يَا مَوْتُ
يَا مَوْتُ قَدْ مَزَّقْتَ صَدْري
وقَصَمْتَ بالأَزراءِ ظهْرِي
يَا مَوْتُ ماذا تبتغِي
منِّي وقدْ مزَّقتَ صَدْرِي
ماذا تودُّ وأَنتَ قَدْ
سوَّدتَ بالأَحزانِ فِكْرِي
وتَرَكْتَني في الكائناتِ
أَئِنُّ منفرداً بإِصْرِي
وأَجوبُ صحراءَ الحَيَاةِ
أَقولُ أَيْنَ تُراهُ قبْرِي
إنْ كنتَ تطلبُني فهاتِ
الكأسَ أَشربُها بصَبْرِ
أَو كنتَ ترقُبُني فهاتِ
السَّهمَ أَرشُقُهُ بنَحْرِي
خذني إليكَ فقد تبخَّرَ
في فضاءِ الهمِّ عُمْرِي
خذني إليكَ فقدْ ظمِئْتُ
لكأسِكَ الكَدِر الأَمرِّ
خذني فما أَشقى الَّذي
يقضي الحَيَاة بمِثْلَ أَمْرِي
يَا مَوْتُ قَدْ مزَّقتَ صدْرِي
وقصمتَ بالأَزراءِ ظهْرِي
وغَدَوْتُ أَمشي مُطْرِقاً مِنْ
طُول مَا أَثْقَلْتَ فِكْرِي
يَا مَوْتُ نفسي ملَّتِ الدُّنيا
فهلْ لم يأْتِ دوْرِي؟
أبو القاسم الشابي