أرمينيا . آلام المخاض والميلاد
آلام المخاض.والميلاد
الدكتور محمد رفعت الإمام
افتتاحية العدد الأول من آريف يناير 1998
.....
يضرب الوجود الأرمني في مصر بجذوره إلي ردح طويل في رحاب الزمان يعود إلي العصر المصري القديم، بيد أن الجالية الأرمنية في مصر شهدت فترة ذهبية إبان الحكم الفاطمي (969- 117 م) خلال العصور الوسطي ، وفترة ذهبية أخري إبان القرن التاسع عشر خلال العصور الحديثة.
ولاتزال حتي يومنا هذا جالية أرمنية الأصل مصرية الجنسية تعيش بين ظهراني الشعب المصري الكريم آمنة مطمئنة ، وتنطبق علي هذه الجالية جميع واجبات المصري وحقوقه، بيد أن قطاعات عريضة من أبناء الشعب المصري وبعضهم مثقفين، لا يعرفون حقيقة الشعب الأرمني وثقافته وحضارته ، ويقع عدم الفهم هذا علي الطرفين لأن كلاهما لم يسع إلي التعرف علي الآخر . ناهيك أن معظم الإصدارات الأرمنية إنما هي باللغة الأرمنية التي لا يتحدث بها إلا الأرمن وقليل من الدارسين فقط،. وهكذا ، لم تكن هناك قناة شرعية باللغة العربية تمكن المصريين من معرفة حقيقة الشعب الأرمني في شتي مناحيه. ومن ثم لزم علي الأرمن أنفسهم إيجاد هذه القناة ؛ حتي يعرفون أنفسهم جيدا للمصرين، وحتي يتمكن المصريون من فهم المعادلة الصعبة : الأرمن المصريون المحتفظون بهويتهم : اللغة ن الكنيسة ، النادي، المؤسسة الخيرية ، المدرسة ... وعدم انصهار الأقلية الأرمنية في النسيج العام والذوبان فيه رغم نجاحهم تماما في التكيف المعيشي معه.
لذا فإن الملحق العربي لجريدة " آريف" ( الشمس) اليومية المصرية باللغة الأرمنية ، يعد الأول من نوعه في مصر ، والحق أن هذا الملحق يعد محاولة جنينية في سبيل ميلاد قنوات طبيعية علي جميع المستويات بهدف تعميق أواصر الصداقة الأرمنية المصرية . ولاشك ان هذه الفكرة قد انبثقت في إطار المناخ الديمقراطي والثقافي الذي تعيشه مصر في هذه الحقبة المزدهرة.
وهذا الملحق سوف يركز علي القضايا الثقافية والاجتماعية التي تتعلق بالأرمن والمصريين ، ولا ننكر أن هذا العمل ذو طابع إعلامي ، إلا انه ليس من ذلك النوع الإعلامي المبتذل الرخيص الذي يلوي ذراع الحقائق لصالح فريق علي حساب آخر، أو لصالح أيدلوجية علي حساب أخري، أو تشويه أحداث أو الدفاع عن أخطاء.
وكما أن هذا العمل سيعرض إيجابيات الشعبين ، فلا مناص من استعراض السلبيات أيضا، ليس من باب الهجوم، بل من باب معرفة السلبيات ربما لتلافي مايمكن تلافيه منها.
وفي كلمة :يعد هذا العمل مجرد قناة شرعية بسيطة كي يتعرف من خلالها المصريون علي شعب طالما عاش بين ظهرانييهم ، ولكنهم لا يعرفوه جيدا، لهذا ندعو كافة المثقفين المصريين للمساهمة بجهودهم في تدعيم هذا العمل والسير به في الطريق القويم حتي يؤتي بعض ثماره .
الدكتور محمد رفعت الإمام
افتتاحية العدد الأول من آريف يناير 1998
.....
يضرب الوجود الأرمني في مصر بجذوره إلي ردح طويل في رحاب الزمان يعود إلي العصر المصري القديم، بيد أن الجالية الأرمنية في مصر شهدت فترة ذهبية إبان الحكم الفاطمي (969- 117 م) خلال العصور الوسطي ، وفترة ذهبية أخري إبان القرن التاسع عشر خلال العصور الحديثة.
ولاتزال حتي يومنا هذا جالية أرمنية الأصل مصرية الجنسية تعيش بين ظهراني الشعب المصري الكريم آمنة مطمئنة ، وتنطبق علي هذه الجالية جميع واجبات المصري وحقوقه، بيد أن قطاعات عريضة من أبناء الشعب المصري وبعضهم مثقفين، لا يعرفون حقيقة الشعب الأرمني وثقافته وحضارته ، ويقع عدم الفهم هذا علي الطرفين لأن كلاهما لم يسع إلي التعرف علي الآخر . ناهيك أن معظم الإصدارات الأرمنية إنما هي باللغة الأرمنية التي لا يتحدث بها إلا الأرمن وقليل من الدارسين فقط،. وهكذا ، لم تكن هناك قناة شرعية باللغة العربية تمكن المصريين من معرفة حقيقة الشعب الأرمني في شتي مناحيه. ومن ثم لزم علي الأرمن أنفسهم إيجاد هذه القناة ؛ حتي يعرفون أنفسهم جيدا للمصرين، وحتي يتمكن المصريون من فهم المعادلة الصعبة : الأرمن المصريون المحتفظون بهويتهم : اللغة ن الكنيسة ، النادي، المؤسسة الخيرية ، المدرسة ... وعدم انصهار الأقلية الأرمنية في النسيج العام والذوبان فيه رغم نجاحهم تماما في التكيف المعيشي معه.
لذا فإن الملحق العربي لجريدة " آريف" ( الشمس) اليومية المصرية باللغة الأرمنية ، يعد الأول من نوعه في مصر ، والحق أن هذا الملحق يعد محاولة جنينية في سبيل ميلاد قنوات طبيعية علي جميع المستويات بهدف تعميق أواصر الصداقة الأرمنية المصرية . ولاشك ان هذه الفكرة قد انبثقت في إطار المناخ الديمقراطي والثقافي الذي تعيشه مصر في هذه الحقبة المزدهرة.
وهذا الملحق سوف يركز علي القضايا الثقافية والاجتماعية التي تتعلق بالأرمن والمصريين ، ولا ننكر أن هذا العمل ذو طابع إعلامي ، إلا انه ليس من ذلك النوع الإعلامي المبتذل الرخيص الذي يلوي ذراع الحقائق لصالح فريق علي حساب آخر، أو لصالح أيدلوجية علي حساب أخري، أو تشويه أحداث أو الدفاع عن أخطاء.
وكما أن هذا العمل سيعرض إيجابيات الشعبين ، فلا مناص من استعراض السلبيات أيضا، ليس من باب الهجوم، بل من باب معرفة السلبيات ربما لتلافي مايمكن تلافيه منها.
وفي كلمة :يعد هذا العمل مجرد قناة شرعية بسيطة كي يتعرف من خلالها المصريون علي شعب طالما عاش بين ظهرانييهم ، ولكنهم لا يعرفوه جيدا، لهذا ندعو كافة المثقفين المصريين للمساهمة بجهودهم في تدعيم هذا العمل والسير به في الطريق القويم حتي يؤتي بعض ثماره .