مع الخالدين : الشهيد العيد الضحوي
مع الخالدين : الشهيد العيد الضحوي يغامر منفردا ويهوى إختطاف الأوروبيين كثير هم اولئك الأبطال الذين خاضوا غمار ثورة نوفمبر المجيدة ببسالة وشجاعة نادرة ولقنوا الاستعمار الفرنسي درسا في البطولات والتضحية ووهبوا حياتهم فداء من اجل الحرية والإنعتاق ومنهم الشهيد البطل العيد قسوم المدعو (العيد الضحوي) الذي ولد سنة 1929 بمنطقة قجال قرب مدينة سطيف وترعرع وسط اسرة متوسطة الحال , اظهرمنذ صغره حقدا دفينا على الإستعمار الفرنسي وكرها شديدا للمعمرين الذين اغتصبوا الأرض بالقوة , ولما اشتد ساعده ابدى انتقاما شديدا نحو اولئك الاعداء بمجرد التحاقه بصفوف جيش التحرير سنة 1956 بالولاية الاولى ثم انتقل في سنة 1958 الى الولاية الثانية وتقلد مسؤولية قائد فرقة الكومندوس بالناحية الاولى بضواحي سطيف برتية ملازم اول . وقد ساعدته رشاقته ولون بشرته الشقراء حيث كان وسيم الطلعة يرتدي الزي العسكري الخاص بفرق التدخل الفرنسية وهذه المميزات ساعدته على اقتحام الحواجز واختراق حظر التجول يطوف شوارع سطيف ليل نهار دون ان يثير انتباه العدو الذي كان يجهل تماما اوصافه ويعتبره ضابطا فرنسيا ,ويروي احد اقاربه وهو لخضر مباركي الذي عاش مرحلة الطفولة بجانب الشهيد ورفاقه في السلاح انه في يوم من ايام الثورة كان العيد الضحوي داخل مقهى وعن طريق وشاية اقتحم 6 دركيين نفس المقهى بحثا عنه وسط مجموعة من المواطنين ولم يتصوروا اصلا ان الشخص المقصود ن هو الذي كان واقفا بجانب المصرف يرتشف فنجانا من القهوة فبادلهم التحية دون ان يشكوا في امره لأنه كان يرتدي بذلة خاصة بالضباط الفرنسيين ,الا ان فاجأهم وجردهم من اسلحتهم واخذهم اسرى. لقد كان الشهيد بطلا شجاعا يقود المعارك وينصب الكمائن للعدو وبمفرده يغامر بحياته , لقد كانت تصرفاته واندفاعه احيانا تزعج رفاقه . احد رفقاء الشهيد موسى غزالي يقول : ان العيد الضحوي بطلا مغوارا يميل كثير الى العزلة والانفراد ,ينصب الكمائن بمفرده للعدوي ويخرج منها منتصرا , ويتصدى لقافلة عسكرية مدججة بالسلاح بمعزل عن باقي رفقائه وهذه التصرفات كانت تغضب قادته لكنهم كانوا يحبونه ويحبون فيه روح التضحية والاقدام ونكران الذات . ويروى ايضا انه في يوم كان فيه اعضاء جيش التحرير في اجتماع باحدى المراكز الموجودة بقرية (فرماتو) قرب سطيف , فإذا بالشهيد العيد الضحوي دخل عليهم ومعه اثنين من الاسرى الفرنسيين اختطفهما من احدى الثكنات الفرنسية بمدينة سطيف وهي العملية التي اثارت الرعب والفزع في صفوف قوات الإحتلال وحاصرة المنطقة بكاملها بحثاعن المختطفين لكن دون جدوى فيما نجا اعضاء جيش التحرير بأعجوبة اثناء عملية التمشيط الواسعة التي قام بها المستعمر . ومن مميزاته انه كان مختصا في إختطاف المعمرين وغلاة الاستعمار من بينهم (وكس طوطو ) و(البرقاي) اللذين يعتبران من الرؤوس الكبيرة المعروفة بنواحي سطيف وتم اعدامهما مباشرة بعد اختطافهما . ولعل اهم معركة قادها الشهيد البطل رفقة مجموعة من المجاهدين (بجبل عنيني ليلة 14جانفي 1959) وهي المعركة التي دامت اكثر من 12 ساعة تكبد العدو خسائر كبيرة في الرواح والمعدات واستشهد اثنائها المجاهد محمد بوكاري وكانت هذه اهم معركة قادها العيد الضحوي بنجاح في اطار عمل جماعي منسق , لان معظم عملياته العسكرية كان يقوم بها بمفرده , الا ان أصيب في احدى الكمائن التي نصبها الشهيد في وادي سرام قرب عين زاده لقافلة عسكرية سنة 1960 والحق بها خسائر معتبرة واثناء الإشتباك اصيب الشهيد بجروح في ركبته وبقي على هذه الحال مدة سنة تقريبا فتعفنت جراحه مما استدعى نقله الى عيادة البرتقال بالجزائر العاصمة وعلى اثر وشاية القي القبض عليه من طرف الاستعمار في شهر ماي سنة 1961 ومن ثم لم يظهر عليه اي خبر , وحتى جثته ظلت مجهولة لحد الآن ولم يحظ الشهيد البطل بقبر يزار ويخلد ذكراه. عن جريدة النصر 31 نوفمبر1993 الصحفي عمار شبلي . من لديه أي وثائق تتحدث عن بطولات هذا البطل نرجواأن يرسلها على رقم الفاكس 036740282