ولد الاديب والفقيه سيدي الطاهر الإفراني (1) في إفران الأطلس الصغير ببلاد سوس بعد أن حفظ القرآن الكريم التحق بالمدرسة الإلغية، فدرس النحو و الفقه و التفسير و الحذيث، فضلا عن الأدب الذي اشتهرت المدرسة به، كما درس بحلقات العلم بالمساجد، ثم انتقل إلى فاس حيث أخذ من كبار علماء القرويين في عصره.
إشتغل مدرسا بالمدارس العتيقة، ثم عمل قاضيا بموطنه.
له منظومات فقهية و صوفية تتضمن فتاوى، و حكما و عبادات. شعره تقليدي، ينهل من التراث الشعري و يسير على هديه بناءا و محتوى و أسلوبا، حتى المقدمة الطللية يحرص عليها مع الإجتهاد في حسن التخلص، و لا يختلف اهتمامه بموضوعات القصائد عن تشكيلها، شأنه في التوسل، و في المناسبات (الدينية خاصة) و في مدح أشياخه و مخاطبة إخوانه، كما أنه قد يقرض كتابا لصديق، و ربما قرض كتابا تراثيا أيضا، مما يكشف عن وجهته في مجال الأساليب، و مصادره في تثقيف فنه و تهذيب لغته، أما لغة قصائده فإنها جزلة فخمة، أو لينة عذبة، حسب دواعي الغرض، على أنها في كل الأحوال صحيحة مستقيمة
ومن روائع شعره:
لذ بالنبي هُديتَ فهو المهرٍِبُ **** إن رُمت أمراً عز منه المطلب
و أحطط رحالَ القصد منك ببابه **** فجنابُ خير الخلق أحمدُ أرحب
و أبسُط يمينَك بالخضوع تذلّلاً **** و لتسألنْ مِن جودهِ ما تطلب
و اضرعْ و قل يا رحمةَ الله التي **** يرجو اليسارَ بها المُقلُّ المجدب
يا فاتح الإغلاق من جوُده **** إن شحَّ صوْبُ المُزنْ روْضٌ مُخصِب
يامن إذا ما أجدبت أرض المنى **** فنواله الغيثُ الغزير الصَّيِّب
يا من يجيب السَّائلين و عمرَه **** ما قال لا في كل سُؤْل يوهب
هذا فقيرٌ سائلٌ مُتوسّل **** عافٍ أناخ عليه أمرٌ مُكرِب
نفّسْ بجُودك ما بهِ يا خير من **** بجناب سُؤدده يلوذ المذنَب
و انظر لحاجته بعين عنايةٍ **** تُهدي له الفرجَ القريب و تكسب
و اعطفْ عليه بجاه آل طُهِّروا **** بنصوص ما بين الدفاتر يكتب
و بحقِّ أزواج شرفنَ بأنْ غدا **** بيتُ البناء بهنَّ و هْو مُطَنَّب
بخديجةٍ خيرِ النساء و من لها **** من الصِّدق و التَّصديق ما لا يُحسب
و ببَضعةِ الصديق عائشة التي **** بالحبِّ منك لها الطرازُ المُذهب
و ببنت زمعةً سَوْدةٍ و بحفصةٍ **** بنت الذي منه الموسوسُ يهرب
و ببنت جحشٍ زينبٍ من بعدها **** أمُّ المساكن و الأرامل زينب
و بهندَ بنت أبي أميَّة من لها **** و اللهِ يومَ الروع رأيٌ أصوب
و صفيَّةَ الصافي لها إذا زاحمت **** بالجدِّ في حبِّ النبي المشرب
و كذا جويريَة و رملةَ من غدت **** من عند أصحمةٍ تُزفّ و تجلب
و ببنت حارث الهلاليْ من غدت **** ميمونةً و اليُمْن دأبُه يُطلب
و بفَرعك الزَّاكي المقدّس قاسمٍ **** وبطاهرٍ و كذاك يَتبع طيِّب
و كذا بزينَبَ من قد تزوَّجها أبو الـ **** ـعاصِ الذي في وعْده لا يكذب
و رقيَّةٍ و بأم كلثوم اللَتيْـــــــــــــــــ **** ـنِ حَواهما عثمانُ و هُو مُحبَّب
و بفاطم تفاحة الفردوس مَن **** في فضلها قصُرَ اللّسان المطنِب
خيرِ النساء على الحقيقة من غدت **** يومَ القيام لها الشَّفاعةُ تُوجب
زوجِ ابن عمّك سيف نصرك خير من **** يومَ الملاحم بالمثَقَّفِ يلعب
احالة مرجعية:
1- مجلة "المغربية" - العدد 130 . يناير 2012 . ص 42
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.