أم عزة

المقتضيات القانونية البيئية ما بين النص و الممارسة ؟؟
"مطرح أم عزة نموذجا"
شرعت الشركة الفرنسية المسماة ب " مجموعة بيزورنو " و ربيبتها " تيوديم " في تلويث ارض الدواوير المحيطة بها بالمطرح الجماعي التابع ترابيا لجماعة أم عزة والتي يحيط بها حوالي خمسة عشر من الدواوير و هي ( دوار الفقرة دوار العوامر دوار أولاد غيث دوار أولاد غيث دوار أولاد عميرة دوار أولاد ليلة دوار أولاد رزك دوار أولاد معمر دوار الشطاطبة ...)
تعتبر جماعة أم عزة البوابة الخضراء الوحيدة لعاصمة المملكة الرباط حيث لا يفصلها عن أبواب النادي الملكي للفروسية إلا 800 متر تقريبا ، و بجانبه النادي الملكي للكولف ، و القصور الملكية لدار السلام ، و قصور أشقائنا الخليجيين حيث حدودها الغربية ، و سد سيدي محمد بن عبد الله من الشمال الشرقي و مدينة عين عودة من الشرق لتحدها جماعة المنزه القروية من الجنوب .
و الجميع يعرف تمام المعرفة أن جماعة أم عزة منطقة فلاحية بامتياز غنية من حيت شساعتها و تنوع خيراتها الطبيعية و مواردها المائية و الزراعية ، و مراعيها الخصبة و توفرها على اقرب و أعذب فرشة مائية سطحية و باطنية حيث العيون المتفجرة والآبار المحفورة بعرق جبين ومال فلاحيها الصغار ، ليقتات منها أصحابها عبر زراعتيها البورية و المسقية ، أضف لذالك كثافة أشجارها المثمرة و التي تناهز 10.000 شجرة من الزيتون تقريبا و أكثر من 80.000 شجرة من فاكهة البرقوق ، الشيء الذي يجعلها أول منطقة منتجة لهده الفاكهة من حيث الكمية و الجودة في خريطة مملكتنا الشريفة ، إضافة إلى أشجار التين و العنب و الليمون و سائر أنواع الخضروات .
و لعل كل ما سبقت الإشارة إليه و لو كان على سبيل الاختصار فقد تعرض للإبادة و للموت البطيء بطريقة غاشمة على يد الشركة الفرنسية المذكورة أعلاه و المفوض لها تسيير المطرح ، و التي جعلت جوف و سطح المناطق المجاورة لها تحترق بفعل موادها السامة المميتة والتي تقذفها في الوسط الطبيعي دون أدنى وقاية و احترام للقانون " اللكسيفيا" و المقصود بها عصارة الأزبال ، و كذا الروائح الكريهة الخانقة المنبعثة من المطرح اللامراقب ، الذي وضع فوق هده الرقعة الترابية الغنية و المنزوعة من يد ملاكيها بحجج واهية و تعويضات بخسة ... لكونها مصلحة وطنية كما حصل مع عائلة " الساعي " و لعميري عبد العلي" و آخرون التجئوا إلى القضاء كعائلة " الهلالي " و المعمري ميلود" و لكم البحث عن حقيقة ما جرى في الكواليس و من تحت مكاتب القرار.
مطرح وضع على رؤوس الملاكين الخواص كالصاعقة و كالقنبلة الموقوتة التي قد اقترب موعد انفجارها ، دون أدنى مراعاة لأي شرط من الشروط أو ميثاق من المواثيق الإنسانية الدولية التي تصون حقوق الجيل الثالث وأهمها الحق في العيش في البيئة السليمة... وكدا المواثيق الوطنية ( الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة ) و المقتضيات القانونية المؤطرة لحسن سير وعمل هذه المطارح ، ودالك من اجل حماية جماعة أم عزة التي نتحدى الجميع على اعتبارها المتنفس البيئي الأساسي و البوابة الفلاحية الخضراء للعاصمة الرباط و ذالك تماشيا مع ما نادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده في ما يخص مخطط " المغرب الخضر" و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية " .
قتلت هذه الصاعقة الناس و الشجر و تسببت في انتشار جميع أنواع الأمراض الجلدية و التنفسية من جراء السموم السائلة و الروائح الكريهة المنبعثة من عمق المطرح و الغبار المتطاير منه الى جانب نفوق الأبقار و الماشية بسبب ثلوث المياه.
و ذالك بسبب تسرب مادة " اللكسيفيا" لها و التي كان يرتوي منها السكان و مواشيهم و أبقارهم ، وتلوث الوديان و البحيرات و العيون و الثقوب الجوفية ، مما أدى إلى انتفاضة السكان وخروجهم من صمتهم وذالك بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية و التفاوض ، من أجل رفع الأضرار و تقديم تعويضات مناسبة متلائمة مع حجم الضرر ، مع جميع المسؤولين من سلطات محلية غارقة في سبات عميق و شركة انتهازية مستغلة و منتخبون محليون لا مسئولون و غير مبالون بما يقع ، أو لا يعلمون طبيعة ما يجري نظرا لتفشي الأمية في بعض أوساط المنتخبين في المجلس الجماعي ...
لتستمر هذه الانتفاضة و الاحتجاج ضدد هذه المؤامرة الدنيئة التي تقع ضدد ساكنة الجماعة ، وكل ما يجري فوقها والمنسية من كل ضروريات الحياة ، ( المرافق التربوية و الثقافية و الراضية ، النقل القروي المدرسي ...) فرغم قربنا من العاصمة الإدارية للمملكة لازلنا ننتظر بفارغ الصبر قدوم جلالة الملك حفظه الله كسائر المناطق و المداشر الوطنية الأخرى ، و لو زيارة غير معلنة حتى يتسنى لجلالته الوقوف على مآسي ساكنة جماعة أم عزة نظرا لما يعانون منه من تهميش و ظلم و احتقار .، غير أنه ينبغي التنويه بجهود الرئيس الجديد للمجلس الجماعي لأم عزة و الذي نكن له كل التقدير و ألاحترام على مجهوداته الحتيتة التي يقوم بها من أجل الاستجابة لنا و لمطالب و آهات الساكنة ، " المصطفى السلماني " على الرغم من ضرورة تقديم يد العون من طرف باقي الجماعات الترابية للحد من التجاوزات الخطيرة للشركة المفوض لها ، لأن النحلة الواحدة لا تنتج عسلا .
و إذ نطلب من ربنا و ملك بلادنا الذي لن يبخل علينا بما نود و نرجو ، لأننا نعرف جيدا أن هؤلاء المسئولون يخربون و لا يبنون ، يقتلون ولا يساعدون على ضمان العيش الكريم للمواطن أو بالأحرى ضمان حق العيش في بيئة سليمة ، و ذالك بعقلياتهم البائدة و أفكارهم المتحجرة و دمائهم المثلجة من أجل مصالحهم الخاصة و نهب الأموال العامة ، و هم بدالك في وادهم يهيمون و أتباعهم الغاوون و لكن لا يتوهمون و يتخيلون و لو لرمشة عين واحدة ، أن هدا المواطن من رعايا جلالة الملك ومعه دائما في السراء و الضراء ،
بالفم والدم و الروح و الدم أبى من أبى و كره من كره ، و هو في ذالك مع جميع الإصلاحات و المنجزات و التوجهات الملكية السامية حيث يقول الله تعالى في هذا الباب " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره المشركون " .
و على هذا القياس أقول شخصيا، يريدون أن يفسدوا إصلاح جلالة الملك بأنفسهم، و خليفة الله في أرضه متم إصلاحه ولو كره المدمرون، متوسلين له النصر و التمكين.
عن خدامكم الأوفياء للأعتاب الشريفة
عيسات بوسلهام : مراسل خبار بلادي بجماعة أم عزة