الأطفال والمساجد
هل يجوز للأطفال الصلاة في المسجد؛ حيث إن بعض الناس يطردونهم، أريد الردَّ لو تكرمتم؟
:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد..
فإن للمسجد مكانة عظيمة في الإسلام، ففي الحديث القدسي: "إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زواري فيها عمارها، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته وزارني في بيتي، وحقٌّ على المزور أن يكرم زائره" (الطبراني في الكبير).
كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث الأعرابي الذي بال بالمسجد: "إن المساجد لم تُبن لهذا، وإنما بُنيت للذكر والصلاة وقراءة القرآن".
ومعنى هذا أن المسلم حين يتجه إلى المسجد فهو على موعد لقاء مع ربه عزَّ وجلَّ؛ فليستحضر هذا المعنى؛ حتى يخشع قلبه، وتسكن جوارحه، ويترك مشاغل الحياة خارج المسجد، حتى يصفو هذا اللقاء، ويتحقق له ما يريد من حضوره إلى المسجد؛ لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع أو الشراء في المسجد، فقد جاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له: لا أربح الله تجارتك" (رواه النسائي والترمذي وحسَّنه)، كما نهى عليه الصلاة والسلام عن إنشاء الضالة في المسجد أيضًا؛ حيث قال: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تُبن لهذا" (مسلم).
وكذلك لا ينبغي للرجال اصطحاب الأطفال غير المميزين إلى المساجد إلا لضرورة؛ لأنهم لا يعقلون قدسية المسجد، كما أنهم لا ينتهون إذا نُهوا عن العبث، أما الصبيان المميزون فالأفضل اصطحابهم إلى المساجد؛ حتى يتعودوا على المجيء إليها في المستقبل، وفي الحديث الشريف: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع" (أحمد في مسنده).
نسأل الله لأولادنا الصلاح والهداية، وأن يحفظهم من شياطين الإنس والجنِّ، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.
تقييم:
0
0
:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد..
فإن للمسجد مكانة عظيمة في الإسلام، ففي الحديث القدسي: "إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زواري فيها عمارها، فطوبى لعبد تطهَّر في بيته وزارني في بيتي، وحقٌّ على المزور أن يكرم زائره" (الطبراني في الكبير).
كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث الأعرابي الذي بال بالمسجد: "إن المساجد لم تُبن لهذا، وإنما بُنيت للذكر والصلاة وقراءة القرآن".
ومعنى هذا أن المسلم حين يتجه إلى المسجد فهو على موعد لقاء مع ربه عزَّ وجلَّ؛ فليستحضر هذا المعنى؛ حتى يخشع قلبه، وتسكن جوارحه، ويترك مشاغل الحياة خارج المسجد، حتى يصفو هذا اللقاء، ويتحقق له ما يريد من حضوره إلى المسجد؛ لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع أو الشراء في المسجد، فقد جاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له: لا أربح الله تجارتك" (رواه النسائي والترمذي وحسَّنه)، كما نهى عليه الصلاة والسلام عن إنشاء الضالة في المسجد أيضًا؛ حيث قال: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تُبن لهذا" (مسلم).
وكذلك لا ينبغي للرجال اصطحاب الأطفال غير المميزين إلى المساجد إلا لضرورة؛ لأنهم لا يعقلون قدسية المسجد، كما أنهم لا ينتهون إذا نُهوا عن العبث، أما الصبيان المميزون فالأفضل اصطحابهم إلى المساجد؛ حتى يتعودوا على المجيء إليها في المستقبل، وفي الحديث الشريف: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع" (أحمد في مسنده).
نسأل الله لأولادنا الصلاح والهداية، وأن يحفظهم من شياطين الإنس والجنِّ، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.
تقييم:
0
0