آزمور: انسحاب مجموعة من الاجانب من ندوة حول "استيبانيكو" احتجاجا على استعمال اللغة العربية
محمد مفضل
عرفت مدينة آزمور حدثا غريبا يوم السبت 18 ماي بالمركب الثقافي العروي، حيث نظم لقاء ثقافي حول الرحالة الازموري استيبانيكو الذي كان أول مسلم و عربي من شمال افريقيا تطأ رجله أرض أمريكا في القرن السادس عشر.
و قد عرف اللقاء حضور جمهور متوسط العدد، لكن المثير هو أن نصف الجمهور كان من الاجانب، فرنسيين و إسبان و غيرهم، كما أن مقدمة اللقاء كانت مغربية مرافقة لهذا الوفد و تتكلم لغة فرنسية متميزة. و قدم الباحث أبو القاسم الشبري عرضا أولا باللغة الفرنسية حول الاستعمار البرتغالي لمدينة آزمور و الجديدة، و بعد ذلك جاء دور الاستاذ و الاديب بوشعيب حليفي ليقدم عرضه حول استيبانيكو باللغة العربية. تدخلت مسيرة الندوة و طلبت من الاستاذ حليفي تقديم عرضه باللغة الفرنسية لأن هناك ضيوف أجانب لا يتكلمون اللغة العربية، لكن الاستاذ رفض و طلب من المسيرة ان تترجم إن شاءت تدخله. بدأ المتدخل في قراءة عرضه باللغة العربية، فبدأ الحاضرون من الاجانب بالانسحاب احتجاجا على استعمال اللغة العربية في إلقاء عرض بمركب ثقافي يوجد بمدينة مغربية ، و في دولة لغتها الرسمية هي العربية . انسحب كذلك بعض المغاربة المرافقين لهؤلاء الاجانب بما فيهم مسيرة اللقاء و مرشد سياحي، و كأن هذا اللقاء الثقافي كان مبرمجا ضمن برنامج للتنشيط السياحي بجهة معينة قد تكون فندقا أو شيئا من هذا القبيل.
استمر اللقاء رغم ذلك، رغم أن هذا التصرف أثار استياء باقي الحاضرين و الاساتذة المشاركين في الندوة و ترك في ذاكرة الحاضرين شيئا يذكرنا بأننا مازلنا في بلد لم يتحرر من التبعية لفرنسا و مازال فيه الفرنسيون يتصرفون و كأنهم مازالوا اسيادا. لكن ما خفف أثر هذه الصدمة هو موقف الاستاذ و حفاظه على هدوئه و استمراره في القاء عرضه رغم هذا الانسحاب.
تجذر الاشارة إلى أن تنظيم مهرجان اسوار آزمور الذي بدأت فعالياته يوم الجمعة 17 ماي، رغم بعض الايجابيات المحدودة، عرف عدة اختلالات من بينها سوء تنظيم ندوة استيبانيكو و الحدث المؤسف الذي كان يمكن تفاديه لو أن المسير كان شخصا مسؤولا من الجمعية التي نظم اللقاء بإسمها. كما عرف تنظيم سهرة الفنان الصويري عدة تجاوزات و شطط في استعمال السلطة من طرف بعض رجال السلطة المحلية و تجاوز عدد الجمهور عدد المقاعد المخصصة للمدعوين.