فضاءات بلقطر الغربية

بلقطر الغربية

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عباس طاهر صالح
مسجــل منــــذ: 2012-06-26
مجموع النقط: 72.95
إعلانات


شعب خرج ولم يعد

لا يخفى على عاقل مدى التردى المجتمعى الذى وصلنا إليه، فمنذ بدء الاستقطاب الحاد الذى عانيناه منذ الإعلان الدستورى الشهير وحتى الآن، ووتيرة الأحداث على نسق واحد من الصعود والتلاحق وما بين جسامتها وتنوعها وسرعتها نعيش وصرنا جميعا داخل بوتقة ملتهبة من الأحداث، حالة من اللاطبيعية، واللامعقولية،
حالة ربما سوف تحتاج بعد حين لأن تخضع للدراسة والبحث، لنعرف ماذا أصابنا ليتفشى فينا بشكل وبائى ذلك الكم الهائل من التنافر والتباعد، ولا أبالغ إن قلت إنه كم غير مبرر من الكره، سمعت عن ذلك وشاهدته بين الناس من الطرقات، فى الأسواق، على المقاهى، فى وسائل المواصلات، حتى المساجد، ولا يتورعون فى مشادا تهم ان تصل التشابك والتناحر، فقد رأيت بعينى ذلك الرجل الذى كنت أصلى خلفه فى صلاة العصر ولم أكن أعرف هويته وبعد انقضاء الصلاة أمسك (الميكرفون) والناس كالعادة لم ينصرف أحد لسماع الكلمة الوعظية المعتادة بعد صلاة العصر فى رمضان، وبعد المقدمة وإذ بالرجل يكيل السباب على النظام المغتصب، وينعى شرفاء الوطن المسلوب حقهم " الربعويون، والنهضويون " وتصاعدت حدة خطاب الرجل شيئا فشيئا حتى انفجر أحدهم فى وجهه صارخا.. لا تتحدث فى السياسة داخل المسجد فرد عليه.. أنت منهم.. فتعالت الأصوات وفجأة أصبحت هناك (خناقة) كبيرة داخل بيت الله، الغريب فى الأمر أن الرجل لم يكن إمام المسجد ولا أحد رجال الأوقاف ولكنه كما أخبرنى أهل الحى أحد أعضاء جماعة الإخوان ولقد اعتاد الناس أن يصلى بهم أحيانا.. خرج الجميع من المسجد لتكتمل الحكاية وتتعالى الأصوات، وتختلف نوعية السباب، ويصر الرجل بصوته الكاره الناقم على أن الانقلابيين الذين تواجدوا فى المسجد سوف يهلكهم الله.
وبعيد عن وجهتى النظر، واستخدام المساجد، لكنى أعتقد أن المشكلة تكمن فيما هو أكبر خطرا، وأبعد أثرا، المشكلة فى شعب بأكمله، شعب خرج ولم يعد حتى الآن.. نعم فقد خرج الشعب ثائرا على الطغاة ورافضا للظلم يوم 25 يناير 2011 ولم يرجع حتى الآن، عامان ونصف تقريبا لم نخرج من حالة الشد والجذب، ولم تنته حالة الترقب والحذر، دخل المزاج العام لهذا الشعب حالة من التقلب، عامان ونصف لم نسمع إلا ضجيجا فى كل مكان فنسينا الهدوء، عامان ونصف لم نر إلا دماء فى كل مكان تسيل فافتقدنا الأمان, عامان ونصف ربما حصلنا قيهما على بعض الحقوق وكسرنا بعض القيود، وتعلمنا كيف تجرى اللاءات على ألسنتنا، لكنه بالمقابل قد استباح يعصنا بعضا عبر مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة