مصر الى اين
حال مصر الآن يحتاج لوقفة مع النفس ننتقل فيها من مرحلة مراهقة الفكر إلى النضوج الفكرى، وننفض عنا غبار الكبر والعناد الذى جعل كلاً منا لا يرى فى الكون غير نفسه ولا يرى معياراً للصواب والخطأ إلا رأيه، ولا يرى من يخالفه فى الرأى وطنياً، وأصبحنا نقسم الوطن ونصنف الناس على أساس ما يبدونه من آراء. كلنا نحب مصر ومنا من يحبها بجنون ويضحى بحياته من أجلها، ومنا من يحبها بعقلانية، ومنا من يضحى بسعادته من أجلها، ومنا من يتنازل عن أموال الدنيا من أجلها، وبعضنا يعتقد بالخطأ أنه يحب مصر فيتاجر بالآمها ويرقص على جثتها ويؤجج للفتن ويؤسس للخلافات، ومنا من يحب مصر، ولكن يحتاج إلى من يفهمه كيف يحبها. ويجب علينا جميعاً أن نتعلم ونعلم هؤلاء كيف نختلف دون أن نؤذى بعضنا ودون أن نشوه بعضنا ودون أن يكون التخوين أول سطر فى خلافاتنا، وأن نتعلم كيف تكون خصومتنا شريفة، وأننا مهما اختلفنا أو تخاصمنا فنحن شركاء فى وطن واحد، يسهل أن تغرق سفينته، إذا لم نتعلم كيف ننسى خلافاتنا واختلافاتنا، وأن نعلم ونعى أن كل الدم المصرى حرام. وعلينا أن نفكر فقط فى مصر كيف نرد لها الجميل، وكيف نحبها وكيف نصلح أحوالها وكيف نخرجها مما هى فيه من أزمات متلاحقة