زعماء القبائل بوادي درعة
خلف الإستعمار الفرنسي للمغرب أوالحقبة التي تسمى عهد {الحماية الفرنسية للمغرب} خلف عدة أثار سلبية على منطقة الجنوب الشرقي للمغرب خاصة على صعيد منطقة وادي درعة , ولعل أبرز هذه المخلفات أو الأثار السلبية , هو أن هذه الحقبة خلفت وراءها مجموعة من الدكتاتورين القبليين الذين يتربعون اليوم على عرش بعض القبائل, وأصبحوا أسياد القوم , فهم من يمسكون بزمام الأمور لدى بعض القبائل , مستغلين بذالك مناصب أجدادهم كعملاء ومتعاونين مع المستعمر , وما استفزني هو تباهي هؤلاء بالأدوار والخدمات التي كان يؤديها أجدادهم للمستعمر رغم أنهم لا يعترفون بها كخيانة, بل يحاولون تزوير التاريخ والتأكيد على أن أجدادهم كانوا بالمرصاد للمستعمر , لكن الحقيقة عكس ذالك , فالتعسفات التي كانت تمارس من طرفهم ضد الساكنة خير شهادة على ذالك , وجل الساكنة ممن عاصر أباءهم تلك الحقبة يعرفون ذالك , وقلة قليلة من لايعرفها, رغم أني لا أريد التطرق إلى شكل هذه التعسفات , فهي لن يغفر لها التاريخ , مهما حاولنا تجاهلها , واستطاعت هذه الشردمة غرس جدورها بعد الإستقلال , بفضل اختراقهم للقبائل بواسطة عملاء من القبائل , كانوا يستعملونهم خدما في بيوتهم , وتمكنوا بفضلهم من فرض سيطرتهم المطلقة على قبائل المنطقة أنذاك , ليصبح أولادهم وأحفادهم اليوم أسياد القوم لدى بعض القبائل في المنطقة , بعدما كانوا مجرد عبيد لدى عملاء الإستعمار.