فضاءات بلقطر الغربية

بلقطر الغربية

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عباس طاهر صالح
مسجــل منــــذ: 2012-06-26
مجموع النقط: 72.95
إعلانات


الفهم الصحيح لأعمال القلوب

الأعمال التى تتعلق بالقلب وتظهر آثارها على الجوارح كالحزن والزهد والتوكل والورع والحب والبغض والفرح والإخلاص والرضا ونحو ذلك، بعضها مأمور به، ومنهى عن ضده، وبعضها مندوب إليه، إن لم يخالطه ما يغضب الله.
فالحزن مثلا لم يأمر به الله ولا رسوله، بل قد نهى عنه فى مواضع كثيرة، وإن تعلق بأمر الدين، كقوله تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) 139 آل عمران، وقوله (ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون) 127 النحل، وغير ذلك من الآيات كثير، لأنه لا يجلب منفعة فى الآخرة، ولا يدفع مضرة، فما لا فائدة فيه لا يأمر الله به، أما الحزن على المصائب، خاصة مصائب الدين ما لم يقترن بمحرم، لا يأثم صاحبه بل قد يقترن بما يثاب العبد عليه، كما قال النبى (ص): (إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا على حزن القلب ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم، وأشار إلى اللسان)، فالثواب هنا ليس على الحزن ولكن على ما فى القلب من حب الخير، وبغض الشر ولكن إذا أفضى الحزن بالرغم من ذلك إلى ترك مأمور به كالصبر والجهاد والبشاشة فى وجه الناس وجلب منفعة ودفع مضرة نهى عنه.
أما المحبة لله وإخلاص العمل له والتوكل عليه فكلها خير ومحبوبة فى حق كل أحد، فلا يخرج عنها مؤمن قط وإنما يخرج عنها الكافر، والمنافق.
والأمور الدينية التى لا تتم الواجبات ولا المستحبات إلا بها، الزاهد فيها زاهد فيما يحبه الله ويأمر به ويرضاه، فالزهد المشروع هو الزهد فيما لا ينفع فى الدار الآخرة، كما أن الورع المشروع هو ترك ما قد يضر فى الدار الآخرة، أما ما ينفع فى الدار الآخرة بنفسه أو يعين عليه فالزهد فيه ليس من الدين، بل صاحبه داخل فى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) 87 المائدة.
أما التوكل فهو مأمور به شرعاً وهو لا يناقض الأخذ بالأسباب، كما يدعى بعض المتصوفة فقد روى الترمذى، أن النبى (ص) سئل فقيل: يا رسول الله، أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقى بها، وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال: هى من قدر الله.
ولهذا قالت طائفة من العلماء : الالتفات إلى الأسباب شرك فى التوحيد، ومحو الأسباب نقص فى العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح فى الشرع، وإنما التوكل المأمور به ما اجتمع فيه مقتضى التوحيد والعقل والشرع .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة