صناعة الفضة بالصحراء
الصياغة هي إحدى الحرف التقليدية البارزة في الجنوب، وهي مهنة خاصة بالرجل وتدخل فيها صياغة الذهب والفضة والنحاس والحدادة، إلا أنه تبقى الفضة هي الأكثر إستعمالا خصوصا ماتعلق بصياغة المجوهرات والحلي أما النحاس فيخصص لصناعة بعض الأواني المنزلية كالمقرج والمجمر وغيره.
يصوغ الصائغ الخواتم والدملج والخلخال والحلقات والقلادات، مستعملا لذلك أفرانا ومعدات كلها
تقليدية الصنع، فلا يزيده ذلك إلا دقة واتقانا في الإنتاج، فيكفي أن نعرف هنا أن ما تضعه المرأة من حلي جميلة ودقيقة بدءا من الخاتم ووصولا إلى الخلخال هي كلها حلي مصاغة بعد صهر مادتها الأولية من الفضة فوق الجمر.
و يبقى الخلخال رمز الفنون التقليدية في الجنوب، رمز الجمال، الحلية التي تتزين بها المرأة بين الفينة والأخرى، والخلخال أو الخلخل مفرد الخلاخيل، يوضع في رجل المرأة عند الكعبين كوضع السوار في اليد يقول الشاعر
تجول خلاخيل النساء ولا أرى***لرملة خلخالا يجول ولا قلبا
حنانا لخلخال أغصته سوقها***ورحما لقلب أخرسته زنودها
ويصنع الخلخال من الفضة الخالصة، في قطعتين متماثلتين، قد يزيد وزن مجموعهما عن الكيلوغرام الواحد، ويتفنن الصانع التقليدي في بصم رسومات ونقوشات غاية في الإتقان والجمال، منها ما هو مرتبط بالطبيعة الصحراوية وجماليتها ومنها ما يرمز إلى بعض العادات والتقاليد لدى الإنسان .