فابريقة إسطوانات ميشان
فابريقة إسطوانات ميشيان
بقلم الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف العدد 12 ديسمبر 1999
..........
قام المؤلفون والعازفون الأرمن بدور مهم في تدعيم الموسيقي الشرقية العربية ، وقد وصل بعضهم إلي مراكز مرموقة في مصر ( للمزيد هايج آفاكيان ، " الأرمن في الموسيقي والغناء العربيين علي أساس المواد المطبوعة" ، الملحق الشهري العربي لجريدة آريف ، عدد 16أبريل 1999 ، ص،16) .
وجدير بالذكر أن الأرمن لم يسهموا فقط في تدعيم الموسيقي العربية فنيا ، ولكنهم أسهموا أيضا تقنيا خاصة الخواجة سيتراك ميشيان صاحب " فابريقة إسطوانات ميشيان " بشارع عبد العزيز الشهير بوسط القاهرة ، وقد نزح سيتراك إلي مصر في عام 1896 أثر مذبحة السلطان عبد الحميد الثاني ( 1876 1909 ) ضد الأرمن في الآستانة وضواحيها .
قام ميشيان بتسجيل طائفة من إسطوانات الموسيقي والغناء العربيين لمشاهير الغناء في أوائل قرننا الحالي، نذكر منهم علي سبيل المثال : زكي مراد ، إبراهيم شفيق ، أحمد المحلاوي،إسماعيل الدسوقي ، تودد ، سليمان أبو داوود، سيد مصطفي .
بيد أن أشهر وأهم الفنانين الذين سجل لهم ميشيان إسطوانات وحفظ تراثهم في الذاكرة الفنية المصرية هو الفنان خالد الذكر، ابن الإسكندرية سيد درويش ( 1893- 1923) ورغم وجود شركات إسطوانات كبيرة ومرموقة علي الساحة الفنية مثل بيضافون، إلا أن الشيخ سيد درويش آثر التعامل مع ميشيان الذي احتكر تقريبا تسجيل معظم ماجادت به قريحة شيخنا الفنان وشنف به آذاننا وأحاسيسنا.
وقد ظهرت شخصية " الخواجة ميشيان " في الفيلم السينمائي الذي تناول حياة فنان الشعب خالد الذكر وجسدها الممثل أنطوان تويما المشهور بأداء دور الخواجة في السينما المصرية ، وخلال الفيلم نشاهد الخواجة وهو يلاحق الشيخ من أجل تسجيل أحدث إنتاجه الفني متعدد الأنواع!.. ونلفت الأنظار إلي أن ميشيان لم يقصد أبدا حفظ الذاكرة الفنية المصرية، ولكنه كان يسعي إلي الكسب المادي فقط كأي رأسمالي، ولا غبار علي ذلك. بيد انه أسهم بطريقة غير مباشرة في حفظ هذه الذاكرة ونقلها من جيل إلي جيل
قوم يامصري مصر دايما بتناديكـــــك
خد بنصري نصري دين واجب عليك
شوف جدودك في قبورهم ليل نهــــار
من جمودك كل عضمة بتستجار !!!!
بقلم الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف العدد 12 ديسمبر 1999
..........
قام المؤلفون والعازفون الأرمن بدور مهم في تدعيم الموسيقي الشرقية العربية ، وقد وصل بعضهم إلي مراكز مرموقة في مصر ( للمزيد هايج آفاكيان ، " الأرمن في الموسيقي والغناء العربيين علي أساس المواد المطبوعة" ، الملحق الشهري العربي لجريدة آريف ، عدد 16أبريل 1999 ، ص،16) .
وجدير بالذكر أن الأرمن لم يسهموا فقط في تدعيم الموسيقي العربية فنيا ، ولكنهم أسهموا أيضا تقنيا خاصة الخواجة سيتراك ميشيان صاحب " فابريقة إسطوانات ميشيان " بشارع عبد العزيز الشهير بوسط القاهرة ، وقد نزح سيتراك إلي مصر في عام 1896 أثر مذبحة السلطان عبد الحميد الثاني ( 1876 1909 ) ضد الأرمن في الآستانة وضواحيها .
قام ميشيان بتسجيل طائفة من إسطوانات الموسيقي والغناء العربيين لمشاهير الغناء في أوائل قرننا الحالي، نذكر منهم علي سبيل المثال : زكي مراد ، إبراهيم شفيق ، أحمد المحلاوي،إسماعيل الدسوقي ، تودد ، سليمان أبو داوود، سيد مصطفي .
بيد أن أشهر وأهم الفنانين الذين سجل لهم ميشيان إسطوانات وحفظ تراثهم في الذاكرة الفنية المصرية هو الفنان خالد الذكر، ابن الإسكندرية سيد درويش ( 1893- 1923) ورغم وجود شركات إسطوانات كبيرة ومرموقة علي الساحة الفنية مثل بيضافون، إلا أن الشيخ سيد درويش آثر التعامل مع ميشيان الذي احتكر تقريبا تسجيل معظم ماجادت به قريحة شيخنا الفنان وشنف به آذاننا وأحاسيسنا.
وقد ظهرت شخصية " الخواجة ميشيان " في الفيلم السينمائي الذي تناول حياة فنان الشعب خالد الذكر وجسدها الممثل أنطوان تويما المشهور بأداء دور الخواجة في السينما المصرية ، وخلال الفيلم نشاهد الخواجة وهو يلاحق الشيخ من أجل تسجيل أحدث إنتاجه الفني متعدد الأنواع!.. ونلفت الأنظار إلي أن ميشيان لم يقصد أبدا حفظ الذاكرة الفنية المصرية، ولكنه كان يسعي إلي الكسب المادي فقط كأي رأسمالي، ولا غبار علي ذلك. بيد انه أسهم بطريقة غير مباشرة في حفظ هذه الذاكرة ونقلها من جيل إلي جيل
قوم يامصري مصر دايما بتناديكـــــك
خد بنصري نصري دين واجب عليك
شوف جدودك في قبورهم ليل نهــــار
من جمودك كل عضمة بتستجار !!!!