حكم العمل في شركة تُرتكب فيها المنكرات
السلام عليكم، أنا شاب عمري 24 سنةً، خريج كلية التجارة عام 2005م، أعمل في شركةٍ تعمل في مجالِ الكمبيوتر، وأفرادُ هذه الشركة يُمارسون أفعالاً خارجةً عن الشرعِ وبالتحديدِ شرب الحشيش.
والسؤال: هل العمل في هذه الشركة حرام؟ وللعلم ليس لي عملٌ آخر وأنا أبحثُ عن عملٍ آخر بنفسِ الراتبِ في نفسِ المجال.. نرجو الإفادة.
أفراد شركة الكمبيوتر التي تعمل بها يمارسون أفعالاً خارجةً عن الشرعِ وبالتحديد الحشيش، وتسأل: هل العمل في هذه الشركة حرام.. عملك ليس حرام هذا هو الأصل، ولكن ماذا يجب عليك أن تفعله تجاه هؤلاء؟
بوَّب الإمام البخاري في صحيحِه باب قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولائمةِ المسلمين وعامتهم" (وقوله تعالى) ?إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ?.
روى من حديث جرير بن عبدالله قال: "بايعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على إقامِ الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ والنصح لكل مسلم" (1|166 رقم 57).
قال الحافظ في الفتح (1/167)، وهذا الحديث من الأحاديث التي قيل فيها إنها أحد أرباع الدين، وقال النووي: بل وحده محصل لغرضِ الدين كله؛ لأنه منحصرٌ في الأمور التي ذكرها، فالنصيحة لله، ووصفه بما هو أهل والخضوع له ظاهرًا وباطنًا والرغبة في محبته بفعل طاعته والرهبة من سخطه بتركِ معصيته والجهاد في رد العاصين إليه".
والنصيحة لكتابِ الله تعالى: تعلمه وتعليمه وإقامة حروفه في التلاوةِ وتحريرها في الكتابة وتفهم معانيه.. والنصيحة لرسوله: تعظيمه ونصره حيًّا وميتًا وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها والاقتداء به في أقواله وأفعاله ومحبته ومحبة أتباعه، والنصيحة لأئمة المسلمين: إعانتهم على ما حملوا القيام به وتنبيههم عند الغفلةِ، وسد خلتهم عند الهفوةِ، وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلمِ بالتي هي أحسن.. والنصيحة لعامة المسلمين: الشفقة عليهم والسعي فيما يعود نفعه عليهم.. (انتهى بتصرف).
وقد رُوي من طريق زياد بن علاقة قال: "سمعتُ جريرًا بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة، قام فحمد الله وأثنى عليه وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريكَ له والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير، فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو ثم قال: أما بعد فاني أتيتُ النبي- صلى الله عليه وسلم- قلت: أبايعك على الإسلامِ فشرط عليَّ (والنصح لكل مسلم)، فبايعته على هذا، وربِّ هذا المسجد إني أنصح لكم، ثم استغفر ونزل.
فعليك أخي الكريم:
- أن تتمسك بعملك ولا تتركه لهذا السبب، واحذر أن تُشاركهم أو ترضى عمَّا يفعلون أو يستميلونك نحو ما يفعلون.
- أن تبادرَ بنصحهم لأنه كما رأيت النصح لهم واجبٌ عليك.
?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)? (المائدة).
ولكن عليك أن تتخير الوقت المناسب والمكان المناسب لإسداء النصيحة لهم.
- أيضًا يجب أن تكون حكيمًا رفيقًا مشفقًا عليهم لحالهم هذا بحيث تأتي نصيحتك لهم بلينٍ ورفقٍ وهدوءٍ وحوارٍ معهم أو مع بعضهم، بحيث تستميل الأقرب منهم إليك لتبدأ به النصيحة فإذا تقبَّل- وندعو الله أن يُرقق قلبه ويتقبل نصيحتك- النصيحةَ فيمكنك أن تكرر تلك النصيحة مع الآخرين، وأرجو ألا تأتي النصيحة منفرةً لهم فتذكر قوله تعالى لرسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم-: ?وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ? (آل عمران: من الآية 159).
- أن تصبرَ على نصحهم، ولا تيأس "لأن يهديَ الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمرِ النعم".
تقييم:
0
0
والسؤال: هل العمل في هذه الشركة حرام؟ وللعلم ليس لي عملٌ آخر وأنا أبحثُ عن عملٍ آخر بنفسِ الراتبِ في نفسِ المجال.. نرجو الإفادة.
أفراد شركة الكمبيوتر التي تعمل بها يمارسون أفعالاً خارجةً عن الشرعِ وبالتحديد الحشيش، وتسأل: هل العمل في هذه الشركة حرام.. عملك ليس حرام هذا هو الأصل، ولكن ماذا يجب عليك أن تفعله تجاه هؤلاء؟
بوَّب الإمام البخاري في صحيحِه باب قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولائمةِ المسلمين وعامتهم" (وقوله تعالى) ?إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ?.
روى من حديث جرير بن عبدالله قال: "بايعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على إقامِ الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ والنصح لكل مسلم" (1|166 رقم 57).
قال الحافظ في الفتح (1/167)، وهذا الحديث من الأحاديث التي قيل فيها إنها أحد أرباع الدين، وقال النووي: بل وحده محصل لغرضِ الدين كله؛ لأنه منحصرٌ في الأمور التي ذكرها، فالنصيحة لله، ووصفه بما هو أهل والخضوع له ظاهرًا وباطنًا والرغبة في محبته بفعل طاعته والرهبة من سخطه بتركِ معصيته والجهاد في رد العاصين إليه".
والنصيحة لكتابِ الله تعالى: تعلمه وتعليمه وإقامة حروفه في التلاوةِ وتحريرها في الكتابة وتفهم معانيه.. والنصيحة لرسوله: تعظيمه ونصره حيًّا وميتًا وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها والاقتداء به في أقواله وأفعاله ومحبته ومحبة أتباعه، والنصيحة لأئمة المسلمين: إعانتهم على ما حملوا القيام به وتنبيههم عند الغفلةِ، وسد خلتهم عند الهفوةِ، وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلمِ بالتي هي أحسن.. والنصيحة لعامة المسلمين: الشفقة عليهم والسعي فيما يعود نفعه عليهم.. (انتهى بتصرف).
وقد رُوي من طريق زياد بن علاقة قال: "سمعتُ جريرًا بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة، قام فحمد الله وأثنى عليه وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريكَ له والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير، فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو ثم قال: أما بعد فاني أتيتُ النبي- صلى الله عليه وسلم- قلت: أبايعك على الإسلامِ فشرط عليَّ (والنصح لكل مسلم)، فبايعته على هذا، وربِّ هذا المسجد إني أنصح لكم، ثم استغفر ونزل.
فعليك أخي الكريم:
- أن تتمسك بعملك ولا تتركه لهذا السبب، واحذر أن تُشاركهم أو ترضى عمَّا يفعلون أو يستميلونك نحو ما يفعلون.
- أن تبادرَ بنصحهم لأنه كما رأيت النصح لهم واجبٌ عليك.
?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)? (المائدة).
ولكن عليك أن تتخير الوقت المناسب والمكان المناسب لإسداء النصيحة لهم.
- أيضًا يجب أن تكون حكيمًا رفيقًا مشفقًا عليهم لحالهم هذا بحيث تأتي نصيحتك لهم بلينٍ ورفقٍ وهدوءٍ وحوارٍ معهم أو مع بعضهم، بحيث تستميل الأقرب منهم إليك لتبدأ به النصيحة فإذا تقبَّل- وندعو الله أن يُرقق قلبه ويتقبل نصيحتك- النصيحةَ فيمكنك أن تكرر تلك النصيحة مع الآخرين، وأرجو ألا تأتي النصيحة منفرةً لهم فتذكر قوله تعالى لرسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم-: ?وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ? (آل عمران: من الآية 159).
- أن تصبرَ على نصحهم، ولا تيأس "لأن يهديَ الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمرِ النعم".
تقييم:
0
0