أصحاب الهمزة
رجال من نوع أخر ,لا يملون ولا ييأسون , يجرون المكالمات , يتنقلون بين المقاهي , وبين الأحياء والمدن , منهم الرجال ومنهم النساء , إنهم أصحاب الهمزة , فهمزة واحدة في نظرهم , قد تغير مجرى حياتهم رأسا على عقب , وقد تخرجهم من قعر الفقر إلى قمة الثراء , فلا حديث إلا عن الملايير والهكتارات , والزئبق الأحمر , والياقوت , وأطنان الذهب الخالص , أو المرصع بالألماس , أو الألماس بعينه , أوالدفائن و الكنوز , و منهم من يزعم أن لديه أطنانا من الذهب الخالص , المهرب من ليبا , من طرف بعض العناصر من نظام القدافي .
هل لديك مايثبث ؟ هل لديك إلتزام بالشراء , أو القدرة المالية ؟ إن تعلق الأمر بالأرض , أو هل لديك فقيه من النوع الجيد ؟ إن تعلق الأمر بالكنوز , أو هل لديك مشتري قوي ؟ إن تعلق الأمر بالذهب أو الألماس , أو الزئبق الأحمر , تلك هي الأسئلة التي تطرح كل يوم من لدن هذه الفئة , والأجوبة من طرفهم أيضا كلها إيجابية , فهم من يبيعون , وهم من يشترون , وإن تعلق الأمر ببيع أو شراء أرض , فلا حديث إلا عن الدرهم , وعن كيفية تقسيمه , أعلى قسمين ؟ قسم إلى جهة البائع , والقسم الأخر إلى جهة المشتري ,أم على ثلاثة أقسام ؟ ثلث إلى جهة البائع , وثلث إلى جهة المشتري , والثلث للوسطاء , وقد يتطور الأمر إلى حلبة صراع على الدرهم , ومن له الحق في الإستفادة من عدمها , فالكل يحاول توسيع مجموعته , لتشمل أكبر عدد من الأعضاء المستفدين , رجال باعوا أثاث منازلهم , ومنهم من باع المنزل بعينه , ومنهم من باع سيارته , لكن { الهمزة} لم يكتب لها النجاح بعد , لكن : لا طير , فهمزة واحدة قد تعوض كل ما ضاع أضعاف المرات , فمنهم من قال بأنه على وشك تحقيق حلمه , فالكنز في مكان أمن , لكن يصعب تحديد المدخل إليه بدقة , ولا ينقصه سوى ألة للكشف على المعادن {سكانير} أو فقيه ممتاز , يقوم بعملية { التربيع }.
وقد أتيحت لي الفرصة و سألت العديد منهم هل سبق لك أن استفدت ؟ لكن الجواب دائما يكون سلبيا , منهم من قال بأنه ذات مرة كان على وشك أن يستفيد , لكن تصرفا ما صدر من شخص ما حال دون ذالك , لكنهم يجمعون و يؤكدون على أنهم يعرفون أشخاصا فقراء , استفادوا من هذه { الهموز } وتغيرت حياتهم بشكل جدري , لذالك فهم على قناعة تامة بأنهم سيحققون أحلامهم, وفي انتظار ذالك أقول لهم , حظ سعيد للجميع .