مشروعية المظاهرات
الجواب: التظاهر السلمي مشروع بدليل:
1- حدث في عهدِ النبوة المباركة ما يقترب جدًّا من شكلِ المظاهرة المعروفة حاليًا (الاحتجاج السلمي، والتعبير عن السخط العام) ومن ذلك:
مسلم بن عبيد عن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل أنها أتت النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو بين أصحابه فقال: بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك وأعلم نفسي لك الفداء أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأي أن الله بعثك بالحق إلى الرجالِ والنساءِ فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معاشر الرجال فُضلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا ومرابطًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابًا وربينا لكم أولادكم فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ قال: فالتفت النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أنَّ المرأةَ تهتدي إلى مثلِ هذا. فالتفت النبي- صلى الله عليه وسلم- إليها ثم قال لها: "انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي مَن خلفك من النساءِ أن حُسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته وإتباعها موافقته تعدل ذلك كله" قال: فأدبرت المرأةَ وهي تُهلل وتُكبِّر استبشارًا (شعب الإيمان للبيهقي 6/420 حديث 8743).
2- يدعو الشرع الحنيف إلى حشدِ المسلمين في بعضِ المواقف ولأغراضٍ معينة، ومن ذلك مثلاً:
أ- الردع العام بمشاهدة الجاني عند توقيع العقوبة عليه، ومن ذلك الزاني، قال تعالى:
?وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ? (النور: من الآية 2).
ب- إظهار الفرح والسرور، مثل الخروج لصلاة العيد، واستقبال الجيش المسلم عند عودته.
ج- إعلان التأييد والمساندة، مثل توديع النبي- صلى الله عليه وسلم- والناس معه رجالاً ونساء وأطفالاً للجيشِ المسلم عند خروجه للغزو، والدعاء لهم.
د- إظهار القوة وشدة البأس إرهابًا للعدو، مثل حشد النبي- صلى الله عليه وسلم- الجيش المسلم يوم فتح مكة ليراه أبو سفيان بن حرب فيدرك مدى قوة المسلمين ويخبر من خلفه من الكفار فتنهار عزائمهم.
3- التظاهر السلمي تعبيرًا عن الرأي خاصة مع تكميم الأفواه، وتغييب الحقائق، من أجل ذلك أباح الدستور حق التظاهر السلمي.
4- المظاهرات من أمور العادات وليست من العبادات والأصل في العادات الحل والجواز ما لم يرد دليل على الحرمة، فعلى مَن يدعي التحريم أن يأتي بدليلٍ على قوله.
5- المظاهرات وسيلة فتأخذ أحكام الوسائل، والأصل في الوسائل الإباحة، فإن كان المقصود من هذا التظاهر إظهار الحق ونصرته، أو مقاومة الظلم بإنكاره، أو شحذ همم المسلمين فهي مشروعة.
على أنه مما تجدر الإشارة إليه أنَّ حقَّ التظاهر السلمي ينبغي أن يكون منضبطًا بآداب، منها:
- المحافظة على المال العام، والممتلكات الخاصة.
- عدم تعطيل مصالح المسلمين مثل إعاقة حركة المرور.
- عدم ارتكاب محظورات شرعية مثل سب المسلمين من غير حقٍّ أو الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء.
لذا يلزم أن تتجاوب الحكومات بأجهزتها المختلفة مع مشاعرِ الشعب، وتُهيئ لهم الظروف المناسبة للتعبير عن رأيهم في شكلِ مظاهرة إن أرادوا ذلك، مع عدمِ الاصطدام بهم.
وعلى المتظاهرين الالتزام بتعليمات الجهات الإدارية والأمنية مثل تحديد المكان أو الوقت.
كما يجب على المتظاهرين تهيئة الظروف بشكلٍ يمنع الاختلاط المحرم بين النساء والرجال، كأن يُخصصوا مكانًا للنساءِ ونحو ذلك.
1- حدث في عهدِ النبوة المباركة ما يقترب جدًّا من شكلِ المظاهرة المعروفة حاليًا (الاحتجاج السلمي، والتعبير عن السخط العام) ومن ذلك:
مسلم بن عبيد عن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل أنها أتت النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو بين أصحابه فقال: بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك وأعلم نفسي لك الفداء أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأي أن الله بعثك بالحق إلى الرجالِ والنساءِ فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معاشر الرجال فُضلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا ومرابطًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابًا وربينا لكم أولادكم فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ قال: فالتفت النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أنَّ المرأةَ تهتدي إلى مثلِ هذا. فالتفت النبي- صلى الله عليه وسلم- إليها ثم قال لها: "انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي مَن خلفك من النساءِ أن حُسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته وإتباعها موافقته تعدل ذلك كله" قال: فأدبرت المرأةَ وهي تُهلل وتُكبِّر استبشارًا (شعب الإيمان للبيهقي 6/420 حديث 8743).
2- يدعو الشرع الحنيف إلى حشدِ المسلمين في بعضِ المواقف ولأغراضٍ معينة، ومن ذلك مثلاً:
أ- الردع العام بمشاهدة الجاني عند توقيع العقوبة عليه، ومن ذلك الزاني، قال تعالى:
?وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ? (النور: من الآية 2).
ب- إظهار الفرح والسرور، مثل الخروج لصلاة العيد، واستقبال الجيش المسلم عند عودته.
ج- إعلان التأييد والمساندة، مثل توديع النبي- صلى الله عليه وسلم- والناس معه رجالاً ونساء وأطفالاً للجيشِ المسلم عند خروجه للغزو، والدعاء لهم.
د- إظهار القوة وشدة البأس إرهابًا للعدو، مثل حشد النبي- صلى الله عليه وسلم- الجيش المسلم يوم فتح مكة ليراه أبو سفيان بن حرب فيدرك مدى قوة المسلمين ويخبر من خلفه من الكفار فتنهار عزائمهم.
3- التظاهر السلمي تعبيرًا عن الرأي خاصة مع تكميم الأفواه، وتغييب الحقائق، من أجل ذلك أباح الدستور حق التظاهر السلمي.
4- المظاهرات من أمور العادات وليست من العبادات والأصل في العادات الحل والجواز ما لم يرد دليل على الحرمة، فعلى مَن يدعي التحريم أن يأتي بدليلٍ على قوله.
5- المظاهرات وسيلة فتأخذ أحكام الوسائل، والأصل في الوسائل الإباحة، فإن كان المقصود من هذا التظاهر إظهار الحق ونصرته، أو مقاومة الظلم بإنكاره، أو شحذ همم المسلمين فهي مشروعة.
على أنه مما تجدر الإشارة إليه أنَّ حقَّ التظاهر السلمي ينبغي أن يكون منضبطًا بآداب، منها:
- المحافظة على المال العام، والممتلكات الخاصة.
- عدم تعطيل مصالح المسلمين مثل إعاقة حركة المرور.
- عدم ارتكاب محظورات شرعية مثل سب المسلمين من غير حقٍّ أو الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء.
لذا يلزم أن تتجاوب الحكومات بأجهزتها المختلفة مع مشاعرِ الشعب، وتُهيئ لهم الظروف المناسبة للتعبير عن رأيهم في شكلِ مظاهرة إن أرادوا ذلك، مع عدمِ الاصطدام بهم.
وعلى المتظاهرين الالتزام بتعليمات الجهات الإدارية والأمنية مثل تحديد المكان أو الوقت.
كما يجب على المتظاهرين تهيئة الظروف بشكلٍ يمنع الاختلاط المحرم بين النساء والرجال، كأن يُخصصوا مكانًا للنساءِ ونحو ذلك.
