المرأة الريفية في العصر الفاطمي
السؤال الذي سيطرح
ماعلاقة هذا الموضوع بالمرأة فيالقرية............؟
أبادر القول بالرد بأن الريف المصري بصفة عامةعبر الفترات التاريخية المختلفة تحكمه خصائص ومقومات تكاد تكون متشابهة ...ونادراجدا مانجد دراسة تهتم بقرية كما حدث مع قرية دنشواي وحادثتها المشهورة سنة1906 ...وجمهورية زفتي عندما أعلن يوسف الجندي قيام الجمهورية في زفتي إبان ثورة 1919....وأما أي دراسات بخصوص القرية المصرية أو الحياة في الريف فتأخذ شكل الطابعالعام وذلك للأسباب التي ذكرنا آنفا....والموضوع الذي بين يدينا بعنوان (المرأةالريفية في العصر الفاطمي)وما جعلنا نتجه لهذه الدراسة هو وقوع دراسة تحت يديبعنوان(المرأة المصرية في العصر الفاطمي للدكتورة ناريمان عبد الكريم احمد)وقد تمالاستعانة بهذه الدراسة مع بعض المقتطفات المتناثرة في المراجع المختلفة ....وفينهاية الدراسة سأورد ذكر هذه المراجع وأسماء بعض المراجع التي يمكن الاستفادة منهابخصوص هذا الموضوع
أعمال المرأةالريفية
1- الماشطة
وهي التي اختصت بتحضيرالعروس يوم زفافها ...وذلك بتمشيط شعر العروس..وكانت هذه المهنة موجودة في القريةحتي فترة قريبة وأشهر من عملت بها في الوقت الحالي(الحاجة صديقة)
2-القابلة(الداية)
وعلي الرغم من وجودها كمهنة في تلك الفترة ..إلا انه كان من الممكن الاعتماد علي بعض نساء العائلة ممن لهن خبرة فى ذلك الشأنلمساعدة الزوجة الصغيرة عند الولادة..وكانت هذه المهنة موجودة في القرية إلي وقتقريب جدا وأشهر من عملت بها (والدة كاتب هذه السطور)
2-الصانعة
وهي التي كانت تقوم بإزالة الشعر من جسم السيداتولعلها كانت حضر إلي المنازل لتقوم بالعمل ...وفي المدينة تعمل في الحماماتالعامة..وكان وجودها مرتبطا بالعرس لتحضير العروس مثل الماشطة....وكانت هذه المهنةموجودة بالقرية إلي فترة قريبة
3-الغاسلة
وهيتتعلق بالوفاة..والتي كانت تقوم بغسل الموتى من النساء...وكانت الغاسلة تأخذ إليجانب أجرها ثياب المتوفية وكذلك ماتحتها من الفراش
4-النائحة
وهي من المهن التي ارتبطت إلي حد كبير بعاداتالمصريين القدماء بعد فتح العرب لمصر..ومازالت موجودة حتي وقتنا هذا..ويتجلي ذلك فيخروج النائحات بالطبل والزمر علي الميت ...وكذلك الصياح علي الجنائز.. كما ارتبطبذلك خروج النساء وراء الجنائز وهن مكشوفات الوجوه .. وإلي غير ذلك من حلق شعورهنوتسويد وجوهن وكذلك شق أثوابهن وراء الجنائز....ولما كان الإسلام ينهي عن هذهالعادات ..فقد صدرت عدة أوامر تمنع من ذلك ..ليس فقط خلال حكم الفاطميين..ولكن فيالفترات السابقة في مصر الإسلامية....كما تعرضت النائحات للسجن ..وارتبط بهذهالأوامر أيضا منع النساء من زيارة القبور......ولعل هذه العادات استمرت وكذلك مهنةالنائحة لأنها أصبحت متأصلة في وجدان الشعب المصري
ولذلك كان حضور النائحاتضروريا في المآتم ..وكذلك أحيانا تحضر علي القبر لمدة شهر..ولعل أكثر من نائحة كنيحضرن في المأتم الواحد بالنسبة لكبار رجال الدولة.........ومن أشهر نائحات العصرالفاطمي ..نائحة تسمي (خسروان )وقد مهرت في هذه المهنة ..ويبدو أنه قد ذاع صيتها فيتلك الفترة حتي نالت إعجاب أدباء ذلك العصر من خلال مراثيها التي كانت تنشدها فيالمآتم...وهناك نائحة أخري تسمي (ست الرياض )ويبدو ان مهنة النائحة هذه كانت تدردخلا معقولا بحيث جعلت منه هذه النائحة تمتلك جزءا من منزل ..بل وتوهب سبعة أسهممنه
5- الدلالة
اشتهرت بها النساء الذميات ...لكنعملت المرأة المسلمة بهذه المهنة في الريف ...وكانت مهمة الدلالة هي التردد عليالبيوت لبيع الأقمشة والملابس...وهذه المهنة كانت تتيح للمرأة التي تعمل بها أنتدخل البيوت وتتعرف علي أحوال النساء فيها ..
6-المعلمة
وهي التي كانت تقوم بتعليم الفتيات التطريزوالخياطة..........وهذه المهنة تكاد تكون منعدمة تماما في الريف واشتهرت بهاالذميات ولا سيما اليهوديات... لانشغال المرأة بأمور المنزل والفلاحة
الزواج
كانت الفتاة تتزوج في سن مبكرة جدا تقريبا عند سن البلوغ ...كما كان اختيار العروس كان يتم عن طريق الأهل الذين يقومون بتعيين عدة فتياتللرجل علي أن يختار إحداهن ...إما عن طريق الخاطبة ..فلا نكاد نسمع عنها في تلكالفترة ومن المؤكد أنها وجدت في المجتمع كوسيط بين العروسين ووسيلة للاختيار...إذأنها من السمات العامة التي تتعلق بها..كما لم تستشر العروس في الغالب عند الخطوبةبل دون استشارة العريس أيضا ..فكان يقوم كل من ولي الزوجة ووكيل الزوج بعمليةالاختيار هذه بالنسبة للعروسين ....وعموما كان الرجل يحرص علي اختيار فتاة حرة عندالزواج ولعلها كانت الصفة السائدة في تلك الفترة
المهر
أما فيما يتعلق بالصداق أو المهر وهو بمعني الصداقةأو الهدية الذي يعتبر من حقوق الزوجة علي زوجها ...ولما كان ليس هناك اختلاف بينالمذهب السني والشيعي من حيث قيمة الصداق ...إلا أن بعض مذاهب السنة تري أن اقلصداق ربع دينار (ثلاثة دراهم)....ومع ذلك فلقد وجد اختلاف في قيمة الصداق وذلك راجعإلي مكانة العروسين الاجتماعية ..وتتراوح بين العامة مابين دينارين وأربعةدنانير...ولما كان يدفع جزء من الصداق كمقدم والباقي يؤجل إلي أجل معلوم ..فمنالملاحظ أن قيمة المؤخر كانت اكبر من المقدم..ولعل السبب هو تامين المرأة اقتصاديابعد انفصالها عن الزوج أو بعد وفاته ...ولذا كان يكتب بالمؤجل من الصداق سندللزوجة...وكان في بعض الأحيان يؤدي الزوج هذا المؤخر إلي والد الزوجة كما يحدد فيعقد الزواج المدة التي يدفع فيها الزوج هذا المؤخر.....وكانت أحيانا تحدد بعدةسنوات
صيغة الزواج
وعن صيغةالزواج الخاصة بالمسلمات بصفة عامة في مصر والتي ترجع إلي العصر الفاطمي أو حتيقبله ..فبعد البسملة تأتي الصيغة القانونية للعقد من حيث أداء الصداق ثم اسم العريسوالعروس كاملين ويبين حالة العروس إذا كانت (ثيبا)أو (بكرا) كما يذكر في العقد وهومن شروطه أيضا ان تكون العروس بالغ ولعل بعض العقود كانت تكتب دون التأكد من هذاالشرط مما يجعل بعض الشهود يري أنه لابد من فسخ العقد ...وكان يدون بالعقد بأسماءالشهود الذين كانت يتراوح عددهم مابين شاهدين إلي أربعين شاهدا ....كما أن موافقةالعروس ورضاها بقيمة الصداق التي قدرت لها كان لا بد أن تتم أمام شاهدي عدل لتأذنلهما العروس عن رضاها ..ولا بد أن يكونا حرين مسلمين بالغين عاقلين...وذلك يبدي مديالتأكد من موافقة العروس،وكان أحيانا يؤخذ علي شهود العقد شهادة مكتوبة يوقعونعليها ويثبتون أنهم يعرفون العروس وأنها يتوفر فيها كل شروط الزواج التي يلزمهاالعقد من كونها بكرا وبالغا وغيره من الشروط
جهازالعروس
أما فيما يتعلق بجهاز العروس الذي كانت تحمله معها إلي منزلالزوجية ...فقلما تشير المصادر إليه ...ولكننا سنتناوله من خلال قوائم الجهازالموجودة في وثائق الجنيزة التي تتعلق بالمرأة اليهودية والتي تكاد تتشابه مع جهازالمرأة المسلمة ...حيث إن تكن القوائم الخاصة بالجهاز لم تكن شائعة في تلكالفترة،وما سنتحدث عنه هو ما يتعلق بالمرأة اليهودية وبالتالي نفهم نوع الجهاز فيهذه الفترة....فكانت الأقسام الرئيسية التي يشملها الجهاز فكانت تتكون من الحليوالملابس وفرش السرير ولوازمه والأثاث والنحاس والأدوات المنزلية الأخرى،وكانتالحلي تأتي في المقدمة بالنسبة للموسرات وأحيانا تلتي في المرتبة الثانية....ثم بعدذلك الملابس بأنواعها .....والجزء الأكبر من الجهاز يشتمل علي الأثاث المصنوع منالقماش والذي يتكون من لوازم السرير وفراشه من مراتب وأغطية ووسائد هذا إلي جانبالمساند والأبسطة والستور..هذا بالإضافة إلي الأثاث المصنوع من الخشب ...وكذلكيشتمل الجهاز علي أدوات الطعام المختلفة من الأوعية التي تصنع منالنحاس
ليلة الحنة
وهي من التقاليد المألوفة فيالأفراح والتي لا زالت موجودة حتي في أيامنا ويحضرها أقارب العروسين والصينية التييوضع بها النقود إلي جانب تبادل التهاني والهدايا لكلا الطرفين
ليلة العرس
كانت العروس تصبغ شعرها بالزعفران في يومالزفاف وتضع في يديها وقدميها الحناء أما ثوب الزفاف ،فكان يعبر عن مكانة العروس منحيث ثراها ومكانتها الاجتماعية حسب جودته...وكانت العروس تزف في هودج ويطاف بها فيالشوارع (هذا بالنسبة للمدينة)
المراجع
أحمد طه محمد-المرأة المصرية بين الماضيوالحاضر
أحمد عبد الرازق-المرأة في مصر المملوكية
جميل فهيم-المرأةفي حضارة العرب
عطية مشرف-نظام الحكم في مصر في عهد الدولةالفاطمية
محمد عبد الله عنان-مصر الإسلامية
ستانلي لينول-سيرةالقاهرة
وللمزيد
السيوطي-حسن المحاضرة فيأخبار مصر والقاهرة
ابن سعيد-النجوم الزاهرة في حلي حضرة القاهرة
ابنالأخوة-معالم القرية في أحكام الحسبة
ابن العميد-تاريخالمسلمين
القلقشندى-صبح الأعشى
أبو الفدا-المختصر في أخبار البشر
ابن العبري-تاريخ مختصر الدول
أبو صالح الأرمني-كنائس وأديرةمصر