بهاء الدّين زهير يرثي ابنه
من مرثية بهاء الدّين زهير لابنه :
أراكَ هجــرتَنِــي هجـــرًا طـويـلا .... و مـا عـوَّدتَنِــي مـن قـبـلُ ذاكا
عَهِــدتُـكَ لا تُطـيقُ الصَّبرَ عنِّـي .... و تَعصــي في وِدادي مَـن نَهاكَا
فكيــفَ تَـغَيَّــرَت تِـلكَ السَّــجايا .... و مَــن هــذا الّـذي عــنِّ ثـنــاكا
فــلا و اللهِ مــا حَــاوَلــتَ غـــدرًا .... فكُــلُّ النَّــاسِ يغــدُرُ مـا خـلاكا
و مــا فـارَقـتَنـي طـوعـًا و لكِــن .... دهــاكَ مـن المَنِيَّـةِ مــا دهــاكا
فَيا مَن غابَ عنِّـي و هـوَ روحِـي .... و كيفَ أُطيقُ عن روحي انفِـكاكا
يَعـــزُّ عـلـيَّ حــينَ أُديـرُ عـينِـي .... أفَـتـِّــشُ فــي مَكـانِــكَ لا أراكا
خَتَمتُ على وِدادِكَ في ضَميرِي .... و ليــسَ يَــزالُ مخـتومـًا هـنـاكا
فـوا أسفي لِجِسمِكَ كيفَ يبلَى .... و يذهَـبُ بعــد بهجَــتِهِ سـناكا
فيــا قــبرَ الحــبيــبِ ودِدتُ أنـَّي .... حَمَلتُ و لو على عينــي ثَـراكا
و لازالَ السَّــــلامُ علـيكَ منـِّــي ..... يُـزَفُّ مـع النَّـسـيـمِ إلـى ذَراكا