يا ظبية البان
يا ظبية البان
الشريف الرضي
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِه : لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِه : وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَة : بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ
ثُمَّ اِنثَنَينا إِذا ما هَزَّنا طَرَب : عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ
سهم أصاب وراميه بذي سلم : مَن بالعِرَاقِ، لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِه : يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَح : يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
َإنّ كان طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا : بما طوى عنك من أسماء قتلاكِ
أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ : فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ
عندي رسائل شوق لست أذكرها : لولا الرقيب لقد بلغتها فاكِ
سقى منى وليالي الخيف ما شربت : مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ
إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَه : منا ويجتمع المشكو والشاكي
لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا : مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى : مَنْ عَلّمَ العَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ
حتّى دَنَا السّرْبُ، ما أحيَيتِ من كمَد : قتلى هواك ولا فاديت أسراكِ
يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا : ونطفة غمست فيها ثناياكِ
وَحَبّذا وَقفَة ٌ، وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ : عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ
لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي : يوم الغميم لما أفلتِّ أشراكي