فعاليات مدينة آزمور و ساكنتها في مسيرة للمطالبة باسترجاع الشاطئ لها
بصوت واحد و تحت شعار موحد انطلقت المسيرة الاحتجاجية التي نظمها المركز العمالي بآزمور صوب شاطئ الحوزية انطلاقا من وسط مدينة آزمور كما كان مقررا خلال الوقفة الاحتجاجية التي سبقتها، مسيرة من أجل استرجاع حق آزمور في البحر مع توسيع المدار الحضاري للمدينة، و هي المدينة التي تعرف بنهرها و شاطئها الذي اغتصب منها قهرا، فظلت بدون أجنحة، مسيرة شارك فيها عدد من أبناء المدينة إلى جانب فعاليات نقابية و جمعوية و سياسية حيث كان احتشادها أمام مركز البريد و منه لمحج الحسن الأول ثم طريق البحر صوب الشطئ حيث تمت صلاة المغرب به ووجبة الإفطار التي كانت جماعية، هذا و قد أكد المشاركون في هذه المسيرة التي تعتبر الأولى من نوعها أنها ستليها مسيرات أخريات ستكون أشد و أقوى لحين استرجاع حق آزمور فيما اغتصب منها و كذا حقها في أن تكون عمالة، و هي الحاضرة القديمة، فيما صرح الكاتب العام للمركز العمالي بآزمور أن العدف الأسمى من هذه المسيرة هو ربط الماضي بالحاضر ، الماضي الذي يؤكد ان مدينة ازمور كانت مدينة شاطئية على مر العصور بشهادة المؤرخين و الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، عندما قال في خطابه أمام المهندسين " ان المرء لا يمكنه أن يتيه اذا ما وضعناه في ازمور، يكفي إن يرى واد أم الربيع وأسواره العتيقة ليعرف بأنه في المغرب وليدرك بأنها من المدن الشاطئية التي كانت بها قصبات بناها الملوك المغاربة" محملا المسؤولية للقائمين على الشأن المحلي للمدينة و كذا السلطات المحلية و الإقليمية التي تناست أو أهملت تاريخ المدينة و معطياتها الجغرافية بعد أن ابعدت الشاطئ في عملية التقسيم الإداري، مبرزا أن مسيرة النضال ستستمر لحين تحقق الهدف المنشود و هو استرجاع البحر لحضيرة آزمور ، فيما عبر محمد العوفير أحد أعضاء لجنة التنظيم أن مدينة آزمور ظلت عبر التاريخ ترسم حركاتها التجارية عبر نهر أم الربيع متوغلة في أعماق البحر الأطللسي. فعلاقة آزمور الخارجية مع دول أوربا والشرق في عهد الفنيقيين والرومان قبل وبعدالميلاد كانت عبر البحر، فهم الذين أسسوا أول المراسي على ضفاف نهر أم الربيع حيث كانوا يحصلون على منتوجات المنطقة من سمك الشابل والمحاصل الزراعية، فآزمور كانت دائما بوابة كل الوافدين الأجانب على منطقةآزمور، ففي فترة القرن 15 عرف آزمور الغزو البرتغالي عبر النهر مرورا بالبحر، وكانت كل المحاصل الفلاحية والسمكية وخاصة سمك الشابل وأيضاالعبيد تنقل من مرسى مدينة آزمور إلى البرتغال عبر نهر أم الربيع وبحر الظلمات (البحر الأطلسي). فإلى فترة قريبة (النصف الأول من القرن 20)من تاريخ آزمور كان باشا آزمور يقوم مقام رئيس دائرة آزمور. فكيف يعقل أن تصبح جماعة قروية لم يكن لها وجود في التاريخ أن تتحكم في شاطئ إرتبط تاريخيا وجغرافيا بمدينة آزمور؟ وكيف لجماعة قروية تبعد عن الشاطئ ب 20 كلم أن تتحكم في بحر لا يبعد عن آزمور ب 1 كلم؟ إن مثل هذا التقسيم الترابي هو عار على جبين الدولة المغربية عموما، وعلى وزارة الداخلية خصوصا، ألم يكن من الأحرى أن ننصف هذه المدينة التي لعبت أدوارا مهمة في مقاومة الأجانب والحفاظ على وحدة المغرب منذ عهد المرابطين والموحدين وصولا إلى العلويين. ألم تقاوم هذه المدينة التدخل البرتغالي في المنطقة بقيادة الفقيه والزاهد محمد العياشي؟ ألم تقاوم هذه المدينة الإستعمار الفرنسي؟ ألم تكن هذه المدينة بمتابة إستقبال رجالات التحرير والمقاومة وخاصة إخواننا المقاومين الدار البيضاء؟. إن الجواب عن هذه التساؤلات يجعل الدولة المغربية ووزارة الداخلية تخجل من نفسها. إننا اليوم ومن خلال هذه المسيرة نريد أن نحيي ضمائرا قد أماتتها روح الإنتقام من مدينة كبيرة بتاريخها رغم محاولة تقزيمها جغرافيا. إننا نحن شباب اليوم نريد ونطلب من وزارة الداخلية في ظل المفهوم الجديد للسلطة أن تصلح ما أفسدته مؤسسة المخزن البصرية حتى تعيد الاعتبار إلى أبناءها بمدينة آزمور، الذين يحسون بالظلم والغبن في ظل هذا التقسيم الجديد. هذا و قد مرت المسيرة في أجواء سلمية سادها روح التضامن و الانسجام و الانضباط طالبوا من خلالها كل الجهات المسؤولة بضرورة إعادة الاعتبار للمدينة من خلال مراجعة الوضع الحالي و إعادة شاطئ الحوزية للمدينة بغية جعلها تساير الركب الحضاري الذي عرفت به منذ قرون خلت إسوة بباقي مدن المملكة مهددين في نفس الوقت باللجوء إلى القضاء لمقاضاة كل من لهم علاقة بإجراء هذه العملية الإستئصالية التي حرمت ساكنة مدينة أزمور من حقها في أن تمتلك شاطئا هو في الأصل ملكا لنفوذها الترابي .
محمد الصفى