طقوس الزواج عند قبيلة أيت عبد الله . { الخطبة }
عندما يتم رصد العروس المناسبة من طرف أم العريس أو إحدى صديقاتها , يتم التقدم إلى أبويها من طرف أسرة العريس رفقة إحدى صديقات الأم من أجل خطبتها, ويطلب أهل العروس مهلة للتشاور قبل البث في الطلب , ولايتم التشاور مع العروس , فتطبيق الأوامر يبدأ من بيت أبيها قبل بيت زوجها , وما عليها إلا الصبر , فلا حق لها في قبول أو رفض من يتقدم لخطبتها , فالقرار الأول والأخير لأبويها , فقبل الموافقة يخبرون أقاربهم بتقدم أحد الخطاب لخطبة بنتهم , وتكون هذه الإشارة بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لهم بالقبول أو برغبتهم في تزويجها لأحد أبنائهم ,لأن الأسبقية دائما تكون للأقارب , وبعد انقضاء المهلة يتم إخبار أسرة العريس , وإذا كان الرد بالقبول , يتفق الطرفان على موعد الخطبة , كما يتم إخبار العريس بذالك من طرف أمه , ولا داعي لرؤية العروس أو الاتفاق معها , فالأم وحدها من لها الحق في قبول أو رفض العروس , ولا حق للعريس في رؤية مخطوبته إلا في ليلة {الدخلة} . ويتم الإتفاق على موعد الخطبة , كما يتم إخبار أقارب العريس بالعثور على العروس المناسبة .
في يوم الخطبة يجري كل شيء على قدم وساق , أسرة العريس تجمع كل المستلزمات الضرورية كالملابس والحناء , والزيت والسكر , وغيرها من المستلزمات التي تقدم للعروس يوم الخطبة. أما أسرة العروس فهي تعد العدة لاستقبال الضيوف بالليل .
توضع المستلزمات في سلات مصنوعة محليا , يتم وضعها على الرؤس إن كان بيت العروس قريبا من بيت العريس , وإن كان البيت بعيدا فيتم حملها على الدواب , وتتخلل المسيرة إيقاعات {أحيدوس} والزغاريد والصلوات على النبي {صلى الله عليه وسلم} ,أما أسرة العروس فهي تراقب الوضع من بعيد , وكلما سمعوا أصواتا تنبعث من بعيد إلا بعثوا من يتحسس الأمر , ويأتي بالخبر اليقين , عسى أن يكون الوافدون هم أهل العريس , وفي غالب الأحيان يتم مراقبة الوضع عند مدخل الدوار , وعند اقتراب الضيوف من بيت العروس تتعالى صيحات الزغاريد وترتفع إيقاعات {أحيدوس} والكل مبتهج , أما العروس فتراقب الوضع من الشرفة , تدخل النساء أولا , ثم الرجال ولا مجال للإختلاط ,فالمجتمع بطبعه مجتمع محافظ , للنساء مجلسهن وللرجال مجلسهم , وتظل العروس تائهة بين المجلسين ,تتحسس أخبار ما يدور من حولها , ولا تدري ما يفعل بها .
في مجلس الرجال لا حديث إلا عن { المعقول } والكل يتحدث بحدر , فزلة لسان واحدة قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر .
أما النساء فهن محتفلات على إيقاعات { أحيدوس } وغيرمكثرتات بما يجري في مجلس الرجال , فهذه فرصة للترويح عن النفس . وبعد تناول العشاء , يتم اسدعاء العروس من أمها , وتقوم أم العريس بدهن شعر العروس بزيت الزيتون إيذانا بوقوع الخطبة , ويتم الإتفاق على موعد الزواج من طرف الرجال , ويختتم الحفل بالدعاء للعروسين .
الحلقة القادمة : عقد القران إعداد عبد الرحمان أيت قاسي .