السوده

هو لم يخن (عبدالرحيم السعيدي)
* * *
هو لم يخنْ والدهرُ خانْ
هو لم يخنْ لا تظلميهْ
وكم بريءٍ قد يـُدانْ
هو لم يخنْ
لكنها عصفتْ به الرؤيا وتفسيرُ الزمانْ
هو لم يخنْ فهواك ِ مـُنتشرٌ بكل ِ حواسهِ
هل يستطيعُ الجسمُ أن يحيا بلا أنفاسهِ ؟!
و إذا كفرت ِ بما أرى
فاستفسري تشرينَ عن صدقي وعن إحساسهِ
قدرٌ على أشعاره ِ أن ترتديك ِ ولا سواك ِ هواجسـُهْ
لا تظلميهْ فذكرياتك ِ يا ملاك مؤانسـُهْ
هو لم يحبك ِ مثل بعض ِ الناس ِ بحثاً عن جمالٍ أو دررْ
لكنهُ منذ إلتقاك ِ به القدرْ
وجد المحبة َ كلها تحيا لديكْ
وحنانـَه المنشودَ يملأ ُ مقلتيكْ
وتواضعَ الحكماءِ محصوراً عليكْ
فإذا بهِ من دون أن يدري كعصفُور ٍ
يحطُ على يديكْ
لكنهم أهدوه قنبلة ً
غداة َ مضى يـُفتشُ عن فتيلك ِ يا عريقة ْ
هو لم يمتْْ جسداً
وماتتْ فيه أحلامٌ أنيقة ْ
و تعسـّرتْ سـُبلُ الوصول ِ إلى مدائنك ِ العتيقة ْ
قد كنت ِ جنة َ آدمٍ وكذاك أنت و ما تزالين العشيقة ْ
أتصدقين بأن إنساناً سيهجرُ جنة َ الفردوس
عمداً كي يسيرَ إلى حريقة ْ
فثقي بأنك موطن الإسراء ومعراج القصيدةْ
أعُوذُ بخالق الأمواج ِمن لجج ٍ عميقة ْ
يشقى بها ذاك الذي مَن يا تـُرى أغوى طريقهْ
هو لم يخنْ لا تظلميه
و إنما لمّا تأكدَ أنك ِ ابنة ُ ذلك السلطان خانته الحقيقةْ.