حكم الاستحمام باللبن
أفتى فضيلة مفتي مصر الدكتور علي جمعة مؤخرًا فتوى تبيح قيام الفنادق بإنشاء حمامات من اللبن الحليب تستحم فيها النساء والفتيات، ويتم إلقاء اللبن بعد ذلك في المجاري، فهل هذا الأمر غير المألوف لا يتعارض مع الشرع حتى يُجيزه المفتي؟ وجزاكم الله خيرًا.
عجبتُ من ردِّ دار الإفتاء على هذا السؤال بقولها: "لا مانعَ شرعًا من ذلك؛ لأنه يدخل في بابِ العنايةِ بالجسمِ ظاهرًا وباطنًا..." إلى آخره.
وأقول إنَّ القرآن الكريم في سورةِ النحل حدَّد مورد اللبن، كما حدَّد استعماله فقال سبحانه: ?وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ? (النحل: 66).
هذه عبرة وجود مصنع رباني في بطونِ الأنعام يخرج اللبن من بين فرثٍ ودم، لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، والفرث ما يتبقى في الكرش بعد الهضمِ من بقايا الطعام، وامتصاص الأمعاء للعصارة التي تتحول إلى دمٍ يذهب إلى كل خليةٍ في الجسم، فإذا صار إلى غددِ اللبن في الضرع تحوَّل إلى لبن، ببديع صنع الله الذي لا يدري أحد كيف يكون، وهذا كلام العلماء، والآية حددت المصدر، وحددت الاستعمال، كلمة "نُسقيكم"، فهو للشرب، لا للاستحمام، وكلمة "سائغًا للشاربين" تؤكد أنَّ اللبن نعمةٌ وآيةٌ، يحمد الله عليها، وهو غذاءٌ أصيلٌ لأطفالنا، وللكبار أيضًا لا يمكن الاستغناء عنه.
هذه النعمة لا يمكن أبدًا أن نقبلَ فيها كلامَ دار الإفتاء ولا كلام غيرها، التي قالت في فتواها: "كما يباح شرعًا رمي اللبن في المجاري بعد الاستحمام".
يجب أن تكفَّ بعض الفنادق عن هذا العبثِ والاستهتار، ويجب أن تسمع كلمةً مؤمنةً قويةً تُردعها عن هذا الإسراف والتمادي في الباطل، وتبديل نعمةِ الله كفرًا، وكنتُ أحبُّ أن أسمع من دارِ الإفتاءِ غير هذا الذي قيل من هذا القول الذي أحزنني كثيرًا.
أفتى فضيلة مفتي مصر الدكتور علي جمعة مؤخرًا فتوى تبيح قيام الفنادق بإنشاء حمامات من اللبن الحليب تستحم فيها النساء والفتيات، ويتم إلقاء اللبن بعد ذلك في المجاري، فهل هذا الأمر غير المألوف لا يتعارض مع الشرع حتى يُجيزه المفتي؟ وجزاكم الله خيرًا.
المفتي: فضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب أحد علماء الأزهر الشريف عضو مكتب الإرشاد
عجبتُ من ردِّ دار الإفتاء على هذا السؤال بقولها: "لا مانعَ شرعًا من ذلك؛ لأنه يدخل في بابِ العنايةِ بالجسمِ ظاهرًا وباطنًا..." إلى آخره.
وأقول إنَّ القرآن الكريم في سورةِ النحل حدَّد مورد اللبن، كما حدَّد استعماله فقال سبحانه: ?وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ? (النحل: 66).
هذه عبرة وجود مصنع رباني في بطونِ الأنعام يخرج اللبن من بين فرثٍ ودم، لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، والفرث ما يتبقى في الكرش بعد الهضمِ من بقايا الطعام، وامتصاص الأمعاء للعصارة التي تتحول إلى دمٍ يذهب إلى كل خليةٍ في الجسم، فإذا صار إلى غددِ اللبن في الضرع تحوَّل إلى لبن، ببديع صنع الله الذي لا يدري أحد كيف يكون، وهذا كلام العلماء، والآية حددت المصدر، وحددت الاستعمال، كلمة "نُسقيكم"، فهو للشرب، لا للاستحمام، وكلمة "سائغًا للشاربين" تؤكد أنَّ اللبن نعمةٌ وآيةٌ، يحمد الله عليها، وهو غذاءٌ أصيلٌ لأطفالنا، وللكبار أيضًا لا يمكن الاستغناء عنه.
هذه النعمة لا يمكن أبدًا أن نقبلَ فيها كلامَ دار الإفتاء ولا كلام غيرها، التي قالت في فتواها: "كما يباح شرعًا رمي اللبن في المجاري بعد الاستحمام".
يجب أن تكفَّ بعض الفنادق عن هذا العبثِ والاستهتار، ويجب أن تسمع كلمةً مؤمنةً قويةً تُردعها عن هذا الإسراف والتمادي في الباطل، وتبديل نعمةِ الله كفرًا، وكنتُ أحبُّ أن أسمع من دارِ الإفتاءِ غير هذا الذي قيل من هذا القول الذي أحزنني كثيرًا.
ولقد سررتُ كثيرًا من السيداتِ المربياتِ العالماتِ في ردهنَّ على دارِ الإفتاء، لقد اعتبرن هذه الفتوى تتعارض مع الشرع، وتتعارض مع فقه الأولويات، وهو ما يُعدُّ إساءةً للإسلام، وطالبن بمراجعةِ المفتي لفتواه.
تقول د. سعاد صالح- عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعةِ الأزهر: "من عظمةِ الإسلام أنه دينٌ يتوافق مع الفطرةِ السوية، التي تأبى أي امتهانٍ للنعمة، وهو نوعٌ من الإسراف".
أما الدكتورة آمنة نصير- العميد السابق لكلية البنات الإسلامية- فتقول: "إن هذه الفتوى أباحت التبذيرَ والإسرافَ، ولم تراعِ الأولويات؛ حيث تدعم الدول الألبان بالملايين حتى توفرَه للأطفال، أو للمحافظة على صحة الناس بشربه وليس بالاستحمام به، كما أنَّ إلقاءَه في دوراتِ المياه بعد التجميل للقبيحاتِ يُعدُّ عملاً من أعمالِ الشيطان، فلا يجوز هذا ولا ذاك".
وترفض د. رجاء حزين- عميدة كلية الدراسات الإسلامية- جواز الاستحمام باللبن، وعمل حمامات خاصة به، سواء للتجميل أو حتى العلاج.
وهذه وقفةٌ كريمةٌ للعالماتِ المسلماتِ الفاضلات، وأضمُّ صوتي إليهن، وهي وقفةٌ تشرِّف المرأة المؤمنة التي تدافع عن دينها وإسلامها، وتأمر بالمعروفِ وتنهى عن المنكر، بارك الله فيهنَّ وجزاهن خير الجزاء.
وأقول لدار الإفتاء- وهي من هي في مكانتها في نفوس المسلمين-: إن مثل هذه الأمور يجب التدقيق فيها جيدًا، والرجوع إلى المصادر الموثوق بها، حتى يحظى ما يصدر عنها في الأمرِ الكبير والصغير بموافقة شرع الله.. ونحن بحمد الله أمةٌ إسلاميةٌ قرَّرت أن تعيش بإسلامها، وبأحكامه التي أنزلها الله، وطبقها سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- وهذا حقٌّ طبيعي لكل مسلم، ودار الإفتاء تحاول أن تُقدِّمَ لنا النافعَ المفيدَ دائمًا، كما عرفناها من قديم الزمان.ولقد سررتُ كثيرًا من السيداتِ المربياتِ العالماتِ في ردهنَّ على دارِ الإفتاء، لقد اعتبرن هذه الفتوى تتعارض مع الشرع، وتتعارض مع فقه الأولويات، وهو ما يُعدُّ إساءةً للإسلام، وطالبن بمراجعةِ المفتي لفتواه.
تقول د. سعاد صالح- عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعةِ الأزهر: "من عظمةِ الإسلام أنه دينٌ يتوافق مع الفطرةِ السوية، التي تأبى أي امتهانٍ للنعمة، وهو نوعٌ من الإسراف".
أما الدكتورة آمنة نصير- العميد السابق لكلية البنات الإسلامية- فتقول: "إن هذه الفتوى أباحت التبذيرَ والإسرافَ، ولم تراعِ الأولويات؛ حيث تدعم الدول الألبان بالملايين حتى توفرَه للأطفال، أو للمحافظة على صحة الناس بشربه وليس بالاستحمام به، كما أنَّ إلقاءَه في دوراتِ المياه بعد التجميل للقبيحاتِ يُعدُّ عملاً من أعمالِ الشيطان، فلا يجوز هذا ولا ذاك".
وترفض د. رجاء حزين- عميدة كلية الدراسات الإسلامية- جواز الاستحمام باللبن، وعمل حمامات خاصة به، سواء للتجميل أو حتى العلاج.
وهذه وقفةٌ كريمةٌ للعالماتِ المسلماتِ الفاضلات، وأضمُّ صوتي إليهن، وهي وقفةٌ تشرِّف المرأة المؤمنة التي تدافع عن دينها وإسلامها، وتأمر بالمعروفِ وتنهى عن المنكر، بارك الله فيهنَّ وجزاهن خير الجزاء.
وأقول لدار الإفتاء- وهي من هي في مكانتها في نفوس المسلمين-: إن مثل هذه الأمور يجب التدقيق فيها جيدًا، والرجوع إلى المصادر الموثوق بها، حتى يحظى ما يصدر عنها في الأمرِ الكبير والصغير بموافقة شرع الله.. ونحن بحمد الله أمةٌ إسلاميةٌ قرَّرت أن تعيش بإسلامها، وبأحكامه التي أنزلها الله، وطبقها سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- وهذا حقٌّ طبيعي لكل مسلم، ودار الإفتاء تحاول أن تُقدِّمَ لنا النافعَ المفيدَ دائمًا، كما عرفناها من قديم الزمان.
تقييم:
0
0
عجبتُ من ردِّ دار الإفتاء على هذا السؤال بقولها: "لا مانعَ شرعًا من ذلك؛ لأنه يدخل في بابِ العنايةِ بالجسمِ ظاهرًا وباطنًا..." إلى آخره.
وأقول إنَّ القرآن الكريم في سورةِ النحل حدَّد مورد اللبن، كما حدَّد استعماله فقال سبحانه: ?وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ? (النحل: 66).
هذه عبرة وجود مصنع رباني في بطونِ الأنعام يخرج اللبن من بين فرثٍ ودم، لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، والفرث ما يتبقى في الكرش بعد الهضمِ من بقايا الطعام، وامتصاص الأمعاء للعصارة التي تتحول إلى دمٍ يذهب إلى كل خليةٍ في الجسم، فإذا صار إلى غددِ اللبن في الضرع تحوَّل إلى لبن، ببديع صنع الله الذي لا يدري أحد كيف يكون، وهذا كلام العلماء، والآية حددت المصدر، وحددت الاستعمال، كلمة "نُسقيكم"، فهو للشرب، لا للاستحمام، وكلمة "سائغًا للشاربين" تؤكد أنَّ اللبن نعمةٌ وآيةٌ، يحمد الله عليها، وهو غذاءٌ أصيلٌ لأطفالنا، وللكبار أيضًا لا يمكن الاستغناء عنه.
هذه النعمة لا يمكن أبدًا أن نقبلَ فيها كلامَ دار الإفتاء ولا كلام غيرها، التي قالت في فتواها: "كما يباح شرعًا رمي اللبن في المجاري بعد الاستحمام".
يجب أن تكفَّ بعض الفنادق عن هذا العبثِ والاستهتار، ويجب أن تسمع كلمةً مؤمنةً قويةً تُردعها عن هذا الإسراف والتمادي في الباطل، وتبديل نعمةِ الله كفرًا، وكنتُ أحبُّ أن أسمع من دارِ الإفتاءِ غير هذا الذي قيل من هذا القول الذي أحزنني كثيرًا.
أفتى فضيلة مفتي مصر الدكتور علي جمعة مؤخرًا فتوى تبيح قيام الفنادق بإنشاء حمامات من اللبن الحليب تستحم فيها النساء والفتيات، ويتم إلقاء اللبن بعد ذلك في المجاري، فهل هذا الأمر غير المألوف لا يتعارض مع الشرع حتى يُجيزه المفتي؟ وجزاكم الله خيرًا.
المفتي: فضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب أحد علماء الأزهر الشريف عضو مكتب الإرشاد
عجبتُ من ردِّ دار الإفتاء على هذا السؤال بقولها: "لا مانعَ شرعًا من ذلك؛ لأنه يدخل في بابِ العنايةِ بالجسمِ ظاهرًا وباطنًا..." إلى آخره.
وأقول إنَّ القرآن الكريم في سورةِ النحل حدَّد مورد اللبن، كما حدَّد استعماله فقال سبحانه: ?وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ? (النحل: 66).
هذه عبرة وجود مصنع رباني في بطونِ الأنعام يخرج اللبن من بين فرثٍ ودم، لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، والفرث ما يتبقى في الكرش بعد الهضمِ من بقايا الطعام، وامتصاص الأمعاء للعصارة التي تتحول إلى دمٍ يذهب إلى كل خليةٍ في الجسم، فإذا صار إلى غددِ اللبن في الضرع تحوَّل إلى لبن، ببديع صنع الله الذي لا يدري أحد كيف يكون، وهذا كلام العلماء، والآية حددت المصدر، وحددت الاستعمال، كلمة "نُسقيكم"، فهو للشرب، لا للاستحمام، وكلمة "سائغًا للشاربين" تؤكد أنَّ اللبن نعمةٌ وآيةٌ، يحمد الله عليها، وهو غذاءٌ أصيلٌ لأطفالنا، وللكبار أيضًا لا يمكن الاستغناء عنه.
هذه النعمة لا يمكن أبدًا أن نقبلَ فيها كلامَ دار الإفتاء ولا كلام غيرها، التي قالت في فتواها: "كما يباح شرعًا رمي اللبن في المجاري بعد الاستحمام".
يجب أن تكفَّ بعض الفنادق عن هذا العبثِ والاستهتار، ويجب أن تسمع كلمةً مؤمنةً قويةً تُردعها عن هذا الإسراف والتمادي في الباطل، وتبديل نعمةِ الله كفرًا، وكنتُ أحبُّ أن أسمع من دارِ الإفتاءِ غير هذا الذي قيل من هذا القول الذي أحزنني كثيرًا.
ولقد سررتُ كثيرًا من السيداتِ المربياتِ العالماتِ في ردهنَّ على دارِ الإفتاء، لقد اعتبرن هذه الفتوى تتعارض مع الشرع، وتتعارض مع فقه الأولويات، وهو ما يُعدُّ إساءةً للإسلام، وطالبن بمراجعةِ المفتي لفتواه.
تقول د. سعاد صالح- عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعةِ الأزهر: "من عظمةِ الإسلام أنه دينٌ يتوافق مع الفطرةِ السوية، التي تأبى أي امتهانٍ للنعمة، وهو نوعٌ من الإسراف".
أما الدكتورة آمنة نصير- العميد السابق لكلية البنات الإسلامية- فتقول: "إن هذه الفتوى أباحت التبذيرَ والإسرافَ، ولم تراعِ الأولويات؛ حيث تدعم الدول الألبان بالملايين حتى توفرَه للأطفال، أو للمحافظة على صحة الناس بشربه وليس بالاستحمام به، كما أنَّ إلقاءَه في دوراتِ المياه بعد التجميل للقبيحاتِ يُعدُّ عملاً من أعمالِ الشيطان، فلا يجوز هذا ولا ذاك".
وترفض د. رجاء حزين- عميدة كلية الدراسات الإسلامية- جواز الاستحمام باللبن، وعمل حمامات خاصة به، سواء للتجميل أو حتى العلاج.
وهذه وقفةٌ كريمةٌ للعالماتِ المسلماتِ الفاضلات، وأضمُّ صوتي إليهن، وهي وقفةٌ تشرِّف المرأة المؤمنة التي تدافع عن دينها وإسلامها، وتأمر بالمعروفِ وتنهى عن المنكر، بارك الله فيهنَّ وجزاهن خير الجزاء.
وأقول لدار الإفتاء- وهي من هي في مكانتها في نفوس المسلمين-: إن مثل هذه الأمور يجب التدقيق فيها جيدًا، والرجوع إلى المصادر الموثوق بها، حتى يحظى ما يصدر عنها في الأمرِ الكبير والصغير بموافقة شرع الله.. ونحن بحمد الله أمةٌ إسلاميةٌ قرَّرت أن تعيش بإسلامها، وبأحكامه التي أنزلها الله، وطبقها سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- وهذا حقٌّ طبيعي لكل مسلم، ودار الإفتاء تحاول أن تُقدِّمَ لنا النافعَ المفيدَ دائمًا، كما عرفناها من قديم الزمان.ولقد سررتُ كثيرًا من السيداتِ المربياتِ العالماتِ في ردهنَّ على دارِ الإفتاء، لقد اعتبرن هذه الفتوى تتعارض مع الشرع، وتتعارض مع فقه الأولويات، وهو ما يُعدُّ إساءةً للإسلام، وطالبن بمراجعةِ المفتي لفتواه.
تقول د. سعاد صالح- عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعةِ الأزهر: "من عظمةِ الإسلام أنه دينٌ يتوافق مع الفطرةِ السوية، التي تأبى أي امتهانٍ للنعمة، وهو نوعٌ من الإسراف".
أما الدكتورة آمنة نصير- العميد السابق لكلية البنات الإسلامية- فتقول: "إن هذه الفتوى أباحت التبذيرَ والإسرافَ، ولم تراعِ الأولويات؛ حيث تدعم الدول الألبان بالملايين حتى توفرَه للأطفال، أو للمحافظة على صحة الناس بشربه وليس بالاستحمام به، كما أنَّ إلقاءَه في دوراتِ المياه بعد التجميل للقبيحاتِ يُعدُّ عملاً من أعمالِ الشيطان، فلا يجوز هذا ولا ذاك".
وترفض د. رجاء حزين- عميدة كلية الدراسات الإسلامية- جواز الاستحمام باللبن، وعمل حمامات خاصة به، سواء للتجميل أو حتى العلاج.
وهذه وقفةٌ كريمةٌ للعالماتِ المسلماتِ الفاضلات، وأضمُّ صوتي إليهن، وهي وقفةٌ تشرِّف المرأة المؤمنة التي تدافع عن دينها وإسلامها، وتأمر بالمعروفِ وتنهى عن المنكر، بارك الله فيهنَّ وجزاهن خير الجزاء.
وأقول لدار الإفتاء- وهي من هي في مكانتها في نفوس المسلمين-: إن مثل هذه الأمور يجب التدقيق فيها جيدًا، والرجوع إلى المصادر الموثوق بها، حتى يحظى ما يصدر عنها في الأمرِ الكبير والصغير بموافقة شرع الله.. ونحن بحمد الله أمةٌ إسلاميةٌ قرَّرت أن تعيش بإسلامها، وبأحكامه التي أنزلها الله، وطبقها سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- وهذا حقٌّ طبيعي لكل مسلم، ودار الإفتاء تحاول أن تُقدِّمَ لنا النافعَ المفيدَ دائمًا، كما عرفناها من قديم الزمان.
تقييم:
0
0