السياسة والفشل
صراحة...يبدو لي أن كثيرا من المسؤولين فاشلون في إدارة وزاراتهم ،وينسحب هذا على الإدارات والمديريات التابعة لها في الولايات والدوائر والبلديات...ولا أدلّ على ذلك من الاستجابة إلى مطالب المواطنين بعد أن يواجهوا فيما بات يُعرف بغضب الشارع, فما إن يقوم المواطنون باعتصام أو حرق إلعجلات في الطرق العمومية، أو أي مظهر آخر من مظاهر الرفض حتى يبادر المسؤول من تلبية مطلبهم،هكذا بكل بساطة. مثل هذه الإجراءات الترقيعية والعشوائية في اتخاذ القرارات المتأخرة ذات آثار سلبية كثيرة,منها أن المسؤول الفاشل عبء على الوطن والمواطن معا، وهو الفاشل، السبب الرئيس في استفزاز المواطن وإخراجه من بيته متظاهرا أو معتصما أو محتجا. إنه يقول بملء فاااه:تظاهروا، اعتصموا، اخرجوا بمسيرات كي ألبي طلباتكم وحوائجكم. إنه يعترف ضمنا بفشله وبأنه لا يستوعب إلا عندما يرى غضب الشارع..حتى بات الكل ينادي..--أيها الفاشلون لا يتناسب حجمكم مع حجم الكرسي الذي تشغلونه--,فإذا اعتصم المواطنون احتجاجا على غلاء مادة السكر والزيت..متل ما حدث الصائفة الماضية,تجد الحلول الفورية، والاستجابة المباشرة تقريبا..إنه غضب الشارع؟على الرغم من أن هذا الأسلوب في الحل ذو آثار خطيرة مستقبلا وآنيا,إنه أسلوب سيربط بين فئتين: الأولى غاضبة محبطة، والأخرى فاشلة أو غبية. وبذلك ستتوالى مظاهر الاحتجاج حتى تصبح نهجا للتعامل بين المسؤول والمواطن؟أضف إلى أن هذه التربية المجتمعية ستفرز لنا نمطا قوامه الصوت العالي والعضلات ولي الأذرع في تحقيق المطالب, لذا أيها المعنيون، إننا مقبلون على شهر رمضان الكريم..فهل وزارة التجارة مثلا ممثلة بإداراتها ومديرياتها استعدت مسبقا حتى لا تقع أزمة غلاء في هذا الشهر ؟ أم ستعودون إلى استفزاز المواطنين ككل صيف او شهر مضى؟ أن يقوم المسؤول بما يملي عليه واجبه ومنصبه وكرسيه وضميره، أفضل بكثير له وللبلد من ليّ ذراعه، إنه نمط تفكير فاشل، فإلتزموا غيره؟
—
