حُسن الخلق مفتاح كل خير
قبل عدة أيام كنت أتكلم مع أحد الأصدقاء ونتبادل الكلمات والآراء حول الكثير من الموضوعات والأزمات والمشكلات التى نمر بها فى مجتمعنا المصرى أو العربى سواء كانت هذه المشكلات سياسية أو مجمتعية أو دينية أو حتى شخصية، وفجأنى هذا الصديق العزيز بسؤال أدخلنى به فى تفكير عميق؛ ثم قلت له مجيبًا على السؤال، بالفعل نحن نتعرض فى مجتمعنا الأن لأزمة أخلاق و يجب علينا أن نواجها بكل ما أوتينا من قوة وإيمان ويقين بأن الله الحليم قال لحبيبه المعصوم صلى الله عليه وسلم "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" وقال المعصوم عنه نفسه "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ" فما هو إلا وحيًا يوحى.
تعالوا نرى سويًا كيف تكون الأخلاق مفتاح لكل خير ونؤكد على أن إسلامنا أخلاقنا فنجد الله تعالى يقول فى كتابه العزيز: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فالله سبحانه وتعالى خلقنا حتى نعبده، وفى الحقيقة أننى كلما سمعت هذه الآية أجدنى أردد وفورًا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم" الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة" فو الله لو أمضينا حياتنا كلها ساجدين شاكرين ما وفينا ذرة من حق وفضل ربنا علينا، معنى ذلك أننا خُلقنا من أجل عبادة الله تعالى وكما قلنا أولًا إن النبى الكريم سيد المرسلين قال" إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ" المعنى والرابط بين الأية والحديث واضح وجلى وظاهر لكل من يرى بنور رب العالمين فمعنى ذلك أن "إسلامنا هو أخلاق ومعاملات وليس فقط مجرد صلوات وحدود وعبادات" فلن تكون عبدًا كما أراد الله إلا عندما تتمتع بحُسن الخلق الذى أمرنا به الله وكذلك أكد عليه رسوله صلى الله عليه وسلم فلنتعلم آداب الحديث واحترام الحوار وتقدير الكبير ورعاية الصغير ومعاملة كل الكائنات برحمة وإحسان فلقد دخلت امرأة النار فى هرة ودخل رجل الجنة فى كلب "أعزكم الله".
وتذكرت الآن سؤالا طرح علينا من أحد رجال الدين المحترمين الذين يعرفون معنى الإسلام الوسطى الحنيف بعيدًا عن التشدد والمغالاة، والسؤال كان ماهو أول نداء للمؤمنين فى القرآن الكريم وأجابنا هو قائلًا "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
سبحان الله أول نداء للمؤمنين بالقرآن هو أمر أخلاقى بالتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا يقول له الصحابة راعنا بل يقولون انظرنا رغم أن كلمة راعنا كلمة صحيحة لفظًا وموضعًا ولكن اليهود فى المدينة كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه وكانوا يضحكون لأنهم يستخدموا كلمة راعنا فأمر الله تعالى الصحابة ألا يقولوا راعنا ويقولوا أنظرنا فالله العزيز الحكيم يغار على خاتم المرسلين والرحمة المهداة للعالمين.
ثم بعد ذلك يأتى الله تعالى فى كتابه الكريم ليقول "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " أى أن ما يلى عبادة الخالق هو بر الوالدين، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا و بقوة "هل يمكن لبر الوالدين أن يكون بغير حُسن خلق؟ بالطبع مستحيل فأخلاقك الكريمة الحميدة هى طريقك لرضا والديك عنك وأود أن أقول لكل إنسان مازال أبويه على قيد الحياة استثمر الفرصة ولا تضيعها فإن ضيعت بر والديك ضاعت من منك الجنة التى هى تحت أقدام الأمهات وكذلك علمنا سيد ولد أدم قائلًا أنت ومالك لأبيك، وأقول لمن فقد أبوبيه أو أحدهما أعانك الله على الفراق والاشتياق ولكن لم ينقطع البر والثواب فدعاؤك أيها الابن الصالح فى ميزان حسنات الآباء والأمهات وإن كان لوالدك صديق فزره وأحسن إليه وتأكد أن الله سوف يحُسن إليك كما أحسنت أنت لوالديك.
هل رأيتم كيف للأخلاق أن تقود العباد فلو كنت عبدًا بحق لكانت أخلاقك مصباح يضىء لك الطريق وإن صلحت أخلاقك كنت عبدًا كما أردك من خلقك وسوك وعدلك.
وأقول لكل المتحابين فى الله ولأصحاب الأخلاق أنتم عند الله من الأخلاء المتقين كما قال الله تعالى: فى الذكر الحكيم "الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" فيكف يكون الإتقاء دون أخلاق، ولمن يقول كيف أغير من طبعى فأنا لا أعرف حتى الابتسام أقول له إن الله لا يمكن يأمرنا بما لا نستطيع تنفيذه فلولا علمه باستطاعتنا ما كلفنا فهو عز من قال "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" فهو الأعلم بنا من أنفسنا ويعرف جيدًا قدر طاقتنا.
أخيرًا، نؤكد أن حُسن الأخلاق هو المفتاح لكل باب خير، فكن حسن الخلق يكن البشر لك محبين وإذا أحبك البشر فأعلم أن الله أحبك من قبل أليس هو من قال فى حديثه القدسى "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ، إِنِّى أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِى أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الْأَرْضِ، واعلم أخى الكريم أنه لا يوجد فى الميزان أثقل من حُسن الخلق، هذا هو ديننا وإسلامنا كله أخلاق والتى من خلالها تنظبط كل جنبات الحياة ويُحل معظم ما ظهر من مشكلات، فبحُسن بالأخلاق نرضى رب العباد وتنصلح أحوال العباد والمجتمعات.
تعالوا نرى سويًا كيف تكون الأخلاق مفتاح لكل خير ونؤكد على أن إسلامنا أخلاقنا فنجد الله تعالى يقول فى كتابه العزيز: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فالله سبحانه وتعالى خلقنا حتى نعبده، وفى الحقيقة أننى كلما سمعت هذه الآية أجدنى أردد وفورًا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم" الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة" فو الله لو أمضينا حياتنا كلها ساجدين شاكرين ما وفينا ذرة من حق وفضل ربنا علينا، معنى ذلك أننا خُلقنا من أجل عبادة الله تعالى وكما قلنا أولًا إن النبى الكريم سيد المرسلين قال" إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ" المعنى والرابط بين الأية والحديث واضح وجلى وظاهر لكل من يرى بنور رب العالمين فمعنى ذلك أن "إسلامنا هو أخلاق ومعاملات وليس فقط مجرد صلوات وحدود وعبادات" فلن تكون عبدًا كما أراد الله إلا عندما تتمتع بحُسن الخلق الذى أمرنا به الله وكذلك أكد عليه رسوله صلى الله عليه وسلم فلنتعلم آداب الحديث واحترام الحوار وتقدير الكبير ورعاية الصغير ومعاملة كل الكائنات برحمة وإحسان فلقد دخلت امرأة النار فى هرة ودخل رجل الجنة فى كلب "أعزكم الله".
وتذكرت الآن سؤالا طرح علينا من أحد رجال الدين المحترمين الذين يعرفون معنى الإسلام الوسطى الحنيف بعيدًا عن التشدد والمغالاة، والسؤال كان ماهو أول نداء للمؤمنين فى القرآن الكريم وأجابنا هو قائلًا "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
سبحان الله أول نداء للمؤمنين بالقرآن هو أمر أخلاقى بالتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا يقول له الصحابة راعنا بل يقولون انظرنا رغم أن كلمة راعنا كلمة صحيحة لفظًا وموضعًا ولكن اليهود فى المدينة كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه وكانوا يضحكون لأنهم يستخدموا كلمة راعنا فأمر الله تعالى الصحابة ألا يقولوا راعنا ويقولوا أنظرنا فالله العزيز الحكيم يغار على خاتم المرسلين والرحمة المهداة للعالمين.
ثم بعد ذلك يأتى الله تعالى فى كتابه الكريم ليقول "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " أى أن ما يلى عبادة الخالق هو بر الوالدين، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا و بقوة "هل يمكن لبر الوالدين أن يكون بغير حُسن خلق؟ بالطبع مستحيل فأخلاقك الكريمة الحميدة هى طريقك لرضا والديك عنك وأود أن أقول لكل إنسان مازال أبويه على قيد الحياة استثمر الفرصة ولا تضيعها فإن ضيعت بر والديك ضاعت من منك الجنة التى هى تحت أقدام الأمهات وكذلك علمنا سيد ولد أدم قائلًا أنت ومالك لأبيك، وأقول لمن فقد أبوبيه أو أحدهما أعانك الله على الفراق والاشتياق ولكن لم ينقطع البر والثواب فدعاؤك أيها الابن الصالح فى ميزان حسنات الآباء والأمهات وإن كان لوالدك صديق فزره وأحسن إليه وتأكد أن الله سوف يحُسن إليك كما أحسنت أنت لوالديك.
هل رأيتم كيف للأخلاق أن تقود العباد فلو كنت عبدًا بحق لكانت أخلاقك مصباح يضىء لك الطريق وإن صلحت أخلاقك كنت عبدًا كما أردك من خلقك وسوك وعدلك.
وأقول لكل المتحابين فى الله ولأصحاب الأخلاق أنتم عند الله من الأخلاء المتقين كما قال الله تعالى: فى الذكر الحكيم "الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" فيكف يكون الإتقاء دون أخلاق، ولمن يقول كيف أغير من طبعى فأنا لا أعرف حتى الابتسام أقول له إن الله لا يمكن يأمرنا بما لا نستطيع تنفيذه فلولا علمه باستطاعتنا ما كلفنا فهو عز من قال "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" فهو الأعلم بنا من أنفسنا ويعرف جيدًا قدر طاقتنا.
أخيرًا، نؤكد أن حُسن الأخلاق هو المفتاح لكل باب خير، فكن حسن الخلق يكن البشر لك محبين وإذا أحبك البشر فأعلم أن الله أحبك من قبل أليس هو من قال فى حديثه القدسى "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ، إِنِّى أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِى أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الْأَرْضِ، واعلم أخى الكريم أنه لا يوجد فى الميزان أثقل من حُسن الخلق، هذا هو ديننا وإسلامنا كله أخلاق والتى من خلالها تنظبط كل جنبات الحياة ويُحل معظم ما ظهر من مشكلات، فبحُسن بالأخلاق نرضى رب العباد وتنصلح أحوال العباد والمجتمعات.