دمنات / ايت تمليل : مستوصف "أيت عتيق" ورقة يعبث بها المسئولين... فمادا بعد؟؟
مستوصف يتواجد مقره بقبيلة مكداز التابعة إداريا لجماعة ايت تمليل إقليم ازيلال ، مستوصف كان مصدر علاج وصحة نسبيا لسكان مجموعة مناطق ايت عتيق :دوار مكداز، تزناخت،امزيلن،تفتشت،ايت علي نيطو، ايت حمزة، فاخور".وتتجه إليه بعض الدواوير المجاورة للمنطقة وتستنجد به بين الفينة والأخرى ،ويقوم كذلك المشتغلين فيه بالزيارات لبعض المناطق لعلاج بعض الحالات المستعصية في مرضها.
مستوصف قامت جمعية فرنسية في تناسق مع سكان قبيلة مكداز بإنشائه واستحداثه في سنة 2006 ،وقد ساهمت في تجهيزه بمعدات،ولوازم طبية علاجية وخصصت مختصين أجانب يشتغلون فيه كل سنة ،رغم كوننا نجهل الأهداف من دلك ،ولكن مع دلك ورغم كل هذا، فالجمعية على الأقل قدمت مساعدات لم تستطع دولتنا إن تقدمها كحقوق لنا وليس كمساعدات ،وقد اجتهدت الجمعية في عملها وأخلصت فيه وعالجت الكثير من المرضى بادن الله .وقد كان المستوصف في خدمة سكان المنطقة بإخلاص وبتفاني في العمل واحترام الوقت ،وساعدهم في ضمان مصاريف العلاج دون عناء،والمهم في كل هدا أن المستوصف يعتبر مصدر راحة صحية في إطار التغطية الصحية التي كانت منعدمة في المنطقة داخل دولة مهرجانات موازين والأفلام الدولية والمساعدات العالمية .
ولكن مادا بعد؟ هدا هو السؤال الذي يطرح ولا زال مطروحا إلى يومنا هدا في أدهان وعقول سكان المنطقة.
مستوصف أصبح شبه منعدم ،يتذكر المارون بالقرب منه ما قدمه من علاجات ومن مساعدات لهم ولغيرهم ،يجهلون سبب وأسباب إغلاقه مند ما يناهز 10 اشهر ،ولكن من خلال ما يتبين لنا من الواقع هو أن المسئولين على هدا المجال يريدون أن تكون المنطقة مجمع أمراض وأوبئة ومقبرة أموات ،وخير دليل :هو مستشفى شيد سنة 1981 ينتظر الافتتاح بمنطقة ايت علا ايت مكون باقليم دمنات
سكان المنطقة الواقعة بجبال الأطلس يضطرون الى التنقل عشرات الكيلمترات للوصول الى اقرب نقطة استشفائية عبر مسالك وعرة في حين المستشفى الذي شيد بمنطقتهم منذ 1981 والذي لا زلنا نتذكر الفرح الذي ملأ قلوب سكان المنطقة من خلال الترحاب الذي تقدموا به " للعامل " الذي شيده ،ولكن ما غاب حتى غاب معه المستوصف وكل ما بداخله من أجهزة ولوازم طبية ،فأصبح إلى يومنا هدا بيوت ومراحيض للكلاب .ومعه تلاشي الفرح الذي كان يملأ قلوب السكان.
ولكن مادا بعد ؟؟
كيف يعقل أن نقتل أناس همشوا اشد تهميش ،ما دامت بعض الجهات تحاول إعادتهم إلى الحياة وايقاضهم من غيبوبة الأمراض والأوبئة التي انتشرت في أحسادهم ؟ وكيف يعقل أن نسيطر على كل شيء ونحاول أن نبرر ذلك بسياسة تزيد في سيطرتنا على كل شيء؟ وكيف يعقل أن يتحمل المواطن والإنسان الجبلي خصوصا هدا الثقل ،ونطبق عليه المقولة الشعبية : "زيد على حمار الشلح منايض ـ منايض "
ولكن مادا بعد ؟؟
بعد أن حاول سكان المنطقة وبالضبط سكان قبيلة مكداز اكتشاف أسباب إغلاق المستوصف ،ودلك بطرح العديد من الأسئلة في أدهانهم بالدرجة الأولى وعلى المسئولين على تدبير أو تخريب الشؤون العامة بالمنطقة وبالأقاليم،ولكن مع دلك لم يفلحوا في الحصول على أجوبة مقنعة .وكما هو الحال الذي أصبح من المحال في سياسة " فرق تسد " التي تمارسها بعض الجهات في المنطقة /من خلال دعم العصبية والقبلية والعنصرية بين قبائل المنطقة ، قامت بنشر إشاعة سريعة الانتشار في المنطقة وهي أن احدى القبائل اعترضت على تواجد المستوصف بقبيلة مكداز ،وطلبت بإنشاء مستوصف فيها أو إغلاق المتواجد في مكداز ، و رغم كون المستوصف لا علاقة له بالدولة اللهم إلى في إطار الوثائق القانونية واحترام قانون منظومة الصحة بالمغرب ،أما غير دلك من لوازم التطبيب والعلاج ومن موظفي الصحة فهو من مساعدات الجمعية الفرنسية، ومع دلك صدقت بعض العقليات هده الإشاعة التي تدعم كما قلنا سياسة فرق تسد ، نظرا لكون دولة القرن الواحد والعشرون كرست الجهل المستشري في المنطقة وفي الكثير من المناطق الجبلية والحضرية .
فمادا بعد؟؟
بعد أن اكتشف سكان المنطقة أن المستوصف أصبح يبتعد عنهم وأصبح مجرد حلم ،يعاش على ضفاف انهار وفي دروب القرى بين النسيان والذوبان والعدم،وبعد أن اكتشفوا أن الجمعية لم ترفع يدها عنه ولم تتخلى عنه قط وأنها حاولت إصلاح مكمن الخلل رغم كونها لا تعرف أين يكمن وأسبابه ،/ واكتشفوا أن أصحاب " الكروش الواسعة" و " الجيوب الممزقة" هم الدين يحاولون استغلال الأمور لصالحهم كما العادة .اتخذوا خطوات اتحادية لدرك الأمور قبل فوات الأوان ،بطريقة إنسانية عقلانية ،حيت قاموا بجمع بطائقهم الوطنية وبصمات أيديهم واتجهوا بها للقيادة والجماعة قبل مندوبية الصحة التي بات مقرها شبه منعدم في الجهة، ومن خلال هده المسيرة النضالية الإنسانية والواعية ،حصل السكان على وعود بإصلاح الأمور أية وعود؟ وأية علاقة ؟ إنها الوعود الكاذبة التي لها علاقة بالكذب الأبيض الذي يمارسه علينا ويتخذه المسئولين كعادتهم مند زمن بعيد كسلاح لأفعالهم ،وحصلوا كذلك على ما نسميه بحلول ترقيعية لا أساس لواقعيتها في الواقع لأنها لا تتحقق في أرضية الواقع وستصبح مجرد حلم يكبح جماح تفكير أدهاننا بين اليوم والغد ،وقد يتحقق وحتى وإن تحقق فمن المحال أن يكون كما كان أو أفضل مما كان. قدموا للسكان مبررات الإغلاق التي لا أساس لها من الإعراب ومن الواقعية ككون المشتغلين في المستشفي غير مسلمين، وأنهم ليست لديهم كفاءات في المجال. و إدا كان الأمر كذلك فلما لم يأتو الينا بكفاءات مغربية وبمستوصفات مغربية وبمسلمين دون الاعتماد على الجمعية الفرنسية وعلى اصحاب الاهداف المخفية ان كان هدا مبررهم او مبرر غيرهم ممن سيرد على هدا الكلام أم أن العادة الادمانية على الكذب التي أصبحت تسيطر على عقول المسئولين لتبرير بعض الأمور التي يحاولون استغلالها لصالحهم الخاص .
فمادا بعد ؟؟
لا يسعنا سوى قول " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،حسبنا الله ونعم الوكيل " نطلب من المسئولين في الجهة القيام بواجباتهم كما يحصلون على رواتهم ويحرصون عليها وعلى الحصول عليها ، قبل أن ينقلب الميزان وتنقلب عليهم الأمور رأسا على عقب /نظرا لكون المواطن لم يعد يكترث لأمره ولا لغيره وإنما أصبح يضع الحدود لكل شيء والطريق لكل شيء من اجل الخروج من سجن تسكنه الخرفان وتحرسه الذئاب الماكرة عند أهل الاستغلال اليميني ،وأهل الاستبداد اليساري فأصبح الحق بينهم غريب.
فمادا بعد؟؟
مستوصف ايت عتيق يلفظ أنفاسه الأخيرة ،بعد أن كان مصدر العلاج وسبب من أسباب الشفاء ،لكل من اشتد عليه وحع المرض .وبعد أن كان رمز الأمل وبلسم الشفاء، ولغة العلاج بالمنطقة، أصبح ذاكرة تعيش وتحيا بين النسيان والتذكر، وبين الحياة والموت، وبين الحاضر والماضي.ولكن على كل واحد منا أن يتحمل المسئولية ،وعلى كل مسئول أن يحاسب على تصرفاته وحركاته في الأمد القريب لان المواطن لم يعد يتحمل أن يبقى في سجن أصحاب المكر والخداع والاستغلال ،وأصحاب اللامسئولية في إطار المسئولية أو ما نسميه بمسئولية اللامسئولية ...؟ وكدلك نطلب من الجميع ربط المحاسبة بالمسئولية لان الاعتباطية ما عادت تنفعنا في هده الارض التي يكتسحها الفساد الاداري والتدبيري في كافة المجالات...وكل ما نود الإجابة عنه هو السؤال المطروح اهده هي الديمقراطية؟ اين هي الحقوق الواجبة التي تعتبر مبدأ المواطنة؟ ام ان المواطنة تحولت الى الفردانية مع اصحاب الضمير الميت؟ سكان ومعاناة بلا حدود كيف يمكننا ان نتجاوز التقدم المظهري الى التقدم الباطني؟
فالتقدم لا يكمن في المهرجانات والمساعدات العالمية والافلام الدولية وقناة دوزيم والرقص والشطيح و الرديح وانما يكمن بالدرجة الاولى في اصلاح البنيات التحتية والفوقية .
محمد المكدازي