سد النهضة وفن إدارة الأزمات
بعد ما تفاجئنا بشروع أثيوبيا فى بناء سد النهضة على النيل الأزرق الذى يعتبر أهم روافد النيل، وتفاجئنا أيضا بإفصاح أوغندا وتنزانيا عن نيتهم لبناء سدود أخرى على منابع النيل، شعرنا حينها إن حياتنا تمتلئ بالسدود، فالسد فى أصله حاجز يمنع ما زاد عن احتياجنا وادخاره لوقت الحاجة فيمنحنا الطمأنينة، أما لو كان هذا السد فى وجه احتياجاتنا فيصبح مصدر للقلق، ومن الغريب إننا تفاجئنا بهذه السدود كأنها لم تكن فكرتها مطروحة من قبل، فهل توجد سدود أخرى تهددنا ولا نراها؟!!
وربما ليس من قبيل الصدفة أن يطلق على (إدارة الأزمات) مصطلح "فن"؛ هذا لأن إدارة الأزمة تحتاج لمهارة خاصة، ومن بدائيات هذا الفن هو توقع الأزمة والإلمام بها والاستعداد لها قبل حدوثها؛ ولذلك فمن الموجع أن نظل دائما مفاجئين بالأزمات ومصدومين بالصدمات ونتعامل معهم بعد وقوعهم، فإن كانت سدود النهضة أزمات واقعة، فماذا عن الأزمات التى يجب أن نتوقعها ونستعد لها؟
فمن السدود التى تواجهنا سد الانقسام، فالانقسام هو بداية انهيار أى كيان وهذا الانقسام زاد كثيرا حولنا؛ فإن ظهرت حركة سلمية تدعى "تمرد" ظهرت فى المقابل لها حركة "تجرد"، والحزب الحاكم الذى كان ممنوعا من ممارسة السياسة ظهر فى مقابله "جبهة الإنقاذ الوطنى" التى ظهرت فى مقابلها "جبهة الضمير"!!!
ورغم أن المعارضة القوية ظاهرة صحية فى المجتمعات الديمقراطية، ولكن ما يحدث على أرض الواقع يضعف كثيرا من قوتنا الداخلية؛ لأننا مازلنا مبتدئين فى الديمقراطية، وكما هو معروف إن الهزيمة تبدأ من الداخل بغض النظر عن التهديدات الخارجية، فيجب أن يكون وحدتنا سد فى مواجهة التحديات الخارجية.
ويوجد سد آخر يُبنى بيننا وبين "سيناء" التى صارت الأحوال بها مصدر أهوال، فالجميع يتسائلون:ماذا يحدث فى سيناء؟!! مَنْ يسيطر عليها؟!! وهل سنفاجأ باليوم التى نجد فيه سيناء تحت سيطرة جماعات إرهابية مسلحة؟!! وحتى متى ستظل سيناء خاوية بدون تعمير؟!! ولا يُسمع فيها إلا صوت صفير الرياح، فمَنْ سيملأ هذا الفراغ؟!!
أما عن سدود غياب الأمن والجريمة، فمن جهة انتشرت البلطجة والسرقة والعنف، ومن جهة أخرى يطبق بعض الأهالى القوانين بأنفسهم على من يقع بين أيديهم من المجرمين نتيجة غياب الأمن، ونحن بين الضفتين نشعر بطوفان الانفلات الذى يجب أن نتصدى له مبكرا.
أما الاقتصاد الذى يتم استنزافه يوم بعد يوم، متى سنعوض ما فقدناه ونتخطى مرحلة النزيف إلى التنمية؟!!
فعلينا أن نكون سدود فى مواجهة فيضانات التحديات ولا نترك سدود تغلق شرايينا الرئيسية.
وربما ليس من قبيل الصدفة أن يطلق على (إدارة الأزمات) مصطلح "فن"؛ هذا لأن إدارة الأزمة تحتاج لمهارة خاصة، ومن بدائيات هذا الفن هو توقع الأزمة والإلمام بها والاستعداد لها قبل حدوثها؛ ولذلك فمن الموجع أن نظل دائما مفاجئين بالأزمات ومصدومين بالصدمات ونتعامل معهم بعد وقوعهم، فإن كانت سدود النهضة أزمات واقعة، فماذا عن الأزمات التى يجب أن نتوقعها ونستعد لها؟
فمن السدود التى تواجهنا سد الانقسام، فالانقسام هو بداية انهيار أى كيان وهذا الانقسام زاد كثيرا حولنا؛ فإن ظهرت حركة سلمية تدعى "تمرد" ظهرت فى المقابل لها حركة "تجرد"، والحزب الحاكم الذى كان ممنوعا من ممارسة السياسة ظهر فى مقابله "جبهة الإنقاذ الوطنى" التى ظهرت فى مقابلها "جبهة الضمير"!!!
ورغم أن المعارضة القوية ظاهرة صحية فى المجتمعات الديمقراطية، ولكن ما يحدث على أرض الواقع يضعف كثيرا من قوتنا الداخلية؛ لأننا مازلنا مبتدئين فى الديمقراطية، وكما هو معروف إن الهزيمة تبدأ من الداخل بغض النظر عن التهديدات الخارجية، فيجب أن يكون وحدتنا سد فى مواجهة التحديات الخارجية.
ويوجد سد آخر يُبنى بيننا وبين "سيناء" التى صارت الأحوال بها مصدر أهوال، فالجميع يتسائلون:ماذا يحدث فى سيناء؟!! مَنْ يسيطر عليها؟!! وهل سنفاجأ باليوم التى نجد فيه سيناء تحت سيطرة جماعات إرهابية مسلحة؟!! وحتى متى ستظل سيناء خاوية بدون تعمير؟!! ولا يُسمع فيها إلا صوت صفير الرياح، فمَنْ سيملأ هذا الفراغ؟!!
أما عن سدود غياب الأمن والجريمة، فمن جهة انتشرت البلطجة والسرقة والعنف، ومن جهة أخرى يطبق بعض الأهالى القوانين بأنفسهم على من يقع بين أيديهم من المجرمين نتيجة غياب الأمن، ونحن بين الضفتين نشعر بطوفان الانفلات الذى يجب أن نتصدى له مبكرا.
أما الاقتصاد الذى يتم استنزافه يوم بعد يوم، متى سنعوض ما فقدناه ونتخطى مرحلة النزيف إلى التنمية؟!!
فعلينا أن نكون سدود فى مواجهة فيضانات التحديات ولا نترك سدود تغلق شرايينا الرئيسية.