حقيقة الأخوان
(تبــــــريـــرات ومـــبــــررون) لقد أصبت بالدهشة ،وانتابتني الحيرة والرعشة،من أخوة وأصدقاء يتعلقون بقشة، فحب أحزابهم وقياداتها قد نقش في قلوبهم نقشه، ولايمكن أن يتقبلوا الحقيقة حتى يدخل أحدهم نعشه.. فأشفقت عليهم كثيرا، وكنت بسبب فهمهم القاصر ومرائهم الساخر كسيرا وحسيرا.. يرون أخطاء وجرائم قياداتهم تتوالى، ويكتشفون الحقيقة مما لايدع للشك مجالا،ويدركون أن تلك الجرائم قد صارت للشعب وبالا.. لكنك تجدهم مع كل ذلك يبررون ويبربرون،ويدافعون ويغمطون، ويحشدون الأعذار، كحشد الحطب للنار،ويجيشون الأسباب حتى تثار الأعصاب. فإن لم ينفع كل ذلك انتقلوا للشتائم والسباب،وكشروا نحوك الأنياب. واتهموك بالعمالة والجهالة،ونعتوك بالبقايا والحثالة.. سأسرد لكم بعض تبريراتهم ،وأوضح لكم أسلوب تمريراتهم. إن قلت لهم/بأن الحكومة فاسدة ،وأثبت لهم بأن أفعالها كاسدة،فالأوضاع قد تردت، والأسعار قد تدهورت، والبلاد قد تأخرت، وأحلام الثوار قد تلاشت وتبخرت.. فيسرع لإجابتك: بأن الصالح قد حكم ثلاثةوثلاثين عاما ، وهؤلاء لم يحكموا إلا عامين..ويقول لك بكل سذاجة وسخرية دعوهم يحكمون كما حكم ثلاثة وثلاثين عاما وبعدذلك حاسبوهم.. وتجد آخر يتطاول من آخر الصف فيصيح فيك النظام السابق سرق الخزينة ،وقد تولى هؤلاء والبلاد فقيرة حزينة.. أولم يعلموا بأن ندرك أنهم استلموا الخزينة وفيها مايقارب خمسة مليار دولار! وزادوا سعر النفط أضعافا والسولار. وانهالت عليهم المساعدات من مختلف الدول والأقطار.. أفلا يدركون أن الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز قد أصلح الدنيا وأقام العدل في فترة حكم لاتزيد عن عامين وثلاثة شهور. نحن لانريد منهم المستحيل،ولم نخيرهم بتحقيق المعجزات أو الرحيل، ونعلم جيدا بأن الأحلام التي وعدونا بها ماكانت إلا مزايدات وتهويل. نحن نريد منهم إعادة الأسعار ،وإرساء الأمن والإستقرار،كسابق عهده ،،قبل انقضاء العدة. وإن سألتهم /ماسبب استمرار الإغتيالات .لقيادات المؤتمر الشعبي العام، والتركيز على من ساندوا النظام ،والتفجير المتواصل للحرس الجمهوري والدفاع الجوي بانتظام؟ فإذا بهم يسارعون في الجواب، كمن حفظ دفاعا في حال الإستجواب.. فيقولون :من يقوم بإغتيالهم هو النظام السابق،فهل يعقل أن يقتل أنصاره ومن لم يفارق.. وذلك الرد غير مستغرب منهم: فقد اغتالوا الصالح وصفوة الصفوة من أبناء الحكومة في أول جمعة رجب، عندما كانوا في بيت الله وحرمته .خاشعين في صلاتهم وفي ذمته. فإذا بهم يبررون ويبربرون كعادتهم، ويتخرصون ويدعون بأن من قام بذلك العمل الشنيع هو ابنه ،كي يسطو على الحكم. وقاموا بتسخير آخرين من القصاصين والمتأولين كي ينسجو للشعب أساطيرا حول ذلك،في روايات عنوانها إنهيار الممالك.. واستفسرت منهم مؤخرا/ حول مانشرته بعض المواقع والصفحات، عن شركات ومؤسسات، وممالك وامبراطوريات ،لساداتهم الآغاوات، زعماء الثورة والثروات؟ فأجابوني بلا تروي (يرزق من يشاء بغير حساب) سبحان ربنا الوهاب، كيف غاب عنهم مبدأ: من أين لك هذا؟ وما أوجه الخير التي يكفلونها؟ وهل رحموا الشعب يوما وساندوه؟أم أكلوا خيراته وعاندوه؟ أليست ثورتكم ضد الفساد؟،وتسلط الأغنياء على أقوات العباد؟ عندها تأكدت بأننا ماضون للإستعباد،وعلى شعب الحكمة أن يعلن الحداد.