تحزب المخزني , ومخزنة المتحزب .
يحدث هذا دائما في المغرب , في بلد العجائب والغرائب , أجمل بلد في العالم , بلد المعجزات , موطن أجمل بشر في العالم .
فالسياسة هاهنا لا أخلاق لها , إعبث بها كما تشاء , فهي ليست قرأنا منزلا , ولم يوصي بها الله , هكذا تعلمت الدرس من أستاذي.
لكن العجب كل العجب , حينما نرى الممخزن يتجرد من جلبابه المخزني , والذي يجعلك ترتعش ويهتز كيانك بمجرد النظر إليه , ويقرر ارتداء جلباب التحزب , ويصبح بذالك مواطنا عاديا , وسياسيا متمرسا , يحقق { الإنجازات } الخيالية الباهرة , في زمن قياسي , دون بدل أقصى جهد , ويصبح له أكبرحزب سياسي بدون منازع , ويصبح لديه أكبر عدد من النواب , رغم عدم خوضه انتخابات نيابية , سبحان الله , كل شيء ممكن في أجمل بلد في العالم , بلد المعجزات , موطن أجمل بشر في العالم .
كيف لا أعجب , وقواعد اللعبة معروفة , ومكشوفة , فالطريق ممهد , ومفروش بالورود , والكل يطبل , ويزمر , ويهرول , ولو لطف الله لسحقت جميع الأحزاب سحقا , ولقزمت تقزيما , ولأصبحنا في دولة الحزب الواحد , لقد كان المشروع واضحا وضوح الشمس في نهارها, أجمل حزب في العالم , لأجمل بشر في العالم , في أجمل بلد في العالم , شبيه بالحزب الوطني في ضيعة مبارك سابقا , أو بالحزب الدستوري في ضيعة بنعلي سابقا.
لكن العاصفة هذه المرة كانت قوية ومفاجئة , أكثر مما نتصور , و رادارات العفاريت , لا يمكنها التنبأ بمثل هذه الكوارث , فهي كارثة طبيعية , وليست اصتناعية , ولايمكنهم رصدها , مهما كانت دقة أجهزة الرصد لديهم , فقد أتتهم هذه المرة من حيث لا يحتسبون إنها اختصارا , إرادة الشعوب , فهي لا تقهر , وما ضاع حق إلا وراءه طالب , والنائم إن لم يمت , فلابد له أن يستيقظ .
لكن العجب أيضا , أن أجمل بشر في العالم لا يملون , ولا يحزنون , ولا يخجلون , ففي بلدنا المغرب , عندنا ما يسمى سياسة { أقلب } والكل يؤمن بها , ويعمل بها , فبإمكاننا أن نمخزن المتحزب وننتظر النتائج , فلا تذهبوا بعيدا , فالتشويق قادم , بطبيعة الحال , بقدرة التماسيح , وعظمة الدجال , و بطبيعة الحال تحت مراقبة العفاريت , وكما يقول المثل المغربي :
{ إتزاد أونسميوه مسعود }
شبط الله أيامكم , وكل حلقة وأنتم بخير .