المنتزه

تحية إلى الثورة المصرية العظيمة التى جعلت عيوبنا تتراءى أمام أعيننا واضحة، عيوب مجتمعية يؤدى الاستمرار بها إلى سقوط الهوية بعيداً إلى قاع المجتمعات سواء على الصعيد الأخلاقى أو العلمى أو الاقتصادى وأهم الجانب الروحانى والمختص بالدين، ولعل من كلمات الحكماء، التى يجب أن نعقلها قبل الحكم على أى شئ كان هو أن خطأ التطبيق لا يعنى خطأ المنهج.. وتوضيحاً لبعض النقاط فكلمات نراها صوب أعيننا تلك الأيام تصعد إلى الساحة مرة أخرى مثل أنه يجب فصل الدين عن السياسة.. فكما تعلمنا منذ صغرنا على أن الدين الإسلامى لم يدخل فى شيء إلا زانه وأصلحه ولم يبعد عن شىء إلا عابه وأفسده.. وأن مصر منذ زمن بعيد وهى مكان للجميع فيها يعيش المسلمون مع النصارى وأصحاب الديانات الأخرى وفكرة التكفير والتشدد لم تطرق باباً إلا بعد وصول التيار الإسلامى إلى السلطات التشريعية وبعدها سدة الحكم متمثلة فى الرئيس الدكتور محمد مرسى.. ولكن هل هذا شيء جيد؟
على التيار الإسلامى أن يعترف بوضوح أن ذلك الوصول إلى فكرة استخدام التكفير مع من يخالفنى فى الرأى والتشدد وعدم قبول الرأى الآخر ما هى إلا سقطة جديدة تسجل فى تاريخ مصر بعد الثورة الطاهرة فى سجل سقطات من يدعون على أنفسهم رجال الدين.. والبعض منهم بالكاد هو أبعد ما يكون عن صلب الدين، ناهيك عن استخدام الإخوان لفرقة الجهاديين والسلفيين كفزاعة للمعارضة بأنه بمجرد بعد الإخوان عن الحكم سيتولى هؤلاء زمام الأمور وتصبح مصر مرتعا لهم يذبحون ويسوقون ما يشاءون وهو بعيد كل البعد عن عقول المصريين العقلاء الذين أوصلوا هؤلاء لسدة الحكم.. فالتيار الإسلامى عامة قام بأخطاء كثيرة، ولكن هل خطأ تطبيقهم يعنى خطأ المنهج.. أى أن هل خطأ تطبيق الشريعة أو فكر الإسلام السياسى من قبل التيار الإسلامى يعنى خطأ الشريعة والفكر؟ أن القوم الذين نحسبهم جيمعاً على خير ممن طبقوا الشريعة قبل ذلك وكانت أفضل أمارات العالم فى ظل الحكم الإسلامى كانت أيام الخليفة عمر بن عبد العزيز طبقوها على أنفسهم حق تطبيق ثم انتقلت التجربة إلى غيرهم من خلال أفعالهم وكلماتهم المتسقة مع أفعالهم.. لابد للجميع أن يعلم بأن راية الإسلام ستظل مرفوعة فوق جميع الرايات منتظرة من يحملها بعمل صالح قبل اللسان.. ستظل وستبقى الأعلى يا إسلام.