حققت نفسي مراميها
حققت نفسي مراميها
وراء ضلوعي قلب طفل ٍ يغني ، بعون الرب زالت الأشجان عني
أمضي العمر بين ضحك وصلاة ، لا تسألوا أين السماء، هي مني
نفسي اطمأنت في هدى الرحمن ، ذابت المسرات في ثنايا فني
غيّرت أسمى الطاقات وجودي ، على الصخر الصلد مجدي أبني
لا تزعجوني بقيل ٍ وقال ٍ ، أحبابي، أحلى المسرات دعوني أجني
دعوني في النور العجيب أمشي ، ناسيا ً همّي وغمّي وحزني
أنا في الكون اللامتناهي طير ٌ ، بين المجرات الزاهيات يغني
حققت في رضا الأعلى ذاتي ، فسمت نفسي عن كل إنس وجنّ
حلتّ طيبات الجنّات فيّ ، يا غبطتي ، أصبحت آية ً بالحسن
أغناني ربيّ عن الناس طرا ً ، ربي ّ مجدي وعزمي وعوني
ملء ُ قلبي أفراح ُ السماوات ، وأنوار الأعلى ملء ُ عيني
أوهام الحياة لا تغري عاقلا ً ، عرسي حين يغمض الموت جفني
من يعمل الشرّ شرا ً يرى ، ومن يزرع الخير خيرا ً يجني
على الصدق المبين ربيت نفسي ، أجمل الحالات طرا ً حالة المطمئن
لا تعجبوا إن أغناني ربي ، من سوى الأعلى يقدر أو يغني !؟
على الأرض أنا طيف ٌ حقير ، لكن ّ قلبي الحنون واسع كالكون
أعطيت ُ ربيّ الكريم عمري ، ولم أفسد العيش الجميل بالتمني
ضقت ُ ذرعا ً بالأرض وما فيها ، رباه ارحمني ، إليك خذني
عارف البواري