المراة الي عايشت الملوك الاربعة
×××××
انها المراة التي عهدت حكم ملوك الدولة العلوية الشريفة مولاي يوسف وسيدي محمد بن يوسف وابنه الحسن الثاني طيب الله ثراهم وخلفهم حفظه الله سيدي محمد السادس اطال الله عمره.
انها السيدة التي عاشت الحربين الكونيتين الاولى والثانية وشهدت على وحشية المستعمروانتهاز اذنابهم .كما اقرت لجلسائها برؤية صورة المغفور له محمد الخامس على وجه القمر.
انها الام الغالية التي ساهمت في مواجهة المستعمر الذي انتزع منها ارضها غصبا فانتقمت بحرق محصولاتها الى حدود قصره الذي شيد السجن المركزي لمول البركي على انقاضه .انه المستعمر باي بوسبير المعروف بولد جدام .
هذه هي السيدة المعلمة التي تؤرخ للمنطقة بحكاياتها العجيبة عن القائد العبدي عيسى بن عمر وحروبه مع اولاد زيد .ومشاكله مع خربوشة والشريف سيدي محمد الذي تحداه بامتناع الزاوية عن اداء الضريبة بحكم الضهير الشريف الذي بحوزتهم . وبسردها لكرامات الاولياء الصالحين -هذا طوع الجن وذاك ساق الاسد والاخر دارت له الرحى وهزم السلطان لكحل ولكل ولي عندها له حكاية.
انها الان تعيش سنتها الحادية عشرة بعد المائة متنقلة بخطى سلحفائية بين اشجار التين والصبار التي غرستها باناملها وسقتها بعرقها انها تتحدى الايام التي طوت صفحات عمرها بما دونته فيها من جليل الاعمال .انها تقول للتاريخ اليوم لقد اجهزت على عمري ولكنك لم تستطع ان تقضي على انفتي وكبريائي .لم تستطع ان تفت من عزيمتي وارادتي .هانذا اتحداك لانني حرثت وزرعت قلبت الصخر وزحزحت ايام ايام الدهر فانجبت رجالا ينيرون الفكر.انهم يتطلعون لان يتحرر ابناء مول البركي من الافكار البالية التي ترتبط بالخزعبلات الشعبية المرتبطة بالولي الصالح والنهوض بالبلد اقتصاديا واجتماعيا وتطوير الموروث الثقافي الى اداة تنمية بشرية راقية .