فضاءات بلقطر الغربية

بلقطر الغربية

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عباس طاهر صالح
مسجــل منــــذ: 2012-06-26
مجموع النقط: 72.95
إعلانات


رمضان فرصة لتصفية النفوس

أيام معدودة ويدخل علينا شهر رمضان المبارك، هذا الوافد الحبيب، والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه على هذه الأمة، لما له من الخصائص والمزايا، ولما أُعطيت فيه هذه الأمة من الهبات والعطايا، وخصّت فيه من الكرامات والهدايا، كما فى حديث أبى هريرة، رضى الله عنه، أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين".. متفق عليه.
فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعى الخير، تفتّح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات. فى رمضان تهجُّد وتراويح، وذكر وتسبيح، فى رمضان تلاوة وصلوات، وجُود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات فى رمضان فرحة عيد وكسوة فقير وإطعام مساكين وتجمع الأهل وتدريب على طاعة الله وقراءة القرآن وصلاة الفجر وزرع حب الخير فى النفوس فى هذا الشهر، نرى بركات هذا الضيف العزيز على موائد الرحمن، المنتشرة فى كل قطر عربى، ترحب بضيوف الرحمن ألف أهلا وسهلا بك يا شهر المحبة والقرآن.
إذا كان الأفراد والأمم يحتاجون إلى فترات من الصفاء والراحة، لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جدّ من أدواء، فإن شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التى تجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تاريخها، وإعادة أمجادها، إنه محطة لتعبئة القُوى الروحية والخُلُقية، التى تحتاج إليها كل أمة، بل تتطلع إليها الأفراد والمجتمعات المسلمة، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح الشهوات.
فى الصيام: تحقيق للتقوى، وامتثال لأمر الله وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء والشهادة، كما أن به تتحقق الوحدة والمحبة والإخاء والأُلفة، فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة للبذل والجود والصلة، فهو حقاً معين الأخلاق، ورافدُ الرحمة، من صام حقاً: صفت روحه، ورقّ قلبه، وصلحت نفسه، وجاشت مشاعره، وأُرهفت أحاسيسه، ولانت عريكتُه فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته..
كل عام وأنت بخير يا أمة محمد، أعانك الله على ما أنت فيه وأخرجك على خير مما ابتليت به، بفضل هذا الشهر المبارك وحررك من كل ظالم وفاسد وجمع شمل تلك الأمة على الخير والمحبة وثبت أصحاب الحقوق إلى بر أمان.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة