قضية الفصل بين الدين والسياسة
* موضوع الفصل بين الدين والسياسة يشغل جانبًا كبيرًا من الحوار في بعض الأوساط، فما توجيهاتكم في هذا الأمر؟
** يقول الحق سبحانه: ?ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? (الجاثية: 18) هذه الشريعة التي جعل الله رسوله- صلى الله عليه وسلم- قيِّمًا عليها ومبلِّغًا لها، أمره الله أمرًا جازمًا صريحًا في هذه الآية أن يتبعها وأن يسير عليها، ولا ينحرف عنها ولو في جزئية صغيرة، ?فَاتَّبِعْهَا? أمرٌ بالالتزام ?وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? وهذا نهيٌ صريحٌ، وتسميةٌ أوضح في أن ما عدا شريعة الإسلام أهواءٌ صادرةٌ من قوم لا يعلمون، والناس كثيرًا ما يسيرون وراء أهوائهم، ويضعون من القوانين ما يحقق أغراضهم، بل قد يضعون من التشريعات ما يحميهم فقط ويحمي مصالحهم، وهنا يكلهم الله إلى أنفسهم يتقاتلون ويفسدون في الأرض، وهم من أجل ذلك يحاربون كل إصلاح شامل، ويقفون في وجه الدعاة والمصلحين؛ لأنهم يتصورونهم أعداءً لهم، ولو فكروا قليلاً لهداهم الله إلى أن المصلحين لا يريدون إلا الخير والنجاة بهم من خزي الدنيا وذل الآخرة.
لهذا يقف البعض من المسلمين للأسف ضد نظام الإسلام في الحياة، يقفون أمام كتاب الله، يعطلونه ويحكمون عليه بأن يظل آثارًا في ذمة التاريخ، أو يضعونه في المتحف وتثور أعصابهم حين يسمعون صوتًا ينادي بتحكيم شريعة الله، وبأن الإسلام هو الحلُّ، ويهزُّون أكتافهم عجبًا، ويقولون ما للدين والاقتصاد؟! ما للدين والسياسة؟! ما للدين والحياة؟! وهي كلماتٌ تتردد من أيام الاستعمار، ومِن الذين أرادوا أن يرتعوا في حياتهم بعيدًا عن رقابة الدين، فحاولوا أن يجعلوا البعض من العلماء ينزوي في المساجد، ويكتفي بالحديث عن الصلاة والحج والصيام فقط، وحَرَّموا عليهم أن يتناولوا الحياةَ ونظامَها وأن يبيِّنوا من الكتاب والسنة ما يتصل بالحكم والعدل والإمامة.
ومن هنا جاءت الفكرة الخاطئة التي تسأل عنها وهي "أن الدين شيء والسياسة شيء والدولة شيء آخر".. هل يتحمَّل الدعاء الصادقون وزْرَ هذه الأهواء؟! كلا.. لقد كان سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- رسولاً وقائدًا للجيش، وإمامًا في المسجد، وقاضيًا بين المسلمين في كل أمورهم، وداعيًا إلى الله، ومناديًا للملوك والرؤساء من حول الجزيرة العربية أن يعتنقوا الإسلام إن أرادوا السلامة، وعلى هذا سار الخلفاء الراشدون.
إن القرآن الكريم يتحدث عن الحرب والسلم، وعن العلاقات الدولية، وينظِّم أمور المال والحكم، وكل هذه الأشياء هي التي يطلق عليها اليوم أمورٌ سياسية، فإياك أن تُخدَع بأقوال هؤلاء الذين نتمنَّى لهم من أعماق القلوب الهدايةَ والتوبةَ إلى الله قبل يوم التلاقي، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
** يقول الحق سبحانه: ?ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? (الجاثية: 18) هذه الشريعة التي جعل الله رسوله- صلى الله عليه وسلم- قيِّمًا عليها ومبلِّغًا لها، أمره الله أمرًا جازمًا صريحًا في هذه الآية أن يتبعها وأن يسير عليها، ولا ينحرف عنها ولو في جزئية صغيرة، ?فَاتَّبِعْهَا? أمرٌ بالالتزام ?وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? وهذا نهيٌ صريحٌ، وتسميةٌ أوضح في أن ما عدا شريعة الإسلام أهواءٌ صادرةٌ من قوم لا يعلمون، والناس كثيرًا ما يسيرون وراء أهوائهم، ويضعون من القوانين ما يحقق أغراضهم، بل قد يضعون من التشريعات ما يحميهم فقط ويحمي مصالحهم، وهنا يكلهم الله إلى أنفسهم يتقاتلون ويفسدون في الأرض، وهم من أجل ذلك يحاربون كل إصلاح شامل، ويقفون في وجه الدعاة والمصلحين؛ لأنهم يتصورونهم أعداءً لهم، ولو فكروا قليلاً لهداهم الله إلى أن المصلحين لا يريدون إلا الخير والنجاة بهم من خزي الدنيا وذل الآخرة.
لهذا يقف البعض من المسلمين للأسف ضد نظام الإسلام في الحياة، يقفون أمام كتاب الله، يعطلونه ويحكمون عليه بأن يظل آثارًا في ذمة التاريخ، أو يضعونه في المتحف وتثور أعصابهم حين يسمعون صوتًا ينادي بتحكيم شريعة الله، وبأن الإسلام هو الحلُّ، ويهزُّون أكتافهم عجبًا، ويقولون ما للدين والاقتصاد؟! ما للدين والسياسة؟! ما للدين والحياة؟! وهي كلماتٌ تتردد من أيام الاستعمار، ومِن الذين أرادوا أن يرتعوا في حياتهم بعيدًا عن رقابة الدين، فحاولوا أن يجعلوا البعض من العلماء ينزوي في المساجد، ويكتفي بالحديث عن الصلاة والحج والصيام فقط، وحَرَّموا عليهم أن يتناولوا الحياةَ ونظامَها وأن يبيِّنوا من الكتاب والسنة ما يتصل بالحكم والعدل والإمامة.
ومن هنا جاءت الفكرة الخاطئة التي تسأل عنها وهي "أن الدين شيء والسياسة شيء والدولة شيء آخر".. هل يتحمَّل الدعاء الصادقون وزْرَ هذه الأهواء؟! كلا.. لقد كان سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- رسولاً وقائدًا للجيش، وإمامًا في المسجد، وقاضيًا بين المسلمين في كل أمورهم، وداعيًا إلى الله، ومناديًا للملوك والرؤساء من حول الجزيرة العربية أن يعتنقوا الإسلام إن أرادوا السلامة، وعلى هذا سار الخلفاء الراشدون.
إن القرآن الكريم يتحدث عن الحرب والسلم، وعن العلاقات الدولية، وينظِّم أمور المال والحكم، وكل هذه الأشياء هي التي يطلق عليها اليوم أمورٌ سياسية، فإياك أن تُخدَع بأقوال هؤلاء الذين نتمنَّى لهم من أعماق القلوب الهدايةَ والتوبةَ إلى الله قبل يوم التلاقي، وحسبنا الله ونعم الوكيل.