المصالحة
تعنى المصالحة الاستثمار فى ساحة مشتركة بين أطراف النزاع أو طرفين فقط، وفى الحالة المصرية الراهنة، فإنها تستلزم أن يقف الجميع على أرضية وطنية واحدة، فالإيمان بالوطن شرط أساسى لقبول كل الأطراف بالمعنى الحقيقى للمصالحة، إذ لا يجوز أن يعطى أحد الطرفين الأولوية «للوطنية المصرية»، ويعطى الثانى الأولوية «للأممية الإسلامية»، ثم نقول بعد ذلك إننا نسعى إلى المصالحة التى تشترط الإيمان بهوية واحدة وأسلوب مشترك فى الحياة وطريقة متفق عليها فى السياسة والحكم، وفى ظنى أن هذه هى المعضلة الحقيقية التى تقف فى طريق من يتحدثون عن المصالحة المصرية بمعناها الواسع ومفهومها الصحيح، فالمشهد المصرى يوضح أن الخلاف جذرى ولا يقف عند حدود الصراع مع السلطة، ولكنه يتجاوز ذلك إلى تباين عميق يتصل بقضية الانتماء وفلسفة الحكم ورؤية المستقبل