسانية وتهتم لأمرها المنظمات الدولية المتخصصة؛ حيث أعلنتها اليونسكو محمية عالمية، وشكلت لجنة دولية للحفاظ عليها، ودعمت إقامة العديد من المشاريع والمدارس والمعاهد الفنية التي تهدف لتخريج فنيين متخصصين في الحفاظ على هوية المدينة ومعالمها الأصلية.وقد تولت منظمة اليونسكو ترميم بعض البيوت التي تساقطت واجهاتها بفعل عوامل التعرية، وتمت تكسية الشوارع بالأحجار ضمنالحملة الدولية لحماية صنعاء القديمة.ومن جانبها، أصدرت الحكومة اليمنية قانونًا يحرّم تشويه المدينة بالأبنية الخرسانية.ولهذا لم يكن غريبًا أن يتم اختيار صنعاء القديمة ضمن أهم خمسة وعشرين معلمًا أثريًّا وسياحيًّا في العالم؛ لتختار منها عجائب الدنيا السبع الجديدة للألفية الثالثة،