الحزبية والتعصب الممقوت
(تأوهات معلــــم من تحزب متعلــــم)
قاتل الله التحزب ياشبــــــــاب
كيف كنا كيف صرنا كالســــراب
كم صبرنا كم خسرنا كم وكـــم
بدلوا إعمار قومي بالخــــــراب
فــــرقتنا دمــــرتنا زلـــــــزلت
عرش بلقيس وتاريخا مهــــــاب
ليت شعري كيف نلقى ربنــــــــا
ماالذي سنقوله! هل من جواب؟
إن الأحداث والأزمات التي مرت ببلدنا الحبيب وخصوصا في العامين الماضيين أظهرت لنا الكثير من الحقائق وكشفت أنواعا للزيف وأساليبا للإدعاءات والتخرصات.
تجد الجميع يتشدقون بوطنيتهم ويظهرون نزاهتهم ويدافعون عن فاسديهم.
وما أن تحتك بأحدهم أو تجمعك به مصلحة أو تتعارض معه في أمر .عندها تدرك وتتيقن بأن كل ماكان يقوله ماهي إلا شعارات براقة تحملها مضامين جوفاء وتخرصات شوهاء وتخبطات عمياء .
عندها تصاب بخيبة أمل وتصعق من جراء ماحصل..
فذلكم الشخص الذي كان يدعي النبل ويظهر التدين وينادي بمكافحة الفساد ويخطئ غيره ويجرم سواه
قد تهاوى دينه وسقطت وطنيته وبانت حزبيته وظهر تعصبه وآثر مصلحته ..
تجده يجادل بدون حجة ويحلف بلا برهان ويلوك الكذب في فمه كما يلاك اللبان.
لايهمه وطنه ولا شعبه ولا دينه بقدر مايهمه كسب الجولة ودفع التهمة وزيادة التخمة.
وإن حاولت أن تنكر عليه كذبه أوغشه أو سرقته وفساده أقام الدنيا ولم يقعدها وأرسل نحوك اللائمة تلو الأخرى ،ووجه إليك الشتائم العظام والتوبيخ والإذمام وأعلنها حربا شعواء لا لشيء إنما لأن حقيقته التي يحاول مداراتها قد أنكشفت وكوخه المملوء كذبا واحتيالا قد ظهر وبان .
فيحاول أن يستر فضيحته بالأيمان العظام وبالتكذيب والإفتراء ويجعلك أنت الموبخ والمخطئ والملام ،فيقول لك تارة ألم تكن معنا؟
ألم نساعدك في سالف الأيام ؟
وعلام كل هذا الخصام؟
وكأنه بذلك قد تمثل قول فرعون لسيدنا موسى عندما أنكر عليه وأتاه بالحجة والبرهان بقوله تعالى على لسانه(ألم نربك فينا وليدا)فتحلف له بأنك لست له خصيما، وأنك للحق دوما شاهدا وكليما .
وأنه ليس المقصود بعينه إنما أصبح أحد المقصودين منا بفساده وشينه، وأننا لانرضى بكل من يتخذ الدين سلما والفساد مركبا ،لافرق عندنا بين هذا وذينه.
وتحاول أن تذكره بأن المبادئ التي تربيتما عليها والأخلاق التي نشأتما بها ،والتعاليم النبيلة التي استقيتما منها. هو من خانها لا أنت ،وهو من نكص عنها وخالفها بكذبه وغشه وفساده وتدليسه من أجل نيل حطام أو الإستيلاء على كرسي أو الدفاع عن جماعة أو طائفة أوحزب.
أما نحن فلم يمنعنا المعروف لكم من قول الحق عليكم..
مذكرا له بأنه مهما عظمت الغنيمة فالصدق دوما لها ثمنا وقيمة،والغش والتدليس عقباه وخيمه.
فإذا به يجيش عليك من تتلمذوا على يديك فأحطتهم بتعليمك وأحاطهم بتحزيبه ،وربيتهم على الفضائل ورباهم على الحقد والرذائل، غرست فيهم حب الناس فغرس فيهم الحب لحزبه والإخلاص.
فتخرجوا وقد امتلأت قلوبهم حقدا وامتلأت نفوسهم غيضا على كل من خالفهم الرأي الحزبي أو حاول أن ينقد فساد أحد سدنة حزبهم ،أو ينكر عليهم أمرا، أو يفضح لهم سرا.
وأصبح لديهم العمل الحزبي مقدسا كتقديس الصلاة والصيام وربما أكثر،وأصبح عندهم جميع أعضاء الحزب ملائكة لايأتيهم الباطل من بين يديهم ولامن خلفهم..
لقد قام بإرسالهم نحوك كي يوبخوك ويلوموك وينتقدوك ويشتموك وينكروا عليك ويدينوك..ناسين بذلك فضلك عليهم وتعليمك إياهم وأبوتك لهم..
ومما آلمني وحز في نفسي أنهم قد أخذوا بقشور القضية ولم يأخذوا لبها ،ونقدوا إنكارك عليه ولم ينقدوا كذبه وغشه وتدليسه الذي هم متأكدون من صحته كل التأكيد، ويعلمون جيدا بصدق ماذكرته وأني لم أكيد.
عندها لاتملك إلا الصمت والدعاء بهدايتهم وتبصيرهم