القرار الشجاع , للملك الشجاع
بعد موجة غضب عارمة هزت الرأي العام الوطني , وشغلت الرأي العام الدولي , وتناقلتها مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية , وأعقبتها خروج مظاهرات حاشدة , في عدة مدن مغربية , تنديدا بالعفو الملكي ,عن الوحش الإسباني مغتصب الأطفال , الذي سولت له نفسه أن يهتك أعراض المغاربة جميعا , بفعلته الشنيعة , الفضيعة , الدنيئة , التي كان ضحاياها أحد عشر طفلا , والتي كان لها القضاء المغربي بالمرصاد , وأنزل في حقه عقوبة حبسية نافدة مدتها ثلاثون سنة , قضى منها أقل من سنتين , قبل أن يتم العفو عليه , بمناسبة عيد العرش المجيد , رفقة سبعة وأربعين إسبانيا شملهم العفو الملكي , ومغادرته التراب الوطني بسرعة البرق , رغم انتهاء مدة صلاحية جواز سفره .
وبعد طول انتظار , أخيرا جاء الفرج , جاء القرار الشجاع ,الذي انتظره المغاربة جميعا بفارغ من الصبر , جاء قرار سحب العفو عن المجرم الوحش , وتم فتح تحقيق في الموضوع , لتحديد المسؤلين عن دس اسم هذا الوحش , في اللائحة المقدمة للملك من أجل التوقيع عليها , من دون علمه بالجرائم الفضيعة التي ارتكبها هذا الوحش , وصدر أمر ملكي لوزير العدل والحريات , قصد التدارس مع نظيره الإسباني , كافة الإجراءات اللازمة , التي يجب اتخادها عقب قرار سحب العفو الملكي عن المجرم الوحش , قرار أثلج صدور المغاربة , ورد إليهم الإعتبار , وجدد ثقتهم بملكهم , قرار شجاع , لملك شجاع , قرار أعاد الأمور إلى نصابها , وزاد من ثقة الشعب بملكه .
وأتمنى أن تتمكن السلطات المغربية , بالتنسيق مع السلطات الإسبانية , من إعادة الوحش إلى مكانته الطبيعية , الزنزانة ,
كما أتمنى أيضا للمتورطين في هذه القضية , الذين سولت لهم أنفسهم , أن يستصغروا عقول المغاربة , أن ينالوا جزاءهم , بعد انتهاء التحقيق , وتحديد المسؤل عن إدراج اسم هذا الوحش المجرم على لائحة المشمولين بالعفو الملكي , قرار أخر شجاع ننتظره على أحر من الجمر , دون أن يساورنا أدنى شك في صدوره عما قريب , فثقتنا بملكنا كبيرة , أبقاكم الله يا مولاي ذخرا للبلاد , وملاذا للعباد , وشد أزركم بولي عهدكم وسائر أسرتكم , وحفظ الله وطننا من الفتن , إنه على ذالك قدير , وبالإجابة جدير , أمين .