قصة قصيرة
قصة قصيرة بعنوان ( أبناء السؤال ؟؟؟ )
للأديبة الشابة أحلام قاسمي من حاسي بونيف صاحبة 22 ربيعا
والتي شاركت بقصتها في مسابقة الملتقى الوطني- شموع لا تنطفئ - بوهران وتحصلت بها
على الجائزة الأولى
ابناء السؤال ؟ ؟ ؟
ذات فصل من مواسيم المطر ، في ليلة كل ما فيها خيال حقيقي وأنا ابن الثامنة عشر ، تاريخ ميلاد مزور لا يعرف من أنا سوى القدر ، ها أنا حائر مسترسل الخيال إلى ما وراء هذه السنين، من زجاج نافذتي غصت في خيال الخيال علني أناجي فكرك واطرح سؤالي على من بذاك المكان قد مر ، ترى هل سيجيبني القدر ؟
لقد ذكرتك حينما اشتد بي اليأس والقنوط ولا أكذبك أني ما استخلصت معناك إلا بشق الأنفس وبعد جهد مني حثيث ،سهرت أقرا قصص واشعار المحضوضين ممن عايشوا ذلك الإحساس المرهف وبتغنيهم بعاطفتك الجياشة أدركت أني محروم وما إدراكي هذا نابع من عدم، إنما هو نابع مما عشته في كنف حرمان خانق ضيق على نفسي ولازمني سواد لونه القاسي طوال حياتي، ولا يزال يجري في عمري مجرى الدم في عروق الأحياء ،اعذريني إن لم أجد وصفك ولاكني ما بخلت عليك بلعب دور الضحية في دراما حياتك ، كنت المؤلف فيها وكنت البطل في نهب حق الحق ، تعلمين من يوم أدركت أني هكذا دخلت دوامة الحياة بنضرة الأشقياء ، فبعدما كنت امقت طرح الاسئلة صرت أنا احمل على عاتقي لربما اكبر سؤال ، أجره معي ليل نهار ، وبقهر ، كلما وجدت عالما أو طرحته على الجهال ، فيا ترى من هذه الدنيا ومن بقايا ضمائر ميتة من أنا ..........؟.
يوم عصيب هو ذاك الذي قادني إلى الأنس بشبابي وأنا خارج من بيتي احمل معي أضحوكة الزمن علي دفتر العائلة ، أخذته خلسة وأنا متباه بعمري الفتي أقف في الطابور منتظرا شهادة ميلادي انه اليوم عيد ميلادي الثامن عشر عمر الانفتاح على المستقبل أردت الرجوع إلى من هما وهم أمي وأبي لأفاجئهما ببطاقة هوتي ، لكن شهادة ميلادي نسيت يوم ميلادي ، نسيت حتى اسم والدتي كتبت مكانها علامة استفهام لسجين حر في عالم انفرادي يقال له مجهول الابعاد .
غاب عني صفو بالي وازداد امتلاءا كاس شقائي ، بعدما أدركت أن هويتي تمقتني وتشمئز مني بمجرد أنها محمولة في جيبي واني الوحيد المأسور في هذا العالم بوحدة أفكاري ، لان وضعي ومن هم مثلي تهون له كل الأوضاع ، فلو كنت عاجزا أو حتى معاقا لهبوا لي وأعانوني أو لربما أرشدوني وآخذو بيدي ولو باليسير لأتناسى ماذا بي ، إنما في حالي هذه تلك النكرة الموضوعة هناك ببصمة من توقيع العار ، لا احد يجرا النضر إليها أو حتى الاقتراب منها لما يوجد فيها من الريبة والشك وطرح السؤال وألف سؤال ، وتأليف المقالات بنبذ نفسياتنا العارية ، تستنسخ فينا أقسى العبارات ولا نستطيع رفع صوت الرفض والإتيان بالعكس عما يقال عنا ، لأنكم تقولون من هم ومن أي درب سلك بهم فجاءوا ...ونحن نقول من نحن وما الذنب ...
علمتني تلك النضرات كيف ارسم لماضي تصورا ابني عليه معتقدي ونشأتي وأسير فيه وابني حياتي على أساسه بلبنات متصدعة أرممها في كل الأحيان اجتهد فيها لوحدي لأنه ليس لي من اسأله فليس هناك من يعرفني ، ومهما دارت دوامة الحياة وسيقت إلي ألاف المعجزات سأبقى في نضراتكم أنا النكرة ... .
ليس المولود على فراش القطن وصوت التهليل ورشف عبق النسيم وحضن التراحيب ، كالذي جاء لدنياه لاخير فيها يلقاه ، لأنه هو الذي جاء ممقوتا ، وليس المولود وهو يستسيغ لبن صدر أمه ، كالذي استساغ من ساعته مر الحياة ولا تقاس فرحة الوالد حين يضع فاه على أذن الوليد وهو يؤذن له التكبير بالله شكرا له عليه ، كالذي اخترقت أذناه أصوات النحيب والعويل كأنه النعش موضوع ولا فرق سوى الموت والحياة وأي حياة بعد ذي الحياة ...التي تختنق فيها عبرات صوت وليد أغلق فمه درءا للفضيحة .
تمر الساعات وذاك الذي حضر له اسمه ومرقده ورسم مستقبله هنيئا وساعاتي أنا مرت بالسؤال ، ولا تزال في هذه الدنيا هكذا حالي فيا جميع من عرفوني وسيعرفوني حافظوا على كبريائي واكتموا أسراري ولا سر لي اطلعت عليه أحدا سوى الورق والقلم بعبارات عارية راقصة فوق سطور الألم .
مهلا- أترجاك أيتها اليد المرتجفة البائسة يا أنت التي التقطتني فقط أريني أنضر لك وجها عسى في يوم ألقاك فأحييك ، أو فقط ابتسمي معي ولو بزيف لأعرف انك كنت تملكين نوعا من الإحساس ، ادري أن صوتي لن يعبر إليك ولو عبر بمعجزة فانه لن يخترق جدار الفولاذ الذي غطى صمامات أذنيك فحال دون سماعي وأنا قدرك المر الباكي ، ولا هي العين منك ترى أني ذاك القلب الصغير الذي وضعته يديك البائستين في قفة كقفف المتسولين التي جمعوها من سوق الخضار .
مهلا أترجاك أيها القلب القاسي أما أشفقت على مدامع شرايين القلب إن نزفت دما اختلطت معها عصارات الزمن العافن الخائن الخائف ،وعلى فؤادي المفجوع بنكبتي هز لها عرش المنن ، أو هكذا يا قلب تعاملني وأنا الضيف الذي قدر له أن يضاف عند البخلاء ....يا حاملتي فقط اسمعيني أن مسيرك في ذا الليل يدميني وانك لترهبيني حين النضر عن الشمال وعن اليمين ، الست منك ؟ فلم عن الأنام أنت تخفيني ...
سأصمت ،لأنك لا تجيبيني ... فقط قولي أين تسيرين بي أليس لي الحق أن اعرف ؟ قولي فقط من أنا ومن أنت ...ألا تزالين لا تجيبيني ،إني ليؤنسني في هذا الظلام وآنت تسيرين سوى وقع قدميك الخائفتين العاثرتين وبريق عينيك الغائرتين و ضلك المرسوم إن صادفت دربا منارا، ألا ترين أن الليل قد أوشك على الانتهاء ونحن نسير منذ وقت صلاة العشاء ، أهل دربك طويل ؟ .
صدقني يا قلب حاملتي ليس اعلم لحد الساعة شيئا عما تخفيه عني ، لا يهم استحلفك بالله قل لها فقط بك اشعريني، إن لهيب الشوق لدفئك يضنيني .
...أين نحن الآن ولما ازدادت ضرباتك يا قلب حاملتي ولم توقف وقع الرجلين ، ترى لما سكنت حركاتها وانقطعت أنفاسها ، وأين نحن يا ترى ، ولما نحن نقف عند هذا الجدار ولما ولما ولما ...سئم السؤال اسألة من عار ، لما تخفين وجهك بالخمار ولما تغطين قفتك التي تؤويني ، وما سبب مجيئك إلى هنا انه وقت صلاة الفجر ،حقا انه هو ، هاهو صوت المؤذن يخترق أذناي ، انه الصوت الذي ينبه النائم من غفوته ، ويرشد القلب القاسي للصلاة ولاكني لحد الساعة لا اعلم ما نوع قلب حاملتي ، وهاهم قلة من الناس من أصحاب الضمائر تصطف لعبادة الله والناس نيام ولا أحد سائل عن الثاني ، وهاهو الأمام يقيم الصلاة بتكبيرة الإحرام وأنا ساكن سكون من تحملني ...
هاهي يدها تعيد شد سلة إيوائي من جديد وهاهي ضربات قلب الحديد تعود للتسارع لتنسج من تحول مشيها ثم هرولتها فجريها الشديد إلى سنفونية بإيقاع الفضيحة حتى تبلغ نغمات الشيطان باب ذاك المسجد وتلف العين عن يمين وشمال لتؤمن سكون المكان وتضعني على الأرض القاءا كأني كتلة جماد أو كيس قمامة يرمى في كل الأحيان ...
حسن إني مدرك الآن ماذا كان يراد بي ولكن أترجاك يا عيني سببي في الوجود أريني أنضر بريقك وياذا الفم ابسم بثغرك لأذكر في يوم عطفك، ويا قلب دق بنبضاتك حنانا لا خوفا لأن لا أقول عنك قلبا زائفا ...أأنت راحلة ؟ مهلا لا تذهبي فلا أريد منك سوى ضمة من صدرك ،إني أخاف أن أفنى في مكاني هذا قبل أن يطلع علي فجر جديد ، فقط عودي وخذيني معك إلى حيث تشائين فوا لله لن أقول عنك شيئا ولن أسألك ولن ألومك فقط أبقيني بقربك ولا تحرميني عطفك فما ذنبي أنا إن قدر لك أنك تعثرت في حياتك أو جرتني إليك بعض نزواتك ، لا تغدري بي كما غدرت ! ولا تداوي جرحك بجراحي لم لمي شتاتي فاني ليحزنني أن أكون بائسا محروما من يومي ، ولا تتركي نفسي لاهفة لوجهك ، فيا لهف النفس وشوقها حين يدوي عليك في مسمعي الذكر ، تشتاق صفحات الأنس لحكيك شوقها لدفئ ضمة الصدر منك ، فهي حكايتي توالت ولم اطعم سوى حزنها العلقم ، ملت الدنيا نوح قلمي وأنا عنك سائل ، وتبدد لقلبي جرح الألم وأنا أواري حزني وراء الأسوار كالأسوار التي خبأتك حين ما راعيت ما سيجره علي اقتداري ، عزاني فيك كل الأنام ولست أدري من أنت من الأنام ،ونسجت فيك كذبات بعدد الأيام ، من يومي وأنا هكذا ومن هم مثلي هكذا أبناءا يتبنانا السؤال وصار يمقتنا السؤال ، فإلى متى هذا الحال ، فرجاءا يكفيكم لنا تعذيبا أيعقل للمرء أن يكون بين الأنساب بلا نسب ! وبين الأصحاب بلا لقب ! ومن أصله مهما تأدب بلا أدب ! ! ! .
إلى كل الطفولة المسعفة, قصصهم نرويها قبلهم .
بقلم : أحلام قاسمي
للأديبة الشابة أحلام قاسمي من حاسي بونيف صاحبة 22 ربيعا
والتي شاركت بقصتها في مسابقة الملتقى الوطني- شموع لا تنطفئ - بوهران وتحصلت بها
على الجائزة الأولى
ابناء السؤال ؟ ؟ ؟
ذات فصل من مواسيم المطر ، في ليلة كل ما فيها خيال حقيقي وأنا ابن الثامنة عشر ، تاريخ ميلاد مزور لا يعرف من أنا سوى القدر ، ها أنا حائر مسترسل الخيال إلى ما وراء هذه السنين، من زجاج نافذتي غصت في خيال الخيال علني أناجي فكرك واطرح سؤالي على من بذاك المكان قد مر ، ترى هل سيجيبني القدر ؟
لقد ذكرتك حينما اشتد بي اليأس والقنوط ولا أكذبك أني ما استخلصت معناك إلا بشق الأنفس وبعد جهد مني حثيث ،سهرت أقرا قصص واشعار المحضوضين ممن عايشوا ذلك الإحساس المرهف وبتغنيهم بعاطفتك الجياشة أدركت أني محروم وما إدراكي هذا نابع من عدم، إنما هو نابع مما عشته في كنف حرمان خانق ضيق على نفسي ولازمني سواد لونه القاسي طوال حياتي، ولا يزال يجري في عمري مجرى الدم في عروق الأحياء ،اعذريني إن لم أجد وصفك ولاكني ما بخلت عليك بلعب دور الضحية في دراما حياتك ، كنت المؤلف فيها وكنت البطل في نهب حق الحق ، تعلمين من يوم أدركت أني هكذا دخلت دوامة الحياة بنضرة الأشقياء ، فبعدما كنت امقت طرح الاسئلة صرت أنا احمل على عاتقي لربما اكبر سؤال ، أجره معي ليل نهار ، وبقهر ، كلما وجدت عالما أو طرحته على الجهال ، فيا ترى من هذه الدنيا ومن بقايا ضمائر ميتة من أنا ..........؟.
يوم عصيب هو ذاك الذي قادني إلى الأنس بشبابي وأنا خارج من بيتي احمل معي أضحوكة الزمن علي دفتر العائلة ، أخذته خلسة وأنا متباه بعمري الفتي أقف في الطابور منتظرا شهادة ميلادي انه اليوم عيد ميلادي الثامن عشر عمر الانفتاح على المستقبل أردت الرجوع إلى من هما وهم أمي وأبي لأفاجئهما ببطاقة هوتي ، لكن شهادة ميلادي نسيت يوم ميلادي ، نسيت حتى اسم والدتي كتبت مكانها علامة استفهام لسجين حر في عالم انفرادي يقال له مجهول الابعاد .
غاب عني صفو بالي وازداد امتلاءا كاس شقائي ، بعدما أدركت أن هويتي تمقتني وتشمئز مني بمجرد أنها محمولة في جيبي واني الوحيد المأسور في هذا العالم بوحدة أفكاري ، لان وضعي ومن هم مثلي تهون له كل الأوضاع ، فلو كنت عاجزا أو حتى معاقا لهبوا لي وأعانوني أو لربما أرشدوني وآخذو بيدي ولو باليسير لأتناسى ماذا بي ، إنما في حالي هذه تلك النكرة الموضوعة هناك ببصمة من توقيع العار ، لا احد يجرا النضر إليها أو حتى الاقتراب منها لما يوجد فيها من الريبة والشك وطرح السؤال وألف سؤال ، وتأليف المقالات بنبذ نفسياتنا العارية ، تستنسخ فينا أقسى العبارات ولا نستطيع رفع صوت الرفض والإتيان بالعكس عما يقال عنا ، لأنكم تقولون من هم ومن أي درب سلك بهم فجاءوا ...ونحن نقول من نحن وما الذنب ...
علمتني تلك النضرات كيف ارسم لماضي تصورا ابني عليه معتقدي ونشأتي وأسير فيه وابني حياتي على أساسه بلبنات متصدعة أرممها في كل الأحيان اجتهد فيها لوحدي لأنه ليس لي من اسأله فليس هناك من يعرفني ، ومهما دارت دوامة الحياة وسيقت إلي ألاف المعجزات سأبقى في نضراتكم أنا النكرة ... .
ليس المولود على فراش القطن وصوت التهليل ورشف عبق النسيم وحضن التراحيب ، كالذي جاء لدنياه لاخير فيها يلقاه ، لأنه هو الذي جاء ممقوتا ، وليس المولود وهو يستسيغ لبن صدر أمه ، كالذي استساغ من ساعته مر الحياة ولا تقاس فرحة الوالد حين يضع فاه على أذن الوليد وهو يؤذن له التكبير بالله شكرا له عليه ، كالذي اخترقت أذناه أصوات النحيب والعويل كأنه النعش موضوع ولا فرق سوى الموت والحياة وأي حياة بعد ذي الحياة ...التي تختنق فيها عبرات صوت وليد أغلق فمه درءا للفضيحة .
تمر الساعات وذاك الذي حضر له اسمه ومرقده ورسم مستقبله هنيئا وساعاتي أنا مرت بالسؤال ، ولا تزال في هذه الدنيا هكذا حالي فيا جميع من عرفوني وسيعرفوني حافظوا على كبريائي واكتموا أسراري ولا سر لي اطلعت عليه أحدا سوى الورق والقلم بعبارات عارية راقصة فوق سطور الألم .
مهلا- أترجاك أيتها اليد المرتجفة البائسة يا أنت التي التقطتني فقط أريني أنضر لك وجها عسى في يوم ألقاك فأحييك ، أو فقط ابتسمي معي ولو بزيف لأعرف انك كنت تملكين نوعا من الإحساس ، ادري أن صوتي لن يعبر إليك ولو عبر بمعجزة فانه لن يخترق جدار الفولاذ الذي غطى صمامات أذنيك فحال دون سماعي وأنا قدرك المر الباكي ، ولا هي العين منك ترى أني ذاك القلب الصغير الذي وضعته يديك البائستين في قفة كقفف المتسولين التي جمعوها من سوق الخضار .
مهلا أترجاك أيها القلب القاسي أما أشفقت على مدامع شرايين القلب إن نزفت دما اختلطت معها عصارات الزمن العافن الخائن الخائف ،وعلى فؤادي المفجوع بنكبتي هز لها عرش المنن ، أو هكذا يا قلب تعاملني وأنا الضيف الذي قدر له أن يضاف عند البخلاء ....يا حاملتي فقط اسمعيني أن مسيرك في ذا الليل يدميني وانك لترهبيني حين النضر عن الشمال وعن اليمين ، الست منك ؟ فلم عن الأنام أنت تخفيني ...
سأصمت ،لأنك لا تجيبيني ... فقط قولي أين تسيرين بي أليس لي الحق أن اعرف ؟ قولي فقط من أنا ومن أنت ...ألا تزالين لا تجيبيني ،إني ليؤنسني في هذا الظلام وآنت تسيرين سوى وقع قدميك الخائفتين العاثرتين وبريق عينيك الغائرتين و ضلك المرسوم إن صادفت دربا منارا، ألا ترين أن الليل قد أوشك على الانتهاء ونحن نسير منذ وقت صلاة العشاء ، أهل دربك طويل ؟ .
صدقني يا قلب حاملتي ليس اعلم لحد الساعة شيئا عما تخفيه عني ، لا يهم استحلفك بالله قل لها فقط بك اشعريني، إن لهيب الشوق لدفئك يضنيني .
...أين نحن الآن ولما ازدادت ضرباتك يا قلب حاملتي ولم توقف وقع الرجلين ، ترى لما سكنت حركاتها وانقطعت أنفاسها ، وأين نحن يا ترى ، ولما نحن نقف عند هذا الجدار ولما ولما ولما ...سئم السؤال اسألة من عار ، لما تخفين وجهك بالخمار ولما تغطين قفتك التي تؤويني ، وما سبب مجيئك إلى هنا انه وقت صلاة الفجر ،حقا انه هو ، هاهو صوت المؤذن يخترق أذناي ، انه الصوت الذي ينبه النائم من غفوته ، ويرشد القلب القاسي للصلاة ولاكني لحد الساعة لا اعلم ما نوع قلب حاملتي ، وهاهم قلة من الناس من أصحاب الضمائر تصطف لعبادة الله والناس نيام ولا أحد سائل عن الثاني ، وهاهو الأمام يقيم الصلاة بتكبيرة الإحرام وأنا ساكن سكون من تحملني ...
هاهي يدها تعيد شد سلة إيوائي من جديد وهاهي ضربات قلب الحديد تعود للتسارع لتنسج من تحول مشيها ثم هرولتها فجريها الشديد إلى سنفونية بإيقاع الفضيحة حتى تبلغ نغمات الشيطان باب ذاك المسجد وتلف العين عن يمين وشمال لتؤمن سكون المكان وتضعني على الأرض القاءا كأني كتلة جماد أو كيس قمامة يرمى في كل الأحيان ...
حسن إني مدرك الآن ماذا كان يراد بي ولكن أترجاك يا عيني سببي في الوجود أريني أنضر بريقك وياذا الفم ابسم بثغرك لأذكر في يوم عطفك، ويا قلب دق بنبضاتك حنانا لا خوفا لأن لا أقول عنك قلبا زائفا ...أأنت راحلة ؟ مهلا لا تذهبي فلا أريد منك سوى ضمة من صدرك ،إني أخاف أن أفنى في مكاني هذا قبل أن يطلع علي فجر جديد ، فقط عودي وخذيني معك إلى حيث تشائين فوا لله لن أقول عنك شيئا ولن أسألك ولن ألومك فقط أبقيني بقربك ولا تحرميني عطفك فما ذنبي أنا إن قدر لك أنك تعثرت في حياتك أو جرتني إليك بعض نزواتك ، لا تغدري بي كما غدرت ! ولا تداوي جرحك بجراحي لم لمي شتاتي فاني ليحزنني أن أكون بائسا محروما من يومي ، ولا تتركي نفسي لاهفة لوجهك ، فيا لهف النفس وشوقها حين يدوي عليك في مسمعي الذكر ، تشتاق صفحات الأنس لحكيك شوقها لدفئ ضمة الصدر منك ، فهي حكايتي توالت ولم اطعم سوى حزنها العلقم ، ملت الدنيا نوح قلمي وأنا عنك سائل ، وتبدد لقلبي جرح الألم وأنا أواري حزني وراء الأسوار كالأسوار التي خبأتك حين ما راعيت ما سيجره علي اقتداري ، عزاني فيك كل الأنام ولست أدري من أنت من الأنام ،ونسجت فيك كذبات بعدد الأيام ، من يومي وأنا هكذا ومن هم مثلي هكذا أبناءا يتبنانا السؤال وصار يمقتنا السؤال ، فإلى متى هذا الحال ، فرجاءا يكفيكم لنا تعذيبا أيعقل للمرء أن يكون بين الأنساب بلا نسب ! وبين الأصحاب بلا لقب ! ومن أصله مهما تأدب بلا أدب ! ! ! .
إلى كل الطفولة المسعفة, قصصهم نرويها قبلهم .
بقلم : أحلام قاسمي