من شعر أبي العلاء المعري
من شعر أبي العلاء المعري
ولمّـا أنْ تَجَهّمَـني مُـــرادي : جَرَيْـتُ معَ الزّمــانِ كمــــا أرادا
وهَوَّنْتُ الخُطوبَ عليّ حتى : كــأني صِــرتُ أمْنحُــها الـوِدادا
أَأُنْكِـرُها ومَنْبِتُـها فـــــؤادي : وكيــفَ تُناكِــــرُ الأرضُ القَتـادا
فأيّ النّاسِ أجْعَـــلُهُ صَديقـا : وأيّ الأرضِ أسْلُكُـــــهُ ارْتِيـــادا
ولو أنّ النّجــومَ لديّ مــــالٌ : نَفَـــتْ كَفّــــايَ أكْثــــرَها انْتِقادا
كأني في لِسانِ الدهْــترِ لَفْظٌ : تَضَمّــنَ منه أغْراضــــاً بِعــادا
يُكَرّرُني ليَفَهَمَـني رِجـــــالٌ : كمــــا كَـــرّرْتَ مَعْنــىً مُسْتَعادا
ولو أنّي حُبِيـــتُ الخُـلْدَ فَـرْداً : لمَــــا أحبَبْـتُ بالخُــلْدِ انفِــرادا
ليَ الشّرَفُ الّذي يَطَـأُ الثُـريّا : معَ الفَضْـلِ الذي بَهَــــرَ العِبادا
وأحْسَبُ أنّ قَلْبي لو عَصاني : فَعـــاوَدَ ما وَجَـــدْتُ لـه افْتِقـادا
وَلي نَفْسٌ تَحُـلّ بيَ الرّوابي : وتـــأبَى أنْ تَحُـــــلّ بـيَ الوِهادا
تَمُـدّ لتَقْبِـضَ القَمَـرَينِ كَفّــا : وتَحْمِـــلُ كيْ تَبُـــــذّ النجْــمَ زادا