سعد زغلول في كنيسة الأرمن
سعد زغلول في كنيسة الأرمن الأرثوذكس وحكاية صورة
بقلم :الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف- العدد الأول يناير 1998
.......
كان سعد زغلول وزملاؤه الوزراء علي موعد للسفر إلي الإسكندرية يوم السبت 2 يولية 1924 لتقديم التهنئة إلي الملك فؤاد لمناسبة عيد الأضحى، فبينما كان سعد يسير علي رصيف المحطة أطلق عليه شاب الرصاص من مسدسه ، فأصابه في ساعده الأيمن، ولكن الجماهير قبضت هجمت عليه .كادت تفتك به لولا أن قبض عليه رجال البوليس وخلصوه من أيديهم ، وتبين أن الجاني شاب مصري يسمي عبد الخالق عبد اللطيف كان طالبا بالطب في برلين، وظهر من التحقيق انه اعتدي علي سعد زغلول لأسباب سياسية. وقابلت الأمة علي اختلاف طوائفها وأحزابها هذا الاعتداء بالسخط والاستنكار الشديد، وأظهرت الأمة لهذه المناسبة بالغ تعلقها بسعد وابتهاجها بنجاته من هذا الاعتداء المنكر. واتضح من الكشف الطبي علي الجاني ان به مسا من الجنون ، فلم يحاكم ووضع في مستشفي الأمراض العقلية.
ورغم أنه قد تم اعتقال الجاني في مكان الحادث غير أن لسان المتآمرين أشاع في القاهرة بان الجاني هو أرمني الجنسية ، وان محاولة الاغتيال كانت تهدف إلي الإساءة لقضية مصر ، وصاحب هذه الإشاعة تيار متطرف مواز له يري في الأرمن عدوا لدودا ، وكان هذا التيار يهدف أمنهم وينذر بعواقب وخيمة إذا لم تتكشف الحقيقة في حينها وعندما وصلت الأخبار إلي سعد بان الحادث الذي تعرض له تم تلفيقه للأرمن ، أصدر سعد أوامره إلي وزير داخليته توفيق نسيم لينشر بلاغا عن الموضوع ويأمر كافة إدارات الشرطة بان يتوخوا الحذر الشديد والعمل علي استتاب الأمن . وأذاع نسيم بأن الأرمن هم محبو سلام ويخدمون الوطن بفنائهم في العمل في كافة مجالات الحياة .
وردا علي خطاب المطران الأرمني في مصر الأسقف توركوم كوشاجيان لحادث اغتيال سعد زغلول في خطابه " إنني متأثر جدا بخطابكم لما أبديتموه من دهشة وغضب للحادث الذي تعرضت له هذا الصباح وإنني أود أن أعبر عن امتناني الشديد لأرمن مصر لتضامنهم معي" .
وتمت قراءة رد الزعيم سعد في كنائس الأرمن بالقاهرة والإسكندرية في حضور جماهير غفيرة
وأقيمت الصلوات من أجل " الشفاء العاجل لسعد زغلول".
وقد أخذت هذه الصورة أثناء زيارة سعد زغلول لكنيسة الأرمن الأرثوذكس في بين الصورين بالقاهرة، وتضم سعد زغلول مع مطران الأرمن الأرثوذكس الأسقف توركوم كوشاجيان وغيرهما من أعيان المصريين والأرمن .
...............
بقلم :الدكتور محمد رفعت الإمام
آريف- العدد الأول يناير 1998
.......
كان سعد زغلول وزملاؤه الوزراء علي موعد للسفر إلي الإسكندرية يوم السبت 2 يولية 1924 لتقديم التهنئة إلي الملك فؤاد لمناسبة عيد الأضحى، فبينما كان سعد يسير علي رصيف المحطة أطلق عليه شاب الرصاص من مسدسه ، فأصابه في ساعده الأيمن، ولكن الجماهير قبضت هجمت عليه .كادت تفتك به لولا أن قبض عليه رجال البوليس وخلصوه من أيديهم ، وتبين أن الجاني شاب مصري يسمي عبد الخالق عبد اللطيف كان طالبا بالطب في برلين، وظهر من التحقيق انه اعتدي علي سعد زغلول لأسباب سياسية. وقابلت الأمة علي اختلاف طوائفها وأحزابها هذا الاعتداء بالسخط والاستنكار الشديد، وأظهرت الأمة لهذه المناسبة بالغ تعلقها بسعد وابتهاجها بنجاته من هذا الاعتداء المنكر. واتضح من الكشف الطبي علي الجاني ان به مسا من الجنون ، فلم يحاكم ووضع في مستشفي الأمراض العقلية.
ورغم أنه قد تم اعتقال الجاني في مكان الحادث غير أن لسان المتآمرين أشاع في القاهرة بان الجاني هو أرمني الجنسية ، وان محاولة الاغتيال كانت تهدف إلي الإساءة لقضية مصر ، وصاحب هذه الإشاعة تيار متطرف مواز له يري في الأرمن عدوا لدودا ، وكان هذا التيار يهدف أمنهم وينذر بعواقب وخيمة إذا لم تتكشف الحقيقة في حينها وعندما وصلت الأخبار إلي سعد بان الحادث الذي تعرض له تم تلفيقه للأرمن ، أصدر سعد أوامره إلي وزير داخليته توفيق نسيم لينشر بلاغا عن الموضوع ويأمر كافة إدارات الشرطة بان يتوخوا الحذر الشديد والعمل علي استتاب الأمن . وأذاع نسيم بأن الأرمن هم محبو سلام ويخدمون الوطن بفنائهم في العمل في كافة مجالات الحياة .
وردا علي خطاب المطران الأرمني في مصر الأسقف توركوم كوشاجيان لحادث اغتيال سعد زغلول في خطابه " إنني متأثر جدا بخطابكم لما أبديتموه من دهشة وغضب للحادث الذي تعرضت له هذا الصباح وإنني أود أن أعبر عن امتناني الشديد لأرمن مصر لتضامنهم معي" .
وتمت قراءة رد الزعيم سعد في كنائس الأرمن بالقاهرة والإسكندرية في حضور جماهير غفيرة
وأقيمت الصلوات من أجل " الشفاء العاجل لسعد زغلول".
وقد أخذت هذه الصورة أثناء زيارة سعد زغلول لكنيسة الأرمن الأرثوذكس في بين الصورين بالقاهرة، وتضم سعد زغلول مع مطران الأرمن الأرثوذكس الأسقف توركوم كوشاجيان وغيرهما من أعيان المصريين والأرمن .
...............