جديدة المنزلة

مكانة المرأة
تمتعت المرأة المصرية في العصر المملوكي بمكانة عظيمة ......وما يهمنا في هذا المقام هوالمرأة المصرية...حيث لم يقتصر الاهتمام علي نساء المماليك ،إذ هناك من الشواهدمايثبت احترام عامة الشعب المصري في المدينة وفي الريف في ذلك العصرلنسائهم....وخير شاهد علي ذلك الألقاب العديدة التي أطلقها الناس علي نسائهموبناتهم مثل: ست التجار،ست العلماء،ست الفقهاء،ست القضاة،ست الناس،ست العيال،ستالأهل،ست الأعداء،ست الستات الكل،ست البنين،ست الأجناس،ست الملوك،ست الخطباء،ستالعرب،ست من يراها .....وإلي ذلك من الألقاب من باب (الفخروالتزكيةوالثناء والتعظيم)علي حد تعبير أحد كتابهذا العصر وهو (ابن الحاج المصري)
دور المرأة في الحياة العامة
ونتناول الحديث عن المرأة الريفية من خلال الحديث عن المرأة بصفة عامة...وتتحدثالمصادر عن دور المرأة في ذلك العصر فنجد الماشطة التي كانت تقوم بتجميل النساء فيالحمامات العامة وكذلك في الريف وكانت تعير النساء الملابس والحلي في مناسباتالزواج....والصانعة وهي اعتادت أن تتجول في المدينة والريف حاملة المشارط والكاساتوقد تأبطت المخلاة وأظهرت حول جيدها الطوق والشنوف المحلاة وغرزت عصابتهابكلابيب(حسب تعبير ابن دانيال في خيال الظل)....واشترط الفقهاء أن تكون الصانعة من المسلمات....وكذلك الداياتاللواتي كن يمارسن هذه المهنة لمساعدة المرأة في الولادة..............ويروي ابن الحاج :أن كثيرا من النساء في ذلك العصر كثيرا مايخرجنإلي البرك وشاطئ النيل وغيرها من أماكن اللهو والفرجة ....الأمر الذي أثار الفقهاءفنادوا بمنع النساء من الخروج علي ذلك الوجه السافر,,,,ويروي المقريزي :أن النساءاعتادت علي الخروج إلي المقابر والقرافات في الليالي المقمرة وليالي المواسموالأعياد وليالي الجمع من كل أسبوع ومعهم الرياحين والزهور كالياسمين وهناك يدعونالأهل والأصدقاء ويقمن الولائم ومعهن أولادهن وأزواجهن فيكثر الغناء والرقص ويحدثالفساد باختلاط الرجال بالنساء....لذلك تشددت الدولة في بعض الأحيان في خروج النسوةإلي المقابر ....وفي عام1421 نودي بمنع النساء من الخروجإلي الترب وتشدد الأميرجقمق الحاجب في ذلك وكان قد كثر فيشهر ذي القعدة مرض الناس ومات عدة منهم فصارت النساء يترددن إلي الترب أيام الجمعويقمن المآتم والعزاء....ويسجل لنا ابن حجر العسقلاني (أنباء الغمر) منعا آخر عندمايشير إلي انه نودي عام 1430م بمنع النساء من الخروج إلي الترب وتوعد المكاري بالشنقوالمرأة بالتعزيز...بيد أن هذا المنع لم يستمر طويلا وعاد الحال إلي ما كان عليه منالخروج إلي الترب أيام الجمعسنة835ه=1432موباستمرار هذاالحال قدر شهر عادت النساء بعده إلي الخروج إلي القرافات وغيرها من أماكن اللهووالفرجة(هذا ماكان يحدث في المدينة ...وقد تتشابه معه بعض الأمورفي الريف)
الأفراح والزواج في الريف
تشير بعض المصادرأن الفلاحين اعتادوا أن يطوفوا بالعريس في أنحاء القرية وسط ضرب النبابيت ومدحالمنشدين وحوله الجذعان تخبط بالنبابيت.....ولا يزالون به حتي يصل إلي بيت العروسخوفا عليها من الحسد،بعد أن تكون قد استكملت زينتها...ثم يجلسوها علي شيء عال مرتفعويأتي إليها الطبال وينشدوها الأشعار لما هو مناسب لها مثل(ياعروسة يا ام غالي،،انجلي ولا تبالي )و(ياعريس قم خذ عروستك..واطلع بها فوق العلا لي ..وافرشوا القبة وناموا فوق جنح الليالي)...ثم أنهم يجتمعون حول العروسوينادي بينهم رجل بيده شعلة من قماش((هاتوا النقوط ..صاحب العرسبقي في أمان..هاتوا يانسا ياجدعان)) فيعطيه الشخص منهم الدرهم والدرهمينوالبعض يرمي له ويغلقوا عليها الباب ....وعقب ذلك يدخل العروسين إلي البيت ويغلقواعليهما الباب ويدقوا لهم بالحجارة علي الأعتاب....وبعد ثلاثة أيام يخرجون العروسبالتمام ويكشفون عن وجهها للمرة الثانية ويجعلوها للناس شهرة ويأخذون أيضا النقوطمن الناس
احتفالات الميلاد والسبوع[
إذا وضعت الأم مولودها أقبلتالنساء يزغردن ويرفعن أصواتهن بذلك مع ضرب الدفوف والرقص واللهو واللعب في حين تدويالمزامير والأبواق علي الأبواب لتعمل مافي وسعها من الهرج والشهرة(أظن عند الطبقةالموسرة)وعند قطع سرة المولود يجتمع حوله جمع كبير من صغار الأطفال بزعم من لا يحضرمن الصغار عند قطعها ودخل بعد ذلك تحول عيناه أو يبكي كثيرا في طفولته....أماالسكين التي تقطع بها سره المولود فتبقي عند رأسه مادامت أمه جالسة عنده...فإذاقامت حملتها معها....بل تظل تفعل ذلك أربعين يوما حتي لا يصيبها شيء من الجان....ويتضاعف الفرح إذا كان المولود ذكرا..إذ أن الرجل مايركز كل آماله عندماتحمل زوجته أن يكون المولود ذكرا........واعتاد الناس ان يحتفلوا بيوم السبوعاحتفالا كبيرا..فتلبس أم المولود الثياب الجديدة الجميلة وتطوف بأنحاء البيت فيموكب مهيب تحيط به الشموع من كل جانب والداية أمامها تحمل المولود...وأمام الدايةامرأة أخري معها صحن به شيء من الملح المخلوط بالكمون تنشره في المنزل يمينا ويسارا ...هذا عدا إحراق البخور.....ولا بد أيضا في ذلك اليوم من عمل ألوان معينة منالطعام كالزلابية والعصيدة وتفريقها علي الأهل والجيران والمعارف