طبيب العظام الذي لم يدرس الطب
طبيب العظام الذي لم يدرس الطب
الساسي أوغيدني.. "طبيب" العظام الذي لم يدرس الطب
-في منزل صغير ببلدية مجاز عمار بقالمة تحول مع مرور الزمن إلى ما يشبه العيادة المتخصصة في تقويم العظام المترضرضة، يجلس الساسي أوغيدني كل صباح ينتظر قدوم المرضى الذين يعانون من مشاكل في العظام و المفاصل و أقعدتهم عن الحركة... طفل صغير أصيب في مباراة لكرة القدم ، رجل مسن لم تعد عظامه تقوى على حمله أو شاب تعثر فأصيبت إحدى أطرافه بكسر. الكل يقصد المنزل الصغير أملا في الشفاء بعد يأس و معاناة طويلة مع كتل الجبس. يأتيه المرضى من عدة ولايات بعد ان ذاع صيته و أصبح متمرسا في تقويم العظام و قراءة الأشعة و البيانات الطبية قراءة صحيحة و دقيقة تسمح له بوضع يده على موقع الكسر بدقة متناهية و اتخاذ القرار المناسب العلاج أو نصح المريض بزيارة جراح عظام كبير.
-يقول السيد الساسي بأني ورث المهنة الصعبة عن أجدادي القدامى منهم جدي المجاهد عيسى أوغيدني الذي بدأت معه قصة عائلة أوغيدني مع تقويم العظام موضحا: "أصيب جدي عيسى بلغم سنة 1959 و تحطمت عظامه لم يجد رفاقه المجاهدون علاجا له و بقي مقعدا يعاني بعيدا عن أعين قوات الاستعمار التي كانت تفرض حصارا على الإقليم الجبلي الصعب غرب قالمة و الذي تحول في ما بعد إلى منطقة محرمة. كان جدي بطلا شجاعا فطلب من أخيه (ابي) موسى تقويم عظامه المحطمة ، و نجح أبي موسى في المهمة و استعاد جدي عافيته و اشتدت عظامه و أكمل مسيرة الجهاد و مازال اليوم على قيد الحياة بقسنطينة". و أضاف محدثنا :"من هنا بدأت قصة عائلة أوغيدني مع العظام البشرية. صار والدي موسى أوغيدني البالغ من العمر اليوم 93 سنة ماهرا في تقويم العظام و كنت أنا طفلا صغيرا مهتما و منشغلا بالمهمة التي كان يقوم بها والدي و قررت أن أسير على خطاه بعد حصولي على معارف علمية في مساري الدراسي الذي توقف في نهاية المرحلة الثانوية. أنا اليوم كما ترون أبذل كل ما في وسعي لعلاج الحالات التي يمكن علاجها بعد أن كبر والدي و لم يعد قادرا على المهمة التي تتطلب جهدا عضليا و خبرة و مسؤوليةّ". تمكن الساسي الذي بلغ سن التقاعد من علاج الكثير من حالات الإصابة بالكسور على مستوى الأطراف و الحوض و الرقبة معتمدا على وسائل تقليدية منها قطع القماش و نبات القصب و زيت الزيتون و خميرة القمح التي تؤدي مهمة الجبس الذي يستعمله جراحو العظام ، كما يستعمل الساسي أوغيدني أيضا وسائل حديثة كاللفائف القطنية و الجبس لكنه يركز أكثر على إعادة العظام المحطمة إلى مواقعها و تثبيتها بإحكام و تقديم النصائح اللازمة للمرضى و خاصة المصابين بفتق العمود الفقري و الذين يحتاجون إلى راحة طويلة و نظام خاص في الجلوس حتى يتعافوا من الإصابة. و لا يتردد الرجل في توجيه بعض الحالات إلى كبار المختصين فهو لا يدعي القدرة المطلقة على العلاج و يفعل ما يستطيع فعله بعد تأكده من نجاح المهمة التي يعتبرها مهمة إنسانية قبل كل شيء .
الساسي أوغيدني.. "طبيب" العظام الذي لم يدرس الطب
-في منزل صغير ببلدية مجاز عمار بقالمة تحول مع مرور الزمن إلى ما يشبه العيادة المتخصصة في تقويم العظام المترضرضة، يجلس الساسي أوغيدني كل صباح ينتظر قدوم المرضى الذين يعانون من مشاكل في العظام و المفاصل و أقعدتهم عن الحركة... طفل صغير أصيب في مباراة لكرة القدم ، رجل مسن لم تعد عظامه تقوى على حمله أو شاب تعثر فأصيبت إحدى أطرافه بكسر. الكل يقصد المنزل الصغير أملا في الشفاء بعد يأس و معاناة طويلة مع كتل الجبس. يأتيه المرضى من عدة ولايات بعد ان ذاع صيته و أصبح متمرسا في تقويم العظام و قراءة الأشعة و البيانات الطبية قراءة صحيحة و دقيقة تسمح له بوضع يده على موقع الكسر بدقة متناهية و اتخاذ القرار المناسب العلاج أو نصح المريض بزيارة جراح عظام كبير.
-يقول السيد الساسي بأني ورث المهنة الصعبة عن أجدادي القدامى منهم جدي المجاهد عيسى أوغيدني الذي بدأت معه قصة عائلة أوغيدني مع تقويم العظام موضحا: "أصيب جدي عيسى بلغم سنة 1959 و تحطمت عظامه لم يجد رفاقه المجاهدون علاجا له و بقي مقعدا يعاني بعيدا عن أعين قوات الاستعمار التي كانت تفرض حصارا على الإقليم الجبلي الصعب غرب قالمة و الذي تحول في ما بعد إلى منطقة محرمة. كان جدي بطلا شجاعا فطلب من أخيه (ابي) موسى تقويم عظامه المحطمة ، و نجح أبي موسى في المهمة و استعاد جدي عافيته و اشتدت عظامه و أكمل مسيرة الجهاد و مازال اليوم على قيد الحياة بقسنطينة". و أضاف محدثنا :"من هنا بدأت قصة عائلة أوغيدني مع العظام البشرية. صار والدي موسى أوغيدني البالغ من العمر اليوم 93 سنة ماهرا في تقويم العظام و كنت أنا طفلا صغيرا مهتما و منشغلا بالمهمة التي كان يقوم بها والدي و قررت أن أسير على خطاه بعد حصولي على معارف علمية في مساري الدراسي الذي توقف في نهاية المرحلة الثانوية. أنا اليوم كما ترون أبذل كل ما في وسعي لعلاج الحالات التي يمكن علاجها بعد أن كبر والدي و لم يعد قادرا على المهمة التي تتطلب جهدا عضليا و خبرة و مسؤوليةّ". تمكن الساسي الذي بلغ سن التقاعد من علاج الكثير من حالات الإصابة بالكسور على مستوى الأطراف و الحوض و الرقبة معتمدا على وسائل تقليدية منها قطع القماش و نبات القصب و زيت الزيتون و خميرة القمح التي تؤدي مهمة الجبس الذي يستعمله جراحو العظام ، كما يستعمل الساسي أوغيدني أيضا وسائل حديثة كاللفائف القطنية و الجبس لكنه يركز أكثر على إعادة العظام المحطمة إلى مواقعها و تثبيتها بإحكام و تقديم النصائح اللازمة للمرضى و خاصة المصابين بفتق العمود الفقري و الذين يحتاجون إلى راحة طويلة و نظام خاص في الجلوس حتى يتعافوا من الإصابة. و لا يتردد الرجل في توجيه بعض الحالات إلى كبار المختصين فهو لا يدعي القدرة المطلقة على العلاج و يفعل ما يستطيع فعله بعد تأكده من نجاح المهمة التي يعتبرها مهمة إنسانية قبل كل شيء .