نحو مستقبل مشرق لمصر
بعد الثورات المصرية الأخيرة، مازلنا نعانى ونبحث عن عقول جديدة متطورة ومدربة، تساعد هذا المجتمع المصرى على التغيير والخروج من بئر الفوضى إلى النظام االصحيح والطريق الصواب، لقد نزعت الثورات والتغيرات الأخيرة فى مصر القناع، عن كثير من الوجوه وأسقطتها وأظهرتها على حقيقتها، وكذلك أزاحت الكثير من الغيوم عن أعيننا لنرى أشياء كنا نراها بصورة أخرى مغلوطة، واليوم أصبحنا نراها صحيحة، أصبحنا نفهم، أن ما تعرض إلى شؤم الإبعاد والترك والنسيان فى هذا البلد منذ فترة، ليس الزى والفكر وفلسفة الحياة والدين، بل ثقافتنا الذاتية، ونظامنا الأخلاقى، وفهمنا للفضيلة، وجذورنا المعنوية أيضًا، قد تعرضت وربما مع ضرر أعظم إلى التآكل.
فاهتزت أرواحنا وجفّت منابع فضيلتنا، وتعمقت الهوة بين حاضرنا وماضينا.
شهد عالمنا الحالى مراحل سريعة وغريبة فيها سكت المثقفون، وصُكّت أفواه الفكر، وظاهَرَ أصحابُ القـوة والقدرة الضلالةَ، والانفلات عن الأصـول، وتعارفت الأجيال مع الأحاسيس الهامدة واليائسة والمظلمة.
أرجوكم أن تفكروا، بمَ ننجـو مـن الفقر الأخلاقى والمعضلات المتشـابكة يومًا بعد يـوم، حتى جعلت الحياة حملاً ثقيلاً وحيرة لا تطاق، وكيف نتخلص من نوبات أمراضنا الفردية والعائلية والاجتماعية؟ وكيف نسير إلى المستقبل فى ثقة واطمئنان؟ فإن لم نعين أسس الأفكار المضرة والتيارات المفسدة، بمشاعر مسئولية جادة لنقاومها منذ اليوم، فسوف نرى فى المستقبل أبعادًا مختلفة للبؤس الأخلاقى، والنكبة الاجتماعية، والانحرافات الأخرى.
منذ سنين مديدة لم تتجاوز حملات التجديد التغييرَ فى الصورة.
فقصرت عن إدراك مقاصد الآمال والخيال، وعن أدنى غاياتها المعلنة.
وظن الذين قبضوا على الزمام فى القمم، أن الإمسـاك بالفرشاة وتلطيخ جروح البدن الاجتماعى والوطنى بالأصباغ، هو المعرفة والحنكة، بل ظنوه ثورة وانقلابًا، وغاب عنهم كليًّا النـزف الباطن، ومضاعفات النـزف الباطن، فى الأعضاء الحيوية للمجتمع وفى شرايين روحه، هذا ما حصل فى تاريخنا القريب.
هل ستأتى أفكارًا حالمة وخيالية من الخارج كما كنا نفعل من قبل؟ أم بعقلية العصر التى نحاول أن نبنى عليها كل شىء من صنع أنفسنا؟ يقول ديكارت: "لا قيمة للفكر ما لم يتمتع بالحرية"، لذلك ينبغى أن نفكر على الأقـل مثل ديكارت ونحن الآن فى عصر الحرية، لتخليص أرواحنـا من نظم التفكير السكولاستيكية البالية، والمتعفنة فى معظم جوانبها.
وفى النهاية لابد أن نعرف جيدًا، أبطال التاريخ، لكى نحقق تطوراً وتغيراً كهذا، فنعرف الأسباب والشخصيات المؤثرة فى تكوين تاريخنا، ودرسه كيف وصل علماؤنا إلى هذا التقدم، وقتها سندرك جيدًا ما ينبغى، أن نتخذه مبادئَ، ونستطيع أن نضع برامج واضحة للغد، بعد أن نفهم ما ذكرناه فهما دقيقًا.
فاهتزت أرواحنا وجفّت منابع فضيلتنا، وتعمقت الهوة بين حاضرنا وماضينا.
شهد عالمنا الحالى مراحل سريعة وغريبة فيها سكت المثقفون، وصُكّت أفواه الفكر، وظاهَرَ أصحابُ القـوة والقدرة الضلالةَ، والانفلات عن الأصـول، وتعارفت الأجيال مع الأحاسيس الهامدة واليائسة والمظلمة.
أرجوكم أن تفكروا، بمَ ننجـو مـن الفقر الأخلاقى والمعضلات المتشـابكة يومًا بعد يـوم، حتى جعلت الحياة حملاً ثقيلاً وحيرة لا تطاق، وكيف نتخلص من نوبات أمراضنا الفردية والعائلية والاجتماعية؟ وكيف نسير إلى المستقبل فى ثقة واطمئنان؟ فإن لم نعين أسس الأفكار المضرة والتيارات المفسدة، بمشاعر مسئولية جادة لنقاومها منذ اليوم، فسوف نرى فى المستقبل أبعادًا مختلفة للبؤس الأخلاقى، والنكبة الاجتماعية، والانحرافات الأخرى.
منذ سنين مديدة لم تتجاوز حملات التجديد التغييرَ فى الصورة.
فقصرت عن إدراك مقاصد الآمال والخيال، وعن أدنى غاياتها المعلنة.
وظن الذين قبضوا على الزمام فى القمم، أن الإمسـاك بالفرشاة وتلطيخ جروح البدن الاجتماعى والوطنى بالأصباغ، هو المعرفة والحنكة، بل ظنوه ثورة وانقلابًا، وغاب عنهم كليًّا النـزف الباطن، ومضاعفات النـزف الباطن، فى الأعضاء الحيوية للمجتمع وفى شرايين روحه، هذا ما حصل فى تاريخنا القريب.
هل ستأتى أفكارًا حالمة وخيالية من الخارج كما كنا نفعل من قبل؟ أم بعقلية العصر التى نحاول أن نبنى عليها كل شىء من صنع أنفسنا؟ يقول ديكارت: "لا قيمة للفكر ما لم يتمتع بالحرية"، لذلك ينبغى أن نفكر على الأقـل مثل ديكارت ونحن الآن فى عصر الحرية، لتخليص أرواحنـا من نظم التفكير السكولاستيكية البالية، والمتعفنة فى معظم جوانبها.
وفى النهاية لابد أن نعرف جيدًا، أبطال التاريخ، لكى نحقق تطوراً وتغيراً كهذا، فنعرف الأسباب والشخصيات المؤثرة فى تكوين تاريخنا، ودرسه كيف وصل علماؤنا إلى هذا التقدم، وقتها سندرك جيدًا ما ينبغى، أن نتخذه مبادئَ، ونستطيع أن نضع برامج واضحة للغد، بعد أن نفهم ما ذكرناه فهما دقيقًا.