تطور العادات والتقاليد في جديدة المنزلة-6
الأعياد والمناسبات
وللقرية عاداتها وتقاليدها في الأعياد والمناسبات(شهر رمضان-عيد الفطر-عيد الأضحى-المولد النبوي-شم النسيم-المحيا(المحية)-خسوف القمر...وغيرها من المناسبات)
أ-شهر رمضان
لشهر رمضان مكانة كبيرة في عاداتنا وتقاليدنا .....فننتظره جميعا ،أطفال ورجال ونساء،وكان استعداد النساء له بتربية الطيور وخصوصا البط والاهتمام به (تزقيقه)ليكفي غذاء الأسرة وولائمها خلال شهر رمضان
وكانت رب الأسرة يحرص علي تجميع العائلة كلها علي مائدة واحدة في أول أيام رمضان ،فتجد الأب والأم والأبناء وأزواجهم وأحفادهم...فكانت تعبر عن ترابط العلاقة الطيبة والترابط بين العائلة الواحدة والاجتماع في هذا الجو الروحاني العظيم
والجدير بالذكر أن هذا الأمر منتشر في ربوع مصر ،مدنها وقراها،ليعبر عن الروح الواحدة..ويحرص الناس هنا في بورسعيد علي وجود البط علي موائدهم في أول أيام رمضان ,ويشترونه بأي ثمن ...وطبعا القرية تحرص علي وجود البط أول يوم رمضان ،فكنت تسمع أصوات غليان ماء البط علي (الموقدة)وهذه الموقدة لا زالت موجودة عند البعض في القرية-ونسمع غلي المرق وصراعه مع البط في سيمفونية جميلة تصل إلي أسماعك ،لتمني نفسك بورك أو حتي جناح من هذه الفريسة ،بعد صيام يوم طويل
..... ............
في التاسع والعشرين من شهر شعبان يوم الرؤية ،ننتظر الإعلان عن أول أيام رمضان ،ولم تكن هناك وسيلة غير الراديو ،وقليلا التلفزيون عند بعض الناس في المقاهي ،أو عند بعض الموسرين في القرية ...وفور سماع نبأ الرؤية والإعلان عن أول أيام شهر رمضان ،تشعر بالجو الروحاني ،والهداية الدينية ،وإزالة الخلافات وإنهاء الخصومات التي نادرا ماكانت بين الناس لانتشار الحب ،وتتغير الأوضاع بنسبة كبيرة ،ويتبادل الناس التهاني ...وتسمع أصوات الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي والحصري والطبلاوي وغيرهم من شيوخ القراءة تصدح في القرية ،طبعا من خلال الإذاعة....وأغاني رمضان الجميلة (حالو ياحالو-أهو جه ياأولاد هاتوا الفوانيس وغيرها من فلكلوريات رمضان)التي تشعرك بجو رمضان..
..... ..............
وتسمع طبلة المسحراتي في القرية ،وكانت له أهمية كبيرة في القرية ،قبل انتشار الكهرباء وأجهزة الاتصالات الحديثة المسموعة والمرئية كالموجودة الآن،وكنا ننام مبكرا .....فكان يبدأ مهام عمله في الثانية عشرة وحتى قبل الفجر بنصف ساعة ،لتسمع صوت حركة وجلبة في المنزل ،وتنادي الأم علينا واحدا بعد الآخر...فلان...فلان،وإذا لم يصح فلان ،فتكفي زعقة(شخطة )من الأب لنقوم مسرعين ،حتي الذي لا يصوم كان يحرص علي مائدة السحور التي كانت تحتوي علي صنوف كثيرة نحرص عليها في رمضان
..... .............
يصدح ميكروفون المسجد بقرآن الفجر والتواشيح ،وينطلق صوت من المسجد (غالبا الشيخ عبد الرحمن غزال علي سعدة رحمهما الله-الشيخ حسن عيد-المرحوم أحمد حسن)قائلا :إشرب وارفع....إشرب وارفع،ينبهونا أن الوقت قد أزف وعلينا أن نمسك عن الطعام والشراب ونستعد لصلاة الفجر .....عادات جميلة جدا وعظيمة في قيمها ....ونذهب لأداء صلاة الفجر،وتفاجأ بأن البلد كلها موجودة ,وكأن صلاة الفجر فرضت في شهر رمضان فقط دون شهور السنة-وهذه منتشرة في مصر..تجد المساجد تمتلئ في رمضان فقط- وتستمر روح العبادة والجو العظيم طوال اليوم،ويحرص الجميع علي أداء جميع الصلوات في المسجد ،وقراءة القرآن وصلاة التراويح
........
وكنا نحن الأطفال في رمضان لنا طقوسنا الخاصة في الاحتفال به،فنحرص علي حمل الفوانيس ،ولم نكن نعرف الفوانيس بشكلها الحالي،فكنا نشتري زجاجة لمبة(لمبة سهار)ونعطيها للأسطى أحمد أمين (أشهر سمكري بالقرية ويعمل الآن بالمنزلة )وكان يصنع لنا فانوسا ،لا يختلف عن الذي يباع في الأسواق,فنضع فيه الشمعة ونفرح به ،ونسير به في المساء ونظل نغني وحوي ياوحوي وكل أغتني رمضان الجميلة
وقبل المغرب بقليل نذهب وننتظر أمام المسجد للإيذان بالفطور منتظرين سماع صوت الطبلة (طبلة المسحراتي )ليطرق ثلاث طرقات من فوق المئذنة،فنجري مسرعين مهللين(هيييييييييييييييييييييه)ونذهب إلي البيت لنلتهم الفطور بعد عناء طويل (وطبعا بعضنا كان لا يقدر علي الصوم لأنه كان يواكب شهور الصيف الشديدة الحرارة )وبعض الفطور كنا نستمع لفوازير رمضان(نيللي ثم سمير غانم-شيرهان ثم ممثلون آخرون ،وكذلك المسلسل الديني(محمد رسول الله-الوعد الحق-لا إله إلا الله-علي هامش السيرة..وغيرها من الروائع)...ولم نكن نري هذا الغزو من المسلسلات في الفضائيات ،مما يقضي علي جمال وروحانية هذا الشهر المبارك
وبعد ذلك نتجمع في الحارة ونلعب كل الألعاب (الإستغماية- عسكر وحرامية-اللمسة-ورق الزمزم- البالتك-الحنجل-ركبتوا خيولها-النخلة)وكانت البنات تلعب(الحجلة(الأولة)والكبار يلعبون الضامة-الطاب-السيجة(وهي ألعاب تشبه الشطرنج)-معدة معاد.......
وكان شهر رمضان يصادف الصيف فتكون الدراسة متعطلة ،فتفتح المدرسة الابتدائية أبوابها للشباب تحت رعاية مركز شباب القرية ،فكنت تري خلية نحل من العمل صباحا ومساء .....ففي الفترة مابين العصر والمغرب كانت تقام الدورات الرمضانية الرائعة والتي غالبا ماكانت داخلية ،وكنا نشهد اشتراك أكثر من ستة فرق بالقرية فتخرج لنا العديد من المواهب
وفي المساء وبعد صلاة التراويح تجد المدرسة خلية نحل فكانت تقام مباريات الكرة الطائرة ،وكانت تشهد شباب القرية في تلك الفترة ....وترابيزات تنس الطاولة في الداخل .....ومسابقات ثقافية بين فرق متبارية من المثقفين بحق كانت أيام رائعة قلما نجدها هذه الأيام مرة أخري
..... .
ومن العادات الجميلة في القرية والتي لازالت موجودة هي التهادي بالكنافة وملذات رمضان ويسمي (الموسم)يقوم الأب بإرسال موسم ابنته ويتكون من كنافة ومكرونه وخلافه ،وإن لم يكن الأب موجودا, فالأم أو الأخ الكبير ،يظل هذا العرف متبعا حتي بعد وفاة الأب فيقوم الأبناء بإرسال الموسم لعماتهم ،وهي من العادات التي تعمل علي صلة الرحم في القرية ،وقلما نجدها في غيرها من القرى
وللقرية عاداتها وتقاليدها في الأعياد والمناسبات(شهر رمضان-عيد الفطر-عيد الأضحى-المولد النبوي-شم النسيم-المحيا(المحية)-خسوف القمر...وغيرها من المناسبات)
أ-شهر رمضان
لشهر رمضان مكانة كبيرة في عاداتنا وتقاليدنا .....فننتظره جميعا ،أطفال ورجال ونساء،وكان استعداد النساء له بتربية الطيور وخصوصا البط والاهتمام به (تزقيقه)ليكفي غذاء الأسرة وولائمها خلال شهر رمضان
وكانت رب الأسرة يحرص علي تجميع العائلة كلها علي مائدة واحدة في أول أيام رمضان ،فتجد الأب والأم والأبناء وأزواجهم وأحفادهم...فكانت تعبر عن ترابط العلاقة الطيبة والترابط بين العائلة الواحدة والاجتماع في هذا الجو الروحاني العظيم
والجدير بالذكر أن هذا الأمر منتشر في ربوع مصر ،مدنها وقراها،ليعبر عن الروح الواحدة..ويحرص الناس هنا في بورسعيد علي وجود البط علي موائدهم في أول أيام رمضان ,ويشترونه بأي ثمن ...وطبعا القرية تحرص علي وجود البط أول يوم رمضان ،فكنت تسمع أصوات غليان ماء البط علي (الموقدة)وهذه الموقدة لا زالت موجودة عند البعض في القرية-ونسمع غلي المرق وصراعه مع البط في سيمفونية جميلة تصل إلي أسماعك ،لتمني نفسك بورك أو حتي جناح من هذه الفريسة ،بعد صيام يوم طويل
..... ............
في التاسع والعشرين من شهر شعبان يوم الرؤية ،ننتظر الإعلان عن أول أيام رمضان ،ولم تكن هناك وسيلة غير الراديو ،وقليلا التلفزيون عند بعض الناس في المقاهي ،أو عند بعض الموسرين في القرية ...وفور سماع نبأ الرؤية والإعلان عن أول أيام شهر رمضان ،تشعر بالجو الروحاني ،والهداية الدينية ،وإزالة الخلافات وإنهاء الخصومات التي نادرا ماكانت بين الناس لانتشار الحب ،وتتغير الأوضاع بنسبة كبيرة ،ويتبادل الناس التهاني ...وتسمع أصوات الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي والحصري والطبلاوي وغيرهم من شيوخ القراءة تصدح في القرية ،طبعا من خلال الإذاعة....وأغاني رمضان الجميلة (حالو ياحالو-أهو جه ياأولاد هاتوا الفوانيس وغيرها من فلكلوريات رمضان)التي تشعرك بجو رمضان..
..... ..............
وتسمع طبلة المسحراتي في القرية ،وكانت له أهمية كبيرة في القرية ،قبل انتشار الكهرباء وأجهزة الاتصالات الحديثة المسموعة والمرئية كالموجودة الآن،وكنا ننام مبكرا .....فكان يبدأ مهام عمله في الثانية عشرة وحتى قبل الفجر بنصف ساعة ،لتسمع صوت حركة وجلبة في المنزل ،وتنادي الأم علينا واحدا بعد الآخر...فلان...فلان،وإذا لم يصح فلان ،فتكفي زعقة(شخطة )من الأب لنقوم مسرعين ،حتي الذي لا يصوم كان يحرص علي مائدة السحور التي كانت تحتوي علي صنوف كثيرة نحرص عليها في رمضان
..... .............
يصدح ميكروفون المسجد بقرآن الفجر والتواشيح ،وينطلق صوت من المسجد (غالبا الشيخ عبد الرحمن غزال علي سعدة رحمهما الله-الشيخ حسن عيد-المرحوم أحمد حسن)قائلا :إشرب وارفع....إشرب وارفع،ينبهونا أن الوقت قد أزف وعلينا أن نمسك عن الطعام والشراب ونستعد لصلاة الفجر .....عادات جميلة جدا وعظيمة في قيمها ....ونذهب لأداء صلاة الفجر،وتفاجأ بأن البلد كلها موجودة ,وكأن صلاة الفجر فرضت في شهر رمضان فقط دون شهور السنة-وهذه منتشرة في مصر..تجد المساجد تمتلئ في رمضان فقط- وتستمر روح العبادة والجو العظيم طوال اليوم،ويحرص الجميع علي أداء جميع الصلوات في المسجد ،وقراءة القرآن وصلاة التراويح
........
وكنا نحن الأطفال في رمضان لنا طقوسنا الخاصة في الاحتفال به،فنحرص علي حمل الفوانيس ،ولم نكن نعرف الفوانيس بشكلها الحالي،فكنا نشتري زجاجة لمبة(لمبة سهار)ونعطيها للأسطى أحمد أمين (أشهر سمكري بالقرية ويعمل الآن بالمنزلة )وكان يصنع لنا فانوسا ،لا يختلف عن الذي يباع في الأسواق,فنضع فيه الشمعة ونفرح به ،ونسير به في المساء ونظل نغني وحوي ياوحوي وكل أغتني رمضان الجميلة
وقبل المغرب بقليل نذهب وننتظر أمام المسجد للإيذان بالفطور منتظرين سماع صوت الطبلة (طبلة المسحراتي )ليطرق ثلاث طرقات من فوق المئذنة،فنجري مسرعين مهللين(هيييييييييييييييييييييه)ونذهب إلي البيت لنلتهم الفطور بعد عناء طويل (وطبعا بعضنا كان لا يقدر علي الصوم لأنه كان يواكب شهور الصيف الشديدة الحرارة )وبعض الفطور كنا نستمع لفوازير رمضان(نيللي ثم سمير غانم-شيرهان ثم ممثلون آخرون ،وكذلك المسلسل الديني(محمد رسول الله-الوعد الحق-لا إله إلا الله-علي هامش السيرة..وغيرها من الروائع)...ولم نكن نري هذا الغزو من المسلسلات في الفضائيات ،مما يقضي علي جمال وروحانية هذا الشهر المبارك
وبعد ذلك نتجمع في الحارة ونلعب كل الألعاب (الإستغماية- عسكر وحرامية-اللمسة-ورق الزمزم- البالتك-الحنجل-ركبتوا خيولها-النخلة)وكانت البنات تلعب(الحجلة(الأولة)والكبار يلعبون الضامة-الطاب-السيجة(وهي ألعاب تشبه الشطرنج)-معدة معاد.......
وكان شهر رمضان يصادف الصيف فتكون الدراسة متعطلة ،فتفتح المدرسة الابتدائية أبوابها للشباب تحت رعاية مركز شباب القرية ،فكنت تري خلية نحل من العمل صباحا ومساء .....ففي الفترة مابين العصر والمغرب كانت تقام الدورات الرمضانية الرائعة والتي غالبا ماكانت داخلية ،وكنا نشهد اشتراك أكثر من ستة فرق بالقرية فتخرج لنا العديد من المواهب
وفي المساء وبعد صلاة التراويح تجد المدرسة خلية نحل فكانت تقام مباريات الكرة الطائرة ،وكانت تشهد شباب القرية في تلك الفترة ....وترابيزات تنس الطاولة في الداخل .....ومسابقات ثقافية بين فرق متبارية من المثقفين بحق كانت أيام رائعة قلما نجدها هذه الأيام مرة أخري
..... .
ومن العادات الجميلة في القرية والتي لازالت موجودة هي التهادي بالكنافة وملذات رمضان ويسمي (الموسم)يقوم الأب بإرسال موسم ابنته ويتكون من كنافة ومكرونه وخلافه ،وإن لم يكن الأب موجودا, فالأم أو الأخ الكبير ،يظل هذا العرف متبعا حتي بعد وفاة الأب فيقوم الأبناء بإرسال الموسم لعماتهم ،وهي من العادات التي تعمل علي صلة الرحم في القرية ،وقلما نجدها في غيرها من القرى