كلنا "نور الدين اشكردة"
تضامنا مع الإعلامي السيد نور اشكردة ،مدير جريدة تاونات نيوز ،على إثر التهمة الموجهة ضده لدي المحكمة الإبتدائة بتاونات
×××××
كلنا "نور الدين اشكردة".
العياشي كيمية/الوردزاغ
في كل زمان ومكان،خاصة في البيئات السياسية اللاديموقراطية ،يعتبرالرأي الحر والكلمة الشجاعة والدفاع عن المستضعفين مخاطرة ولعبا بالنار ،ويعرض صاحبه إلى متاعب كثيرة،لهذا، فالقليل من يمتلك الجرأة على قول الحق والتصدي للفساد،إذ تجد أغلب الناس يفضلون القبول بالأمر الواقع والعمل بالمثل القائل"الباب لي يدخل منو الريح سدو واستريح".
هذا المنطق عند الشرفاء والوطنيين الصادقين مرفوض عقلا وشرعا ،والقبول به يؤدي حتما إلى مفاسد كثيرة ، تصيب البشر والشجر والحجر ،فالصراع الأبدي بين الحق والباطل سيظل قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،وعبر التاريخ كانت المجتمعات التواقة إلى الحرية والكرامة والعدل ،تنتدب ثلة من رجالها ونسائها للتصدي للفساد وتقويم الإنحرافات التي تصيب المجتمع في جميع مناحي الحياة. وكثيرا ما كانت التكلفة باهضة ، كالإغتيالات والسجون والمنافي والتضييق ..وغيرها من أساليب القمع والإرهاب.
ولم يحدث،عبر التاريخ ، أن بنيت الأوطان وشيدت صروح الحضارة بالغوغائيين،والمطبلين للفساد ،والواقفين على أعتابه ينتظرون مايلقى لهم على موائد الخيانة والعار ،فيبيعون مستقبل أمتهم بدراهم معدودات .إنما تبنى الأوطان بالرجال الصادقين ،الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل كرامة بني أمتهم.
إن مايتعرض له ،اليوم،زميلنا نور الدين اشكردة ،هو أمر طبيعي ،إذا ما قرأناه في سياق واقع لم يعترف فيه ،من لازالوا يمتلكون السلطة والنفوذ ، بالكلمة الحرة ورقابة المجتمع . فمازال الفساد يعشعش في كل ركن من مؤسساتنا ،وأن الحقيقة التي علينا إدراكها،أن دار لقمان مازالت على حالها،والحديث عن المواطنة والمساواة والشفافية ،هي مجرد شعارات لا رصيد لها في واقعنا المعيش،الشيء الذي يتطلب منا التعبئة والتضحية من أجل التصدي للمفسدين ومقاومي التغيير .
إلا أن ما يجب أن يدركه الفاسدون ومن لف لفهم ،أن مثل هذه الأساليب لن تخرس الشرفاءعن قول كلمة الحق، فالرجال لا ترهبهم المحاكمات والتهديدات ،بل تزيدهم إصرارا على مواصلة النضال .وأن السيد "نور الدين اشكردة " ليس لوحده، فكلنا نور الدين اشكردة،وسنكون إلى جانبه لحظة بلحظة ،وذلك لسبب واحد ،أننا جميعنا نمقت الزبونية والمحسوبية ،ومستعدون أن نؤدي الثمن غاليا من أجل أن ينال الإنسان التاوناتي كرامته وحقوقه ،كما نص عليها الدستورالمغربي .
فلهؤلاء أقول:
قالوا: اصمت.
قلت: الصمت خيانة
قالوا: لم الكلام؟
قلت: الكلام رسالة.
قالوا:اكذب.
قلت:الكلمة أمانة.
قالوا :بكم تباع ؟.
قلت :وهل يبيع الشريف ايمانه؟
قالوا:انتظر اذن منا الإهانه.
قد أعددنا لصوتك قيدا وزنزانة.
قلت :القيد أعرفه ،والزنزانة أسكنها
والموت قد أعدلي أكفانه.
فلن أسكت ،لن أخون
الحق أريد ...وعلى جبيني بصمت أمي عنوانه.