رسالة عتاب
أنا سيناء.. أما زلتم تذكروننى؟.. لقد قضيت سنينا تحسبونها قليلة، وأحسبها قروناً، تحت وطأة الذل والهوان فى أيدى عدو جبان لا يعرف حرمة الأرض، وتحملت فراقكم ولكن لم أكن وحدى فكان معى أبطالاً فضلوا البقاء معى هم أهلى ومالكى أرضى، وكنا نعلم أننا عائدون إليكم فكيف لا تعود الأرض وحماتها خير أجناد الأرض؟!..
نعم أتذكر يوم العبور، فقد رأيت وجوه أبنائى وهى تتلهف على لقائى، وتمحى كل شىء أمامها، وتزلزل الأرض تحت أقدام الصهاينة، وأدركت أن ساعة الحسم آتية لا محالة - وها أنا الآن بين أيديكم، ولكن لا أشعر بدفئـكم وحبكم لى، وكأنكم تعودتم على بعدى عنكم، أم إنكم لم تدركوا قيمتى التى يعلمها العالم أجمع!!..
تركتم أبنائى المقيمين على أرضى يعانون البطالة والفقر والجهل والمرض رغم كل ماقاسوه، وقبضهم على الجمر حتى لا أضيع منهم!.. ماذا فعلتم أنتم؟ فلقد اكتفيتم بيوم واحد فى السنة تذكرونى فيه، دون أن تذكروا تاريخى لاولادكم وأحفادكم وكل ما قلتموه لهم «مصر اليوم فى عيد»!! ألا يستحق هؤلاء الأبطال أن يعرف كل مواطن مصرى قصص البطولة والشجاعة التى سطروها على أرضى؟.. أسمع منكم كلاماً كثيراً، ولا أرى فعلاً!!.. لن أسامحكم على ما فعلتموه بى، ولن يسامحكم التاريخ إذا ضعت منكم، لأنى وقتها سأفضل البقاء مع من يعرف قيمتى.. اللهم بلغت اللهم فاشهد!!.
منقول
مع تحياتى
رمضان الحريرى