حكم تبييت النية في صوم النافلة
حكم تبييت النية لصيام النافلة:
لا يجب تبييت النية من الليل لصيام النفل، ويصح بنية من النهار بشرط ألا يكون قد حصل منه مناف للصوم من طلوع الفجر الى انشاء نية الصوم(15)، وذلك للأدلة الآتية:
1- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال «هل عندكم شيء؟» فقلنا: لا، قال «فاني اذا صائم» ثم أتانا يوما آخر فقلنا: يا رسول الله أهدي لنا حيس(16)، فقال «أرينيه، فلقد أصبحت صائما، فأكل»(17).
وفي لفظ للنسائي: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: «هل عندكم من طعام؟» قلت: لا، قال «اذا أصوم»(18).
محل الشاهد: قوله عليه الصلاة والسلام: «فاني اذن صائم»، في اللفظ الأول، وقوله: «اذا أصوم» في اللفظ الثاني.
وجه الاستدلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشأ نية صوم النافلة في النهار، ولم يبيتها من الليل، فدلَّ على صحة هذا العمل وعدم اشتراط تبييت النية في صوم النافلة.
2- جاءت آثار كثيرة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، تبين أنهم كانوا ينشؤون نية صيام النافلة في النهار، مما يدل على صحة هذا الأمر، ومن هذه الآثار ما يأتي:
الأثر الأول: عن أم الدرداء رضي الله عنها عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أنه كان ربما دعا بالغداء فلا يجده، فيفرض الصوم عليه ذلك اليوم».
وفي لفظ قال: «اني صائم».
وفي لفظ ثالث: «فيصومه، وقد أصبح مفطرا»(19).
الأثر الثاني: عن عكرمة عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أنه كان يصبح حتى يظهر ثم يقول: والله لقد أصبحت وما أريد الصوم، وما أكلت من طعام ولا شراب منذ اليوم، ولأصومن من يومي هذا(20).
الأثر الثالث: عن سعد بن عبيدة قال: قال حذيفة رضي الله عنه: «من بدا له الصيام بعدما تزول الشمس فليصم».
وفي لفظ آخر عن سعد بن عبيدة عن أبي عبدالرحمن السلمي ان حذيفة رضي الله عنه «بدا له الصوم بعد مازالت الشمس فصام»(21).