الرؤساء يخطئون والعمال يدفعون الثمن
عمال مصر.. وقود الثورات منذ ثورة 1919.. أصحاب الياقات الزرقاء خلف زعيم الأمة سعد زغلول.. وحتى ثورة يناير 2011 الذين ساندوها بآخر قطرة من دمائهم التي سفكت على أيادي عهود الظلام.
منذ 92 عامًا هتفوا سعد سعد يحيا سعد وبالأمس ردد أحفادهم ثورة ثورة حتى الموت, وعلى الرغم مما حققوه من مكاسب ضد نظام المخلوع إلا أنهم واصلوا دفع فاتورة الاستنزاف التي ستأتي على ما تبقى في عرقهم من دماء.
عاش العمال عصورهم الذهبية عقودًا طويلة عرفوا فيها معنى الحقوق والكرامة حتي العقدين الآخريين ذاقوا الأمرين ما بين تسريح العمال والخصخصة وبيع الشركات والفصل التعسفي وسيطرة رجال مبارك ومحاسيبه على مقدارتهم المعيشيى بأبخس الأسعار.
وجاءت الثورة التي وجدوا فيها الخلاص لتأتي عليهم وبالًا, واكتشفوا أن القشة التي تمسكوا بها في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. هي القشة التي قسمت ظهورهم.. فلم يكن "مرسي" وأهله وعشيرته بأحسن حلًا من مبارك وحاشيته.. فساءت أمور البلاد والعباد وأحكمت الدنيا حلقاتها عن رقاب العمال محدودي الدخل فتوقفت المصانع وعم الفساد والخراب بالبلاد من أقصاها لأدناها وباتت المعانات التي كانوا يشكونها أيام مبارك "حلم" يتمنون العودة إليه.
عمال مصر استجاروا من الرمضاء بالنار، ودفعوا الثمن غاليًا وبدلا من أن نهنئهم في عيدهم وبدلا من أن ينتظرهم وأولادهم المنحة.. فإنهم يبكون حظهم العاثر ففي عهد مبارك فاضت دموعهم إنهارا وفي عهد مرسي بكوا دماء بدلًا من الدموع وانقلب الاحتفال إلى مآتم، ولا عزاء لعمال مصر.